الأحد , ديسمبر 22 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الثقافة / يرحل في صمت بعد 54 سنة من العطاء في السينما والمسرح :
رابية عمر : ” التاريخ سجل عمل عمار معروف في سماء الاحترافية “

يرحل في صمت بعد 54 سنة من العطاء في السينما والمسرح :
رابية عمر : ” التاريخ سجل عمل عمار معروف في سماء الاحترافية “

فقدت الساحة الفنية ليلة السبت إلى الأحد، عملاق من عمالقة الفن الرابع المطلوب له بالغفران عمار معروف عن عمر يناهز 76 سنة، الذي انتقل إلى رحمة الله تركا ورائه زخم من أعماله الفنية المسرحية والسينمائية صدحت في سماء الاحترافية، المرحوم عمار معروف المشهور بأدواره في المسرح والسينما وافته المنية في مستشفى مصطفى باشا بالعاصمة أين كان يتلقى العلاج، إثر مرض عضال، وارى الفقيد ثراه أمس، في مقبرة الرويبة بشرق العاصمة، حسب رئيس جمعية أضواء رابية عمر. من المعروف عن الفنان أنه من مواليد 25 فيفري 1942 بالجزائر العاصمة، بدأ مشواره الفني في المسرح، مثل إلى جانب أكبر الممثلين مثل رويشد الذي تقاسم معه الخشبة في مسرحية “البوابون”، و شارك العمل مع كبار المخرجين الذين صنعوا السينما الجزائرية، و لتواضعه أدى الممثل أدوارا ثانوية، لاسيما في “معركة الجزائر” للمخرج الايطالي جيلو بونتيكورفو، كما مثل أيضا في عدة مسلسلات تلفزيونية مثل “المصير” لجمال فزاز.


رابية عمر: ” عمار معروف الفنان الجزائري المعروف بعطائه للفن بسخاء وفي خفاء “
حسب شهادة رابية عمر رئيس “الجمعية الثقافية للسينما أضواء”، قال أن المرحوم الفنان العملاق عمار معروف من عمالقة أب الفنون والسينما الجزائرية، صدحت أعماله في سماء الاحترافية، قوي الشخصية مثابر ومعطاء للفن لا يبخل على أحد بما يملك من خبرة في التمثيل وفي المجال الفني بصفة عامة، وأردف رابية عمر في قوله أن عمار معروف بتواضعه أعطى مثل الجزائر في العديد من المحافل الدولية، هو إنسان صنع بفنه كاريزما هي مثال لكل جزائري يحب وطنه ويحب العمل بجهد دون مقابل وفي خفاء، فند حياته للمسرح الذي كان يعشقه بجنون وكان يجسد فيه أدوارا لمختلف الحالات الاجتماعية، يضيف رابية أنه مع كل هذا العطاء الذي صنع من عمار معروف فنانا بمعنى الكلمة لم يلقى التكريم و الدعم الذي يستحقه في حياته من قبل المسؤولين، و عليه و من خلال جريدة الجزائر وجه رئيس جمعية أضواء نداء للجهات الوصية و المسؤولين في قطاع الثقافة الالتفات إلى الفنانين الذين لازالوا على قيد الحياة، وتحسين أوضاعهم الاجتماعية و كذا الأوضاع الفنية التي تجعلهم يعملون في أريحية تامة و هذا هو مطلب كل الفنانين، المشاركين و الأعضاء في الجمعية الثقافية الفنية للسينما “أضواء”، و قال ذات المتحدث أنه صدرت في الآونة الأخيرة تظلمات عديدة من طرف فنانين جزائريين اشتكوا من حجم التجاهل الممارس بحقهم من طرف وزارتهم، خاصة في حالات المرض التي تجبر الفنانين على الابتعاد عن خشبة المسرح ودور السينما ومنصات الغناء، حتى أن بعضهم توفي في صمت دون أن يحظى بالتكفل المادي والمعنوي اللازم. الأسرة الفنية تنعي عائلة الفقيد و على اثر هذا المصاب الجلل تقدمت الأسرة الفنية و الإعلامية ورفقاء الفقيد من قريب وبعيد و عبر جميع الوسائل الإعلامية و مواقع التواصل الاجتماعية تعازيهم الخالصة لعائلة الفقيد، حيث نقل الديوان الجزائري، لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة على صفحته الرسمية على “فيسبوك”، الخبر الذي أحزن شريحة واسعة من الفنانين والجمهور الجزائري المعتاد على متابعة أعمال الفنان الراحل، كما نعى وزير الثقافة، عز الدين ميهوبي، الفنان الراحل، وكتب : ” تلقيت هذا الصباح خبرا محزنا، لقد رحل عنا الممثل المسرحي والسينمائي الكبير عمار معروف “.
عائلة الفقيد : ” رحل العملاق في صمت دون إلتفاتة من مسؤولين في القطاع الثقافي”
وحسب عائلة الفقيد التي تلقت اتصالا من رئيس جمعية أضواء، و التي وجهت في تصريحات لوسائل إعلام محلية، انتقادات شرسة إلى المسؤولين الجزائريين، وفي مقدمتهم وزارة الثقافة الجزائرية، عقب تنكرهم للفنان الراحل، وتقصيرهم في تقديم الدعم اللازم له، كما استنكر أهله على عدم توفير الرعاية الصحية اللازمة للفنان المسرحي والسينمائي، الذي قدم 54 سنة من حياته، للساحة الفنية الجزائرية، ومع ذلك تقول عائلة الفقيد أن الراحل عجز عن امتلاك سكن وراتب ثابت، طيلة مسيرته الفنية، حيث ظل مستأجرا مع أولاده منذ سنوات، في مشهد صادم.


بهية راشدي : “عمار معروف رحل في صمت لكنه حلقة جوهرية يصعب نسيانها”
و قالت الفنانة القديرة بهية راشدي، أن شهادتها مجروحة في الفقيد لأنه الأخ و الزميل ورفيق الدرب الذي لن تنسى معروفه مهما حيت، معربة في نفس الوقت عن أسفها لرحيل فنان متواضع وخلوق قدم الكثير للساحة الفنية الجزائرية، و عبرت الفنانة عن حزنها الشديد لرحيل عمار معروف الذي اشتغلت معه في أحد الأعمال الفنية، في دور الزوجة خلال مسلسل ” جروح الحياة “، الذي لقي إعجاب الجمهور الجزائري، وقالت أنها اكتشفت فنانا خلوقا ومتواضعا جدا “، وأردفت راشدي أن الفنان عمار معروف لم ينل الحظ الكبير من الدنيا، بالرغم من أن التاريخ سجل اسمه من ذهب”، كما دعت بهية راشدي كوكبة الفنانين والممثلين الجزائريين إلى الاتحاد، وتأسيس جمعيات وهيئات تخدم مصلحة الفنان الجزائري، وترفض الواقع المزري الذي يعيشون و يعملون فيه، منتقدة في ذلك حالة الشتات والفوضى التي يعيشها قطاع الثقافة في بلادها، و هو الأمر المحزن و المؤسف الذي يعيشه الفنان الجزائري.


حبيب بوخليفة:” هكذا تختفي اسماء فنية كبيرة في ظل التعاسة و الحرمان و التهميش
وقال الأستاذ والكاتب والناقد المسرحي حبيب بوخليفة في الراحل عمار معروف لجريدة “الجزائر” : ” قد تلقيت نبا محزن إثر وفاة الممثل القدير الصديق المتواضع عميمر معروف… كان لي الحظ أن أشاركه في مشواري الفني المسرحي الدرامي بالمسرح الوطني طيلة ما يزيد عن خمسة عشر سنة من العمل و الابداع. لقد شارك في اكثر من عشرين مسرحية منذ التحاقه بالمسرح الوطني الجزائري في 1964 رحاب كوكبة فنانين كبار مثل رويشد و نورية و سيد علي كويرت و حسن الحساني و كلتوم و عبد الحليم رايس و سيد احمد أقومي.. و علال المحيب، الهاشمي نور الدين و فريدة عمروش القائمة مفتوحة.. ثم شارك مع الجيل الثاني بعد الاستقلال رابية عبد الحميد و صونيا و بران نور الدين و سليمان بن عيسى و مجوبي و بن قطاف الخ..رحم الله من توفي و حفظ من مزال على قيد الحياة…آخر عمل له كان دور مهم في مسرحية”عمار بوزور” على خشبة المسرح الوطني و شارك في كثير من الأعمال السينمائية و المسلسلات أخرهم في مسلسل “البذرة ” نشا نشأة شعبية في احد أحياء العاصمة..كان دائما ملتزما بالانضباط في العمل لم أتذكر يوما انه تلبس بالعنف أو النفاق..بسيطا و حبوبا متخلقا في معاملته مع كل الناس..رحم الله الفقيد و اسكنه فسيح جناته و الهم ذويه الصبر و السلوان..تعازي الخالصة القلبية لكل أفراد عائلته و كل العائلة الفنية، و أردف في قوله ” وهكذا تختفي اسماء فنية كبيرة في ظل التعاسة و الحرمان و التهميش و عدم الاهتمام بهم في الوقت المناسب..الفنان لا يحتاج إلى زيارات مناسباتية بقدر ما يحتاج إلى الرعاية الإجتماعية و التقدير و الاهتمام..على وزن المثل الشعبي الجزائري ” كي كان حي مشتاق تمرة و كي مات علقولو عرجون “.
شفيقة أوكيل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super