دعا الرئيس بوتفليقة، أمس، العمال المضربين من أطباء وأساتذة إلى السهر على أن يقترن دفاعهم الـمشروع واليقظ عن حقوقهم بحرصهم الفعال والـمتواصل على أداء واجباتهم والتزاماتهم في هذه الـمرحلة الحاسمة للغاية من التنمية الوطنية.
وقال رئيس الجمهورية في رسالة بمناسبة إحياء الذكرى المزدوجة لتأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين و تأميم الـمحروقات قرأها باسمه وزير العدل، حافظ الأختام، الطيب لوح، بوهران “سنذلل الصعاب ونواصل طريقنا نحو الرقي, ولم أشك أبدا في استعداد الجميع لـمغالبة التحدي هذا”.
وأضاف رئيس الجمهورية، بأن مطلب تنويع الاقتصاد وتنافسيته أصبح “أكثر إلحاحا في سياق الأزمة النفطية التي نمر بها”, مشيرا إلى إن “تحقيقه لا يتأتى إلا بالتعبئة القوية لطاقاتنا الحية كلها و لجميع العمال والإطارات والنساء والرجال وهم قوة الوطن.
كما شدد بوتفليقة على أنه “يتعين علينا إحياء الرمزية النوفمبرية لكي يُنْقَشَ حب الوطن في أذهان شبيبتنا من خلال حثها على الإبداع والابتكار والتنافسية والطموح إلى التفوق”, مؤكدا في هذا السياق أنه كلف الحكومة بإدراج بعث اقتصادنا صوب هذا الـمنحى بحيث يعبئ القوى الحية للبلاد ويعتمد على طاقة شبيبتنا.
وتابع رئيس الجمهورية يقول ” لا مناص لنا أن نتأقلم مع التحولات من خلال الارتقاء باقتصادنا ومؤسساتنا وجامعاتنا إلى معايير الامتياز و التنافسية العالمية والبقاء في ذات الوقت على منهجنا من حيث السياسة الاجتماعية والتضامن الوطني”.
وقد بعثت رسالة رئيس الجمهورية الاطمئنان في نفوس العديد من النقابات التي تحدثت اليها ” الجزائر “، والتي أكدت ان الرئيس بوتفليقة انتصر لها ولحقها المشروع في المطالبة بالحقوق، في ظل تعنت بعض الأطراف وانتهاجها سياسة الترهيب والتخويف والوعيد ورفضها الحوار ما زاد الاوضاع تعقيدا، وشل اكثر القطاعات حساسية في البلاد.
منسق أساتذة ثانويات الجزائر عاشور إيدير:
رسالة الرئيس تؤكد تضامن الحكومة مع المضربين
استبشر منسق أساتذة ثانويات الجزائر عاشور إيدير خيرا من رسالة الرئيس بوتفليقة حيث قال ان مضمونها يوحي بتضامن الرئيس والحكومة مع مطالب المضربين، ودليل واضح على احقيتها.
واوضح المتحدث ان جميع الأطراف المتنازعة حول هذه المسالة خرقت القوانين، متأسفا على ما حل بالضحية الوحيدة من هذه الإضرابات والمتمثلين في التلاميذ والمرضى رغم احقية ما قاموا به وشرعيته، متمنيا ان تعود الاوضاع الى ما كانت عليه.
رئيس النقابة الوطنية لأساتذة الثانوي والتقني “السناباست”:
نطالب بحوار الحكومة مع النقابات المستقلة
طالب رئيس النقابة الوطنية لأساتذة الثانوي والتقني ” السناباست” مزيان مريان من رئيس الجمهورية فتح ابواب الحوار مع النقابات المستقلة على مختلف مشاربها، كون الاتحاد العام للعمال الجزائريين لا يمثلهم، بالاضافة الى اشراكهم كشريك اجتماعي في مختلف المسائل التي تهم الوطن.
واكد انه سبق لهم وان حذروا وزارة التربية الوطنية من وقوع أي إنزلاق، والذي هو ليس لصالح أي أحد، مشيرا ان تعنت الوزارة، والمفاوضات التي لم تات بالايجابي والجديد هي من اوصلت القطاع الى ما آل اليه.
رئيس جمعية أولياء التلاميذ خالد أحمد:
نأمل من رسالة الرئيس أن تلملم الأوضاع
من جانبه، ثمن رئيس جمعية أولياء التلاميذ خالد أحمد ما جاء في رسالة رئيس الجمهورية، آملا ان تهدأ الأوضاع ويعود الاستقرار الى جميع القطاعات التي شلها الاضراب.
واكد احمد خالد ان الإضراب حق يكفله الدستور، الا انه على المضربين استعماله في ظروف ملائمة وليس على حساب مصالح الآخرين، خاصة ان تحدثنا عن التلميذ والمريض.
وأضاف بالقول ” ان ما ينشدونه هؤلاء المضربين من أساتذة واطباء حق دستوري، لكنه تجاوز الخطوط الحمراء بالمساس بمصالح الاخرين، خاصة ان تحدثنا عن تلميذ ومريض الحلقة الضعيفة في كل ما يحدث.”
كما دعا جميع الاطراف الى تغليب الحوار والعدول عن التهديد بالإضراب ووضع مصلحة التلاميذ فوق أي اعتبار بالنظر للنتائج السلبية التي يخلفها إضراب الأساتذة لاسيما فيما يتعلق بتعويض الدروس الضائعة.
النائب مسعود عمراوي:
الرئيس ارسل رسالة اطمئنان وعلى المضربين تحمل مسؤولياتهم
قال النائب عن الاتحاد من أجل النهضة و العدالة والبناء وعضو لجنة التربية والتعليم العالي بالبرلمان مسعود عمراوي ان الرئيس ارسل رسالة اطمئنان وعلى المضربين تحمل مسؤولياتهم كاملة.
وثمن عمراوي رسالة الرئيس، مشيرا انها ايجابية وجاءت في الوقت المناسب بعد تعفن الاوضاع وتازم الساحة الجزائرية بسبب هذه الاضرابات، مشيرا الى ان حق العمل النقابي معترف به قانونيا، وممارسته مكفول بأحكام قانونية تنظيمية، كما أنه معترف به لجميع المواطنين وضمان ممارسته مكفول بأحكام قانونية وتنظيمية.
وتتمثل أهم المطالب التي رفعها التكتل النقابي في مراجعة الاختلالات الواردة في القانون الأساسي لعمال التربية وتطبيق المرسوم الرئاسي المتعلق بشهادتي الدراسات الجامعية التطبيقية وليسانس إلى جانب مراجعة القرار الوزاري المتعلق بالامتحانات المهنية وإعادة النظر في النقطة الإقصائية في غير مادة الاختصاص.
كما يطالب التكتل أيضا بتحسين الوضعية الاجتماعية للأسلاك المشتركة والعمال المهنيين وإلغاء المادة 87 مكرر من قانون العمل فضلا عن استحداث منحة محفزة إلى جانب مراجعة النظام التعويضي وإعادة الشبكة الاستدلالية لأجور الموظفين تماشيا ومؤشر المعيشة. بالإضافة إلى توحيد نسبة منحة الامتياز في المناطق المتمثلة في الجنوب والهضاب العليا وتحيين منحة المنطقة على أساس الأجر الرئيسي الجديد.
وفي سياق متصل، أوضح مستشار وزيرة التربية أن المطالب التي رفعها التكتل والتي لا تدخل ضمن صلاحيات وزارة التربية، لا يمكن النظر فيها لأنها ليست من مسؤولية القطاع. مؤكدا أن من ضمن هذه المطالب تحسين القدرة الشرائية وإعادة النظر في النقطة الاستدلالية وقانون العمل والمطلب المتعلق بالتقاعد. كما أكد أن أبواب وزارة التربية تبقى دائما مفتوحة للحوار والتشاور مع كل نقابات القطاع لإيجاد حل لمشاكلهم.
وذكر مستشار بن غبريط أنه تم الاستجابة لمطالب النقابات التي أودعت إشعارا بالإضراب ليومين، حيث تم التكفل بانشغالاتهم بعد سلسلة من اللقاءات. موضحا أنه تمت دراسة مطالب كل نقابة على حدة قبل استقبال النقابات الخمس. مشيرا إلى استجابة الوزراة بشكل إيجابي لكل المطالب التي هي من اختصاص القطاع منها تطبيق المرسوم الرئاسي رقم 14-266 المتعلق بشهادات الدراسات الجامعية التطبيقية ومراجعة المرسوم الوزاري المتعلق بالامتحانات المهنية ومراجعة النقطة الإقصائية في المواد الثانوية.
للإشارة، يتكون تكتل النقابات المستقلة للتربية من النقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني «سنابيست» والنقابة الوطنية المستقلة لعمال التربية الوطنية «اس ان تي يو» والاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين «الإنباف»، المجلس الوطني الموسع للثانويات الجزائرية «الكلا»، والمجلس الوطني للنقابة المستقلة لعمال التربية والتكوين «ساتاف».
لا خوف من زوال الدعم الاجتماعي
وشدد رئيس الجمهورية على مواصلة الدولة الجزائرية لمنهجها في السياسة الاجتماعية بما فيها سياسة الدعم التي كثر اللغط حولها في الآونة الأخيرة، داعيا في رسالة قرأها نيابة عنه وزير العدل حافظ الأختام الطيب لوح بوهران، الشباب “للتأقلم مع التحولات من خلال الارتقاء بالنظام الاقتصادي إلى معايير الامتياز، مع البقاء على منهجنا على السياسة الاجتماعية والتضامن الوطني”.
وأضاف بوتفليقة أن الدولة ستعمل ما بوسعها لتحقيق الرقي قائلا “سنذلل الصعاب ونواصل طريقنا نحو الرقي، ولم أشك أبدا في استعداد الجميع لـمغالبة التحدي هذا”. مضيفا :”أهيب بالعمال أن يسهروا على أن يقترن دفاعهم الـمشروع واليقظ عن حقوقهم بحرصهم الفعال والـمتواصل على أداء واجباتهم والتزاماتهم في هذه الـمرحلة الحاسمة للغاية من التنمية الوطنية”.
وفي السياق طالب بوتفليقة، من الشباب الجزائري بضرورة التأقلم مع التحولات من أجل النهوض بالاقتصاد خارج المحروقات، داعيا إياهم إلى عدم النظر للمستقبل من خلال التقلبات التي تشهدها أسعار النفط والاختلالات التي يشهدها الاقتصاد الوطني منذ 2014.
وأكد رئيس الجمهورية أنه يولي عناية بالغة لمطالب البالغة للالتحاق بنادي الكبار، ودعا للعناية بقطاع الفلاحة كمكمن مهم لمناصب الشغل وعلى مواصلة تنمية قطاع السياحة حتى تصبح مصدر للإيرادات الخارجية.كما طالب الرئيس بوتفليقة الحكومة للسهر على تنقية الإنتاج الوطني على السهر ووجود المنتوج الوطني وايلاء العناية التامة للتكنولوجيا الإعلام الحديثة.
نسرين محفوف/ عمر ح