أكد الباحث في علم الاجتماع السياسي ناصر جابي، أن قرار منع محاضرته بجامعة باتنة1، بداية الأسبوع الحالي، يرجع إلى رئيس الجامعة المعنية ولا علاقة له بأي أوامر من جهة أمنية كانت كما روجت بذلك العديد من التقارير الإعلامية التي تداولت الخبر على نطاق واسع.
نشر الأستاذ الجامعي المختص في علم الاجتماع السياسي، ناصر جابي، أمس، توضيحا للرأي العام على صفحته في “الفايسبوك” يتعلق بمسألة منعه من إلقاء محاضرة في غمرة الإحتفالات برأس السنة الأمازيغية بجامعة باتنة، وأثار ذلك القرار ضجة كبيرة في مختلف وسائل الإعلام. وقال جابي “معلوماتي تقول أنه لا دخل للوزارة ولا للأجهزة الأمنية التي أقحمت في هذا المنع وأن الأمر يتعلق بقرار أحمق اتخذه رئيس الجامعة”، واقترح الباحث المعروف في علم الاجتماع أن يتم مساءلته “من قبل الأسرة الجامعية ومسؤولي القطاع”.
وروى ناصر جابي في منشوره المطول، تفاصيل عملية منع محاضرته حول الهوية الأمازيغية التي كان ينوي عرضها على الطلاب، ردا على تصريحات رئيس الجامعة الذي كذب عملية المنع، مشيرا إلى أن اسم الباحث ناصر جابي لم يكن مدرجا في برنامج النشاط الذي بادرت به جمعية تامزغا.
وأفاد جابي بأن هذه “مغالطات من السهل التأكد من كذبها بالاتصال مع مسؤولي الجمعية ورئيسها تحديدا الذي تواصل مع إدارة الجامعة لإعلامها بحضوري لهذا النشاط والتدخل بمحاضرة ضمن فعالياته أيام قبل الحدث”، وتابع الباحث الجامعي ذاته، قائلا “باختصار هذا ما حصل منذ وصولي إلى باتنة بدعوة من نفس الجمعية لإلقاء محاضرتين حول كتابي تمت الأولى في المسرح الجهوي مساء السبت ببيع بالإهداء للكتاب التي أشرفت عليه”.
وأضاف جابي “في حدود التاسعة والنصف -الأحد13- وصلت مع بعض أعضاء الجمعية إلى الجامعة أين وجدت مع مسؤولي الجمعية عميد كلية الآداب وبعض الأساتذة ورؤساء الأقسام الحاليين والقدماء، في استقبالنا أمام المدرج الذي كان يفترض تنظيم هذا النشاط داخله، الرجل مشكورا رحب بالكل ودعانا إلى دخول القاعة في انتظار انطلاق المحاضرات”، قبل أن يأتي دوري بعد زميلين آخرين لإلقاء محاضرتي أخبرني أحد المنضمين أن رئيس الجامعة “يريد أن يحدثني خارج المدرج”. وعبر المتحدث عن “تعجبه للأمر في البداية” لأنه “كان على وشك الانطلاق في تدخله من منصة المدرج، كما تبين ذلك عديد الصور الملتقطة”، وواصل ناصر جابي حديثه “لأجد خارج القاعة نائب رئيس الجامعة المكلف بالعلاقات الخارجية الذي أخبرني وهو يتأسف بصدق أن رئيس الجامعة قد قرر، منعي من إلقاء محاضرتي، بسؤاله عن السبب قال بحضور مسؤولي الجمعية وبعض أساتذة الجامعة أن الأمر تم بتدخل من أجهزه أمنية دون أن يحددها”.
ثم تابع جابي قائلا “بعد مشاورات قصيرة مع مسؤولي الجمعية قررت المغادرة إلى الفندق في انتظار سفري الذي كان مقرر في نفس اليوم، فقد كان الرأي أن الأمر قد يكون متعلق باستفزاز من قبل جهات مجهولة لإفساد الاحتفالات الرسمية والشعبية “بناير”، وهو ما جعل مسؤولي الجمعية لا يوقفون النشاط داخل القاعة الذي استمر بشكل عادي”. وشدد المتحدث أن كل هذه المعلومات “يمكن التأكد منها بسهولة من مسؤولي الجمعية وبعض الأساتذة والحضور الذي كان قريبا من الحدث”.
وللإشارة، فإنه في البداية تم ترويج فرضية “أوامر أمنية” تكون وراء منع محاضرة الأكاديمي والباحث الجامعي المعروف ناصر جابي، وهي المحاضرة التي دعته إليها جمعية “تامزغا أوراس فوروم باتنة” عندما أعلنت تنظيمها سلسلة من المحاضرات دعت إليها كوكبة من الشخصيات الثقافية والأكاديمية المهتمة باللغة والهوية الأمازيغية، قبل أن تتعرض محاضرة جابي إلى المنع في الدقيقة الأخيرة.
وفي السياق ذاته، فند مدير جامعة باتنة الدكتور ضيف عبد السلام في تصريحات له ما وصفها بـ”الإدعاءات” التي تشير بأن هناك جهات أمنية كانت وراء منع الأستاذ الباحث ناصر جابي من إلقاء المحاضرة، وأشار إلى أن هذه الادعاءات “لا أساس لها من الصحة”. وتابع مدير الجامعة عبد السلام ضيف تبريره لقرار المنع، مشيرا إلى أن الأستاذ ناصر جابي نزل ضيفا على جامعة باتنة، وقد حظي بالاستقبال الذي يليق به، غير أن منعه من إلقاء المحاضرة ناجم أساسا عن عدم إدراج اسمه في البرنامج الخاص بالندوة الفكرية والعلمية التي احتضنتها جامعة باتنة.
إسلام كعبش
الرئيسية / الوطني / ناصر جابي يلغي فرضية تدخل الأجهزة الأمنية، ويصرّح::
“رئيس جامعة باتنة المسؤول عن منع محاضرتي”
“رئيس جامعة باتنة المسؤول عن منع محاضرتي”