سيتم إعداد دفتر شروط جديد من أجل استئناف أشغال إعادة تأهيل المسجد العتيق سيدي لخضر بالمدينة القديمة لقسنطينة.
وأسدى والي الولاية، أحمد عبد الحفيظ ساسي ، خلال معاينه لهذا المعلم الديني بحي الجزارين بالمدينة العتيقة لقسنطينة تعليمات للمسؤولين المعنيين تقضي بضرورة “العمل على إعداد دفتر شروط جديد قبل تعيين مؤسسة إنجاز جديدة مؤهلة و متخصصة” في أشغال الترميم، حسب ما ورد في بيان لمصالح الولاية .
وبعين المكان، أمر والي الولاية المؤسسة الحالية المكلفة بأشغال إعادة تأهيل مسجد سيدي لخضر وهي الورشة التي توقفت منذ سنوات بإتمام أشغال تأهيل السقف من أجل الحفاظ على الموقع في انتظار انطلاق أشغال ترميمه، وتفقد بن ساسي بالمناسبة منزل الشيخ عبد الحميد بن باديس بالمدينة العتيقة، حيث أمر المدير محلي الثقافة بالولاية بإعداد تقرير مفصل حول وضعية و حال هذه الدار بغرض اقتراح عملية لإعادة تأهيلها.
ويعود تاريخ بناء مسجد سيدي لخضر، الذي يعتبر واحدا من المعالم الدينية ذات القيمة المعمارية بأعمدته الرخامية المنحنية إلى سنة 1743 أثناء حكم الباي حسان بن حسين و هو المكان الذي كان العلامة عبد الحميد بن باديس يقدم فيه دروس في التفسير و فيه أيضا كان أعضاء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين التي أسسها الشيخ عبد الحميد بن باديس يخططون للمشروع الكبير الذي يؤسس لمجتمع جزائري يقوم على مبادئ الدين و الإصلاح و الثقافة .
وكان رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، قد أمر الأربعاء الفارط ، عشية إحياء يوم العلم الموافق ل 16 أبريل من كل سنة بترميم جميع ” المساجد العتيقة” بالجزائر .وكتب تبون في رسالة وجهها بالمناسبة ” أمرت بترميم جميع المساجد العتيقة في الجزائر و في مقدمتها الجامع الأخضر بقسنطينة، حيث كان الشيخ عبد الحميد بن باديس يلقي فيه دروسا في التفسير والحديث لاسيما شرح موطأ الإمام مالك رضي الله عنه و أرضاه ” .
وفي السياق ذاته، دعا مدير الترميم و حفظ التراث بوزارة الثقافة زهير بلالو الى إشراك المهنيين والحرفيين والخبرات الجزائرية في عمليات ترميم المنشآت والمعالم الثقافية و الدينية بما فيها المساجد العتيقة.
وأوضح بلالو- في نقاش بث عبر التلفزيون العمومي- حول قرار رئيس الجمهورية المتعلق بترميم المساجد العتيقة في الجزائر، أن إشراك الشباب المتخرجين من مدارس جزائرية متخصصة في التراث الثقافي سيساهم في تجسيد هذا المسعى بـ “خبرة شبانية” وطنية.
و ثمن المتحدث ذاته قرار رئيس الجهورية لما له من “أبعاد اجتماعية و دينية و اقتصادية” كونه يسمح للكثير من المؤسسات الصغيرة الجزائرية المشاركة في عمليات الترميم و الصيانة خاصة منها التي تقام بصفة “دورية”.
كما شدد بلالو على أهمية إشراك المهندس المختص و المرمم في عملية ترميم المساجد خاصة تلك التي لها “قيمة معمارية عمرانية مهمة” والتي تتميز عن الأخرى منقوشاتها.وأبرز المدير أهمية الصيانة و المتابعة لمشاريع ترميم المعالم و المنشآت الثقافية ,مذكرا أن “بعض ورشات الترميم لم تخضع في الماضي للدراسة و المتابعة” ما أدى إلى “انهيارات” و “تشوهات” بعد عمليات الترميم.