ثمنت الأسرة تربوية من منظمات اولياء التلاميذ ونقابات التربية الوطنية والناشطين في المجال التربوي، تصريحات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون سهرة أول أمس، خلال المقابلة التي أجراها مع بعض وسائل الإعلام الوطنية، حيث طمأن بأنه لن تكون سنة دراسية بيضاء هذا الموسم، وأن امتحانات شهادة البكالوريا لن تلغى وإنما ستكون وفقا للظروف التي تمر بها البلاد.
وأكد الرئيس عبد المجيد تبون بأن البلد تعيش ظروف استثنائية وسيتم ايجاد حلول لامتحاني شهادتي التعليم الابتدائي والمتوسط، وبخصوص البكالوريا فصل رئيس الجمهورية في إجرائها عبر امتحان سيتم تحديد وقته وفق الحالة الوبائية وانحصار انتشار فيروس “كورونا”.
علي بن زينة: “سجلنا ارتياحا كبيرا في رسائل الرئيس التطمينية للأسرة التربوية”
قال رئيس المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ، علي بن زينة، في اتصال مع “الجزائر” إن منظمته “تابعت كلمة رئيس الجمهورية وقد سجلت ارتياحا لتحكم الدولة الجزائرية في إدارة الأزمة، بحيث أرسل الرئيس رسائل طمأن من خلالها الشعب الجزائري بصفة عامة والمنظومة التربوية بصفة خاصة”، موضحا حيث كانت الإشارة واضحة إلى اجراءات انتقال التلاميذ وكذا المستويين الخامسة ابتدائي والرابعة متوسط وهو ما يعكس انسجام الخطاب بين الشركاء الاجتماعيين وما ذهب اليه رئيس الجمهورية.
وأشار المتحدث ذاته، إلى أن المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ، سبق وأن راسلت رئاسة الجمهورية، بخصوص اجراءات انتقال التلاميذ والفصل في مصير السنة الدراسية، مقدمة جملة من المقترحات لعلاج الوضعية في ظل أزمة هذا الوباء.
وأوضح علي بن زينة بأنه “تجدر الإشارة أن رئيس الجمهورية ربط موضوع البكالوريا بوضعية الوباء وهذا انطلاقا من مبدأ سلامة وحياة الأبناء وقد ارتأت المنظمة إمكانية اجراء امتحان البكالوريا في نهاية شهر جوان وهذا بعد رأي اللجنة الوطنية لمتابعة الوباء”، موضحا أن هذه الأخيرة “هي التي تعطي الإشارة إلى إمكانية الاجراء في شهر جوان من عدمه”.
وأضاف المتحدث ذاته، أن اللجنة الوطنية لمتابعة الوباء على إدراك ووعي كامل بوضعية الوباء، علما أن المنظمة قدمت طرحها من منطلق تحليلها وما يمكن أن يؤثر سلبا في حال برمجة الامتحان في شهر سبتمبر، لعدة اعتبارات نفسيه بيداغوجية تنظيمية ومؤسساتية، مضيفا أنه “يبقى القرار كما ذكر رئيس الجمهورية مرتبط بالوضعية الوبائية”.
وختم رئيس المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ قوله بأنهم يتابعون “بصفة متواصلة المجريات فيما يتعلق بالوضع التربوي وقد انجزت مقترحات مبنية على أساس إدارة التوقعات وقراءة الواقع، قبل إصدار أي اقتراح وهذا بعد استشارة خبراء في مختلف الاختصاصات ذات الصلة بالشأن التربوي”.
كمال نواري: “رئيس الجمهورية فصل في عدة أمور”
من جهته، قال النشاط التربوي كمال نواري، في تصريحات لـ “الجزائر” أن رئيس الجمهورية تحدث عن مصير الامتحانات الرسمية الثلاث وعن العتبة، حيث قال إن امتحاني “السنكيام” و”البيام” يوجد حل لهما مما يعني فرضية إلغائهما ممكن جدا، خاصة وأن الانتقال الى المتوسط والثانوي داخل أسوار المدرسة الجزائرية وحساب معدل الانتقال مرتبط بمعدل سنوي بالإضافة الى معدل الشهادة للطلبة غير الناجحين”.
وأضاف المتحدث ذاته بخصوص امتحان البكالوريا “أكد رئيس الجمهورية على عدم إلغائه وسيجتاز طلبتنا هذا الامتحان بمراعاة الظروف الصحية أي لا يمكن تحديد تاريخ إجرائه”، موضحا في السياق ذاته، “السبب في رأيي بعدم إلغائه يرجع إلى الانتقال من الثانوية إلى الجامعة مرتبط بمعدل الشهادة أولا وثانيا الطلبة لا يكترثون على المعدل السنوي وأغلبهم يغادرون الثانوية مبكرا وثالثا يشترك في هذا الامتحان عدة قطاعات من بينها وزارة التعليم العالي، وزارة الداخلية وكذا التربية.
وقال الناشط التربوي كمال نواري في قراءة حديث رئيس الجمهورية أن النقطة الثالثة في تصريحه هي العتبة، حيث أكد أن هذا الأمر من اختصاص وزارة التربية وأهلها، مضيفا أنه “كما هو معروف فإن أسئلة الباك تقدم من الدروس وأعتقد أن وزير التربية سيعطي تصريحا بهذا الشأن وأتوقع أن تكون من دروس الفصلين الأول والثاني”.
وأشار نواري إلى أنه “تبقى بعض النقاط التي لم يشر إليها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، فهي متروكة لوزير التربية للفصل فيها مثل نهاية السنة، الانتقال، معدلات الانتقال، الاستدراك، الإنقاذ وما إلى ذلك خاصة بعد مشاوراته مع الشركاء الاجتماعيين مؤخرا.
وفي الأخير أوضح المتحدث ذاته، أنه تبقى النقطة الأخيرة وهي تحديد تاريخ إجراء “الباك” لأنه متروك للحكومة والظرف الصحي وأتوقع تأجيله إلى ما بعد 14 ماي القادم.
عبد الكريم بوجناح: “قرار الرئيس حول السنة الدراسية تطابق مع مقترحات النقابات”
من جهته، ثمن رئيس النقابة الوطنية لعمال التربية عبد الكريم بوجناح، في اتصال لـ “الجزائر” تصريحات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، وقال بوجناح إنه حسب قراءتنا لحديث رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، فإن الفصل في نهاية المرحلة الابتدائية وشهادة التعليم المتوسط بحساب معدل الفصلين كما جاء في مقترحنا”، مضيفا “نحن أول نقابة التي قدمت هذا الاقتراح برسالة رسمية للوزير ورئيس الجمهورية رغم انتقادات بعض النقابيين واليوم يريدون تبنيها”.
وبخصوص الامتحانات المصيرية ومن بينها امتحان البكالوريا، فقد فهمنا من حديث رئيس الجمهورية أن جوابه يعطي إشارة إلى أنه “سيجرى بالعتبة كما صرحت النقابة بذلك مؤخرا”، وأضاف المتحدث ذاته انه بالنسبة لتاريخ إجراء امتحان “البكالوريا” تكلم على جوان في حالة القضاء على الوباء، مرجحا أن “هذا من المستحيلات حسب سلوكيات الجزائريين وعدم احترام تطبيق الحجر الصحي، حيث شهدت الجزائر ارتفاعا محسوسا في اصابات بفيروس”كورونا”، مضيفا أن الرئيس أكد أن الحكومة ستراعي الظروف الحالية التي تعيشها البلاد في ظل تفشي فيروس كورونا في إجراء امتحانات البكالوريا.
وأضاف المتحدث ذاته، أن المهم على حد قول رئيس الجمهورية “بالنسبة لنا أن التلميذ لا يضيع ولن تكون سنة بيضاء ولن تفرض على أحد”، وأرجح عبد الكريم بوجناح أنه “بعد انقضاء أيام الحجر الصحي التي أضافها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون أي يوم 14 ماي المقبل، ستحدد مصير السنة الدراسية حسب تطورات الوضع الصحي للبلاد”.
وتجدر الإشارة إلى أن رئيس الجمهورية قال إن الحكومة “ستعمل على إيجاد الحلول في حال انخفض عدد الإصابات بفيروس كورونا، وحتى إن لم تنخفض على حد قوله، مضيفا أن السنة الدراسية تنتهي في 15 جوان والوقت لا يزال أمام الحكومة لإيجاد الحلول، وبخصوص العتبة التي يطالب بها العديد من الطلبة، فقد أكد الرئيس تبون أن التلاميذ سيجتازون البكالوريا بالدروس التي درسوها خلال الفترة الماضية.
أميرة امكيدش