يحدثنا الممثل الشاب كمندة محمد، عن الخطوات الأولى التي جعلته يقتحم المسرح الجزائري، مؤكدا أنه مازال لديه الكثير ليقدمه، ذلك أن رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة.
الفنان الذي تألق كثيرا في مسرحية “كشرودة” للمخرج أحمد رزاق، وإنتاج المسرح الجهوي لسوق اهراس، أين أدى دور الجدة، وخطف الأضواء، قال في حوار مع جريدة “الجزائر”، أن هذا الدور بالتحديد والذي نال به أحسن دور رجالي ثانوي، أعطاه طاقة كبيرة جدا، رغم أنه كان تحديا كبيرا، مشيرا في سياق آخر أن الرسالة التي يصر عليها ويؤمن بها، هي أن يكون المرء مقتنعا أولا انه خلق من أجل هذا الشيء وبأنه في مهمة عليه تأديتها على أكمل وجه، مبرزا أن الممثل الذي يريد أن يكون مهرجا عليه أن يصبح طفلا صغيرا، في حركاته وملامحه وطريقة أدائه..
بداية… كيف كانت بداياتك في المجال الفني؟
محمد لحواس ممثل من ولاية ميلة من مواليد 12-12-1988، كانت بدايتي في الفن بالانخراط في فرقة موسيقية حيث استنشقت شيئا اسمه فن وفي نهاية السنة دراسية، كنت ادرس يومها السادسة ابتدائي.
شاركت في عمل مسرحي ملحمي، ثم حدث تغير بداخلي اعتقد وجدت ما ابحث عنها أو ماولدت من أجله التمثيل، وبدأ مشواري بالانخراط في فرقة مسرحية بدار الشباب وتلقينا تكوينا أنا وبعض الشباب على يد أستاذ اسمه شرف الدين زغدود، وهكذا كانت انطلاقتي واهم شيء تعلمته في أعوامي الأول هو حب الفن وبأن الفن قضية، وأن الفنان الذي لا يمتلك قضية يدافع عنها لا داعي لكي يكون فنانا أو ممثلا أو مغني أو أي شيء فني لان الفن قضية، ولا يمكن الدخول في تفاصيل لأنها كثيرة جدا وتتطلب العديد من الأيام للحديث عنها.
لقيت شهرة كبيرة في تقمص دور الجدة في مسرحية للمخرج احمد رزاق… كيف وجدت الدور؟ وما هو سر هذا التميز؟
أتوجه بالشكر لأحمد رزاق، لأنه ساهم كثيرا في القفزة النوعية في مسيرتي الفنية التي كانت بدايته بــ “طرشاقة” وبعدها “كشرودة”، فيما يخص دورالجدة -المرأة العجوزة-، أنا راض على ماقدمته أو أظهرته من خلال هذا الدور واعتبره من بين أجمل الأدوار التي قدمتها ركحيا.
الدور لم يكن مسندا لي في الأول، كان مسنود للأخ رياض جفافلية من سوق اهراس، وفي يوم قلت له ياصديقي، أريد تأدية الدور لأنه مغري و يستفزني، تأدية دور عجوز وأنا شاب كان تحديا، واستقبل طلبي بصدر رحب، وقال لي يجب الحديث مع المخرج أولا، فأخبرنا أحمد رزاق ولم يرفض، بالعكس وهذا ما يعجبني في احمد رزاق قال بالحرف الواحد “إذا كان نتوما تشوفوا فيها مفيش مشكل، ممكن تكونوا عندكم رؤية أفضل مني”، وقمت بتجريب الدور وإذا به يسكنني من أول يوم، وبدأت في خلق تفاصيل ومعالم الشخصية ومن هم عوامل صراعاته مع الأدوار الأخرى، وبدأت بتقمص الشخصية تدريجيا والسر في التميز أراه أنه نابع من روح المجموعة وصدق في الأداء وهذا ما أركز عليه دائما.
بعدها، اتجهت للسيرك، واشتغلت كمهرج… هل ترى أن المهرج اليوم يستقطب الطفولة؟
توجهت إلى السيرك مع أنه نوع مختلف تماما على ماقدمته، ذلك أني كنت متعطشا لكل ماهو فن، فأردت أن استفيد من كل شيء فني.
التمثيل في السيرك يستهوي الكثير، تلقيت دعوة بعد المشاركة في كاستينغ، وكنت قد اخترت فن المهرج التمثيل الصامت الكوميدي، قمت بصناعة عرض مع صديق لي محترف في العاب الخفة العرض تحت عنوان “الأنامل الذهبية”، نوعية العرض العاب خفة كوميدية، صديقي ساحر محترف وأنا مساعده وأحاول تقليده وافشل بطبيعة الحال، العرض صامت تقمصت فيه شخصية مهرج.
أما فيما يخص فن المهرج صعب جدا، ليس مثلما يعتقده بعض المهرجين غناء ورقص مع الأطفال والعاب أهانوا المهرج جدا، وليس التهريج من يجذب الأطفال مع أني أتحفظ على هذه الكلمة التهريج ولكن للأسف هذا ماهو موجود الآن “التهريج”.
ومايجذب الأطفال هو كونك شيء مميز، ولديهم فكرة على أن المهرج صديق مقرب جدا، لهذا لكي تكون مهرج عليك أن تصبح طفلا صغيرا مثلهم في حركاتك وملامحك وطريقة أدائك، ومع الكبار يختلف الأمر في الأداء، وما أؤكد عليه أني لجأت لفن المهرج لكي اكتسب أشياء أخرى ستضيف لي الكثير كممثل.
كفنان شاب… ماهي رسالتك؟ مشاريعك؟
الرسالة التي أصر عليها وأؤمن بها، هي أن يكون المرء مقتنعا أولا انه خلق من أجل هذا الشيء وبأنه في مهمة عليه تأديتها على أكمل وجه، فلنكن الأمل لهذه الشعوب المقهورة بإنصافها من خلال فننا.
أما فيما يخص مشاريعي هناك العديد من الأفكار والمواضيع التي تدور في مخيلتي، وبسبب عدم توفر الإمكانيات، تبقى مؤجلة، أريد البدء في تصوير سلسلة تحت عنوان “المواجة”، وهناك مشاريع في الأفق لم تتضح الصورة بعد للحديث عنها.
صبرينة كركوبة