قسوم: تصنيفنا في خانة الإرهاب “عدوان” وعلى الجزائر أن تتحرك
صنفت دول حصار قطر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والمجلس الإسلامي العالمي و11 فردا في قوائم الإرهاب المحظورة لديها.
وقال بيان لدول الحصار الأربع والمتمثلة السعودية والإمارات والبحرين ومصر إن الكيانين المدرجين “مؤسستان إرهابيتان تعملان على ترويج الإرهاب عبر استغلال الخطاب الإسلامي”.
وأضاف البيان أن “الأفراد المدرجين على القائمة نفذوا عمليات إرهابية مختلفة، نالوا خلالها دعما قطريا مباشراً على مستويات مختلفة”.
وفي تصريح خص به ” الجزائر “، وصف رئيس جمعية العلماء المسلمين وعضو الإتحاد العالمي للعلماء المسلمين الشيخ عبد الرزاق قسوم بالعدوان، حيث قال ” هذا عدوان ليس على الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين فقط ولكنه عدوان على الامة الاسلامية قاطبة، لان الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين تمثله مجموعة من الدول كل ولها عالم او عالمين في الهيئة التنفيذية والمجلس العام.”
وأضاف ان الاتحاد العالمي هو الهيئة الوحيدة التي تنادي الى التسامح والاعتدال والوسطية، كما ان علماؤه اقطاب الفكر الاسلامي، لهم مكانتهم وشأنهم في وطنهم والامة الاسلامية.
واشار المتحدث الى ان الاتحاد كان في انتظار الافراج عن بعض علماءه الذين اعتقلوا في هذه الدول ظلما وعدوانا، ليتفاجأ بهذا البيان الذي صنفهم في خانة الارهابيين.
ودعا رئيس جمعية العلماء المسلمين كل دولة من دول العالم الاسلامي الى الانتفاض، لان العدوان على العقول والعلماء اقصى درجات التجاوز، مضيفا ان هذه الدول الاربعة هدفها العودة بالامة العربية والاسلامية الى زمن الغلو والتطرف.
كما طالب الجزائر بالتحرك الفوري والعاجل، لان بيان هذه الدول الاربعة لم يمس شخصا فقط او مجموعة معينة بل عقل الامة بأكملها.
صدمة الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين
من جانب آخر، صدم أعضاء الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين من هذه الاتهامات الموجهة لأكبر هيئة علمية تمثل آلاف العلماء وعشرات الهيئات العلمائية في وقت ما كان ينبغي أن يختلف فيه العلماء بل كان الواجب أن تتفق على ثوابت الأمة وعلى تحقيق الصلح والخير لهذه الأمة المتفرقة.
وأكد بيان الاتحاد – حسب عبد الرزاق قسوم – أن الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين اتحاد عالمي، لا يخضع لحاكم، ولا يسير في ركب دولة، كما أشار ان الاتحاد وُلد من رحم الأمة الإسلامية، التي ضجت من التيارات المتشددة.
كما انتقد الادعاء بأن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ليس جهة علمية، مؤكدا انه كلام عارٍ عن الصحة، وأن مجلس أمناء الاتحاد يضم 49 عالما من كبار علماء الأمة، ممن يشار لهم بالبنان وتعرفهم شعوبهم وحكوماتهم، وكلهم علماء متخصصون إما في الفقه، أو في العقيدة، أو في الحديث.
ورفض الاتحاد اتهامه بإثارة الفتنة، متسائلا لا ندري أي فتنة يقصدون، إلا اذا كان الحديث عن الحق يعتبر فتنة، وان الاتحاد لا يعرف الازدواجية في المواقف، فنحن كما أصدرنا أول بيان في تأييد عاصفة الحزم ضد الحوثيين لأنهم انقلبوا على الشرعية، فقد أدنا بنفس المستوى أيضا ما حدث في مصر من انقلاب غير شرعي على سلطة شرعية منتخبة اختارها الشعب، فلسنا ممن يأتمر إلا بنصوص الشريعة ومحكماتها.
وإزاء الأزمة الخليجية لم يصدر الاتحاد بيانا فيه انحياز لجهة دون جهة ، ” إنما بينّا الحق عبر تصريحات الأمين العام، وقلنا إن الحصار على دولة مسلمة غير شرعي دون الحديث في أمر سياسي وهو ما يتماشى مع منهج الاتحاد ، الذي أكد أن مجلس التعاون الخليجي لا يجوز التفريط فيه مهما كان، على الرغم من ضعفه، فلا يجوز تفكيكه وتفريقه بهذا الشكل، وأيد الاتحاد مبادرة أمير دولة الكويت وأكد أهمية المصالحة والصلح”.
الخارجية التركية تكسر حاجز الصمت
طالبت وزارة الخارجية التركية دول الحصار بالتراجع عن إدراج الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عن قوائم التنظيمات الإرهابية.
وأوضحت الخارجية في بيان نشرته على موقعها الرسمي، أنها تلقت ببالغ الحزن خبر إدراج دول الحصار على قائمة التنظيمات الإرهابية.
وأضاف البيان، أن تركيا باعتبارها رئيسة لمنظمة التعاون الإسلامي للدورة الحالية، تعد هذه الخطوة التي خطأ فادحا، وتخدم الجهات المعادية للإسلام في الوقت الذي ما يكون فيه العالم الإسلامي للوحدة.
الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين:
“اتهامات دول الحصار لا قيمة لها”
قال الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، علي قرة داغي، إن الاتهامات بالإرهاب، الموجهة للاتحاد من دول حصار قطر (السعودية، والإمارات، والبحرين ومصر) لا قيمة لها.
وفي تصريحات له، أضاف داغي أن منظمة الأمم المتحدة صاحبة الحق في هذه التصنيفات وليست تلك الدول، لذلك فلا توجد له قيمة قانونية ولا أممية.
واعتبر أن الاتهام بعيد عن الواقع، نظرا لمواقف الاتحاد التي تدين المنظمات الإرهابية وعملياتها في أوروبا والعالم.
وأضاف هذا الاتهام يسيء إلى الدول نفسها أكثر من الاتحاد، فهو يزداد قوة وقبولا بين الناس، وهم يعلمون أنه قوي، لذلك صنّفوه إرهابيا.
حماس: “علماء الاتحاد منارات للأمة”
وأدانت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، إدراج الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين و11 فردًا على قوائم الإرهاب، لدى الدول الأربعة المقاطعة لقطر.
واستنكرت الحركة، في بيان لها إدراج الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والمجلس الإسلامي الأعلى وعلماء آخرين ضمن قائمة الإرهاب، والذين هم بمثابة منارات للأمة.
وتابعت الحركة ” نؤكد على ضرورة أن تستعيد الأمة وحدتها وقوتها ووضع حد لخلافاتها وإلغاء كل هذه التصنيفات الجائرة بحق أهل العلم والعلماء”.
النهضة التونسية: “قوائم الإرهاب لا تخدم استقرار المنطقة”
انتقدت حركة النهضة التونسية القائمة الجديدة التي أصدرتها كل من السعودية ومصر والإمارات والبحرين حول الإرهاب، مشيرة إلى أنها أساءت لرموز دينية وثقافية معروفة وستؤثر سلبا على استقرار المنطقة.
كما استغربت إقحام الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين ضمن مثل هذه القوائم، داعية الى تحييد المؤسسات والعلماء المشهود لهم بالنزاهة والتسامح والتعلق بروح الاجتهاد عن التجاذبات والصراعات.
للتذكير فقد أعلنت كل من السعودية ومصر والإمارات والبحرين إضافة المجلس الإسلامي العالمي والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، فضلا عن 11 شخصية جديدة إلى قوائمها المحظورة في إطار الجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب، وفق وكالة الأنباء السعودية.
نسرين محفوف