العرض لم يلق التمويل وأستغرب رفض عرضها في العديد من الفضاءات !
أبرز رئيس تعاونية مسرح بور سعيد بالجزائر محمد العوادي أن مسرحية “فخامة الشعب ينتظر” التي عرضت أول أمس، بقاعة المسرح الوطني محي الدين بشطارزي، جاءت لتقدم رسالة من نبع الواقع، وبطابع هزلي، مضيفا أن التحريض والحكم على فلان وعلان ليس من مهامهم، فالعرض -يؤكد- يحمل رسالة هامة، مليئة بالوعي والشغف لغد أفضل، حب من حب وكره من كره.
وأضاف محمد العوادي في تصريحه لــ “الجزائر”، أن العرض المسرحي الذي أنتجته تعاونية “بور سعيد” -الذي يرأسها-، كتب نصه يزيد صحراوي، وأخرجه ياسين زايدي، بمساعدة إبراهيم نبيلة، وجاء بالتزامن مع الحراك الذي عرفته الجزائر مؤخرا، حيث يسلط الضوء على تغيير ذهنيات الأجيال، ويتناول قصة فتاة ترغب بالخروج إلى الحراك الشعبي، للمطالبة بالتغييرات برفقة خطيبها، لكن والدها يعارضها بحدة، بحكم عدة اعتبارات، ولكن سرعان مايقابل والدها صديقه وهو مجاهد سابق، هذا الأخير الذي يدعوه إلى ضم صوته إلى صوت الشعب، والمطالبة بحقوقه، من أجل غد أفضل، فيتغير رأي هذا الأب وينضم للمسيرات، بعد اقتناعه بحرية التعبير، مبرزا إنه تم تسخير موسيقى حماسية تتغنى بالحرية في العمل.
وعاد المتحدث إلى الصعوبات التي واجهت العمل، حيث قال بأن المسرحية لم تلق تمويلا من أي هيئة وتم إنتاجها على حسابه الخاص، بحكم شغفه وحبه للمسرح وللجزائر، مشيدا بطاقم العمل الذين تحملوا الضغط، وفي شهر واحد تم إكمالها، بعدما توفرت عندهم الإرادة الكافية لانجاز المشروع.
محمد العوادي، قال في معرض حديثه، أن المسرحية لقيت أيضا عراقيل جمة، لعرضها في مختلف الفضاءات، حيث تم رفضها مرارا وتكرارا من العديد من المسارح الجهوية، للموضوع الذي تناقشه، وتم عرضها اليوم –يقول- في المسرح الوطني، مع الكثير من التعتيم والتكتم، وهذا مايتجلى في ملصق المسرحية، حيث رفض مسؤولو المسرح، وضع الأفيش الكبير للمسرحية، وتم الاكتفاء بملصق صغير جدا علق في إطار في مدخل مبنى المسرح الوطني، مستغربا المتحدث عن مدى تغني المسؤولين بالديموقراطية وحرية التعبير، في حين يتم التضييق على هذه الحرية، خاصة في مجال الفن الذي يحمل رسائل سامية.
وكشف المتحدث أيضا، عن جولة فنية تخص المسرحية، في العديد من ولايات الوطن، المدية، باتنة، قالمة، بسكرة، الوادي… إلخ، مثنيا على مدراء المسارح الجهوية ومديريات الثقافة الذي فتحوا ذراعيهم لعرض العمل.
محمد العوادي الذي يضم رصيده الفني 41 فيلما، و18 مسرحية، وبالحديث عن تعاونية “بور سعيد” قال بأنها بدأت تنشط منذ 2011، وأول إنتاج له تحصل على الجائزة الأولى “الحسن الحسني” بولاية المدية، لتتواصل أعماله ـ يقول ـ وينتج “وزير وربي كبير”، “العودة” و”جا يسعى ودّر تسعة” وغيرها من المسرحيات… معتبرا بأن تعاونية “بور سعيد” من بين التعاونيات المسرحية الناجحة في الجزائر، حيث قدمت 18 عملا مسرحيا، كما تقوم بجولات فنية في مختلف أرجاء الوطن، مشيرا أيضا إلى أن بعض التعاونيات في الجزائر تمكّنت من فرض وجودها وإثبات مكانتها على الساحة الثقافية، من خلال النشاطات المتواصلة التي تقدمها، مشيرا أن نجاح أي تعاونية ثقافية مرتبط بمدى حضورها فنيا على المستوى الوطني.
صبرينة كركوبة