ارتفع طموح الجزائريون هذه الأيام، بعد تألق المنتخب الجزائري في كأس أمم إفريقيا المقامة بمصر هذه الأيام، والملاحظ إن هذه السنة وعلى غير العادة لم تعرف تنافسا كبيرا من الفنانين، فيما يخص الأغاني المخصصة للمنتخب الوطني، وهو ما أرجعه الكثير من المتتبعين للفترة العصيبة، التي تعشيها الجزائر.
وتتميز الأغنية الرياضية في الجزائر بالإيقاعات السريعة والكلمات الملتهبة، والتي تجعل الفرد يتفاعل بكل وجدانه وأحاسيسه، نظرا للقيمة الكبيرة التي تشغلها كرة القدم في نفوس الشباب الجزائري العاشق لبلده ومنتخب بلده وحتى ناديه، هذا الأمر الذي لمحناه سابقا في تصفيات مونديال جنوب إفريقيا يؤكد ودون مبالغة أن الجزائر رائدة عربيا وحتى عالميا في هذا الاختصاص نظرا للكم الهائل من الأغاني التي تهاطلت على المنتخب الأول أو حتى تلك التي تتغنى بالنوادي الجزائرية، ولعل فرقتا مورينو وتورينو لأكبر دليل على ذلك فلأزيد من عشر سنوات يغنون للنوادي الرياضية، حيث أن فرقة ميلانو دافعت عن إتحاد العاصمة وتورينو شجعت مولودية الجزائر وكلاهما شقا طريقا كبيرا و كسبا جماهير عريضة لغنائهما لمحاربي الصحراء ، واليوم نقف عند واقع الأغنية الرياضية مع تسليط الضوء على آخر الأغاني التي تغنت بالمناسبة…
الأغنية الرياضية … بين الانتعاش والانتكاسة:
شهد هذا الطابع المليء بالحماس الذي يعبر عن اهتمامات الشباب الشغوف بكل ماهو فن ورياضة، في الثمانينات، حيث عرف انتعاشا ورواجا كبيرا، وذلك للإنجازات المحققة يومها والتي تعود أساسا لصعود المنتخب إلى المونديال سنة 1982 و1986 وكذا المشاركة في نهائيات كأس أفريقيا للأمم التي كان آخرها سنة 1990، لتختفي منذ بداية التسعينات، أي منذ بداية الأزمة الدموية التي عرفتها البلاد والتي انعكست على الرياضة والفن، حيث تذبذب مستوى المنتخب وانهار بالكامل وهو الذي كان في أوج عطاءاته سابقا، وبهذا أعلنت حناجر الفنانين الحداد إلى وقت لاحق على أمل أن تعود الانتصارات والاحتفالات من جديد وتبث روح الوطنية والحماسة والنشاط لتأجج نفوس الشباب الشغوف للرياضة الأولى في العالم -كرة القدم-…
وقد تألقت فرقة البحارة وزعيمها الصادق جمعاوي بأغنية ”جيبوها يا لولاد التي هزت الشعب الجزائري كاملاً وهي ماتزال راسخة لحد اليوم، في ذاكرة كل مواطن، كما نجد رابح درياسة أيضا تميز بأغنية ” هيا نمشو لاسبانيا” و”يحياو اولاد بلادي” وهنا فتح المجال لانطلاقة فعلية لأغنية رياضية وطنية .
ولايقتصر الأمر فقط للتغني بمجد المنتخب الوطني بل يتعدى إلى ماهنالك بكثير، حيث كان ومازال الفنان الجزائري وفيا لناديه المفضل، وعلى ذكر الأندية الجزائرية فإن الشاب توفيق الفنان الوفي الأبرز الذي غنى للمولودية، كما نجد مراد جعفري للإتحاد، ومحمد علاوة لشبيبة القبائل وغيرهم الكثير، ويذكر المهتمون بالتاريخ الفني أن أول أغنية جزائرية رياضية معروفة، ظهرت مع ولادة أول ناد رياضي جزائري سنة 1926 الذي تأسس بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف ألا وهو مولودية الجزائر والأغنية مطلعها يقول: إذا حبيت تعمل السبور.. روح شارك في المولودية ذاك الـكلوب هو المشهور في شمال إفريقيا”.
كان 2019: رصيد ضئيل من أغاني “المنتخب”، الطموحات أكبر والقادم أفضل:
على غير العادة، لم تشهد هذه السنة رصيدا كبيرا، من الأغاني المخصصة للمنتخب الوطني، رغم الـتأهل لكأس أمم إفريقيا 2019، والانتصاران المتتاليان لــ “الخضر”، أهلته للدور الثاني، ولعل الأزمة التي تعانيها الجزائر اليوم، كانت سببا كبيرا في عدم اكتراث الفنانين بمحاربي الصحراء، حيث شهدت الساحة الفنية بعضا من الأغاني تعد الأصابع تتغنى بالمنتخب قدمها فنانون مبتدؤون، لم يختلف مضمونها عن باقي الأغاني السابقة، أبوا إلا أن يقدموا أغاني لــ “الخضر”، ولعل أغنية موح ميلانو “ماما أفريقا”، رضا شهير “بلادي”، بلال ميلانو والشابة سيهام “نحبوا بلادنا”، لأكبر دليل على ذلك، والأكيد أن رصيد الأغاني سيرتفع بعد مواصلة المنتخب الوطني تحقيق الانتصارات، ذلك إن الفنانين والفرق المختصة عودتنا على مسايرة أي انجاز كروية يتعلق بالألوان الوطنية.
هذه هي الأغاني التي اشتهرت في العصر الذهبي لتألق “الخضر”:
منذ سنوات قليلة فقط، عرفت أغاني المنتخب الوطني أوج نجاحاتها وتألقها، حيث تنافس العديد من الفنانين آنذاك، على هذا النوع من الأغاني، على غرار الشابة صونيا مع محفوظ بأغنية “لالجيري هي بلادي” وكذا مع محمد الصغير”الجزائر يالميمة”، أما فرقة تورينو وميلانو فتميزت ب “لالجيري بلادي ساكنة في قلبي”…الخ.
ذات الفرقة، قدمت أنذاك ثمان أغاني جديدة اعتبرت من العيار الثقيل، تمثلت في ضم أصوات رايوية على غرار بلال الصغير وكذا الشاب وحيد، بالإضافة إلى مطرب الطابع السطايفي فواز لاكلاس وغيرهم، ومن أبرز أغانيها: “بارا بارا”، “برازيليا”، “بلاد الخير”، “90 دقيقة” و”جيت نزورك”… الخ، ومنذ عام 2013 أي تزامنا مع كأس إفريقيا للأمم، كان لفرقة تورينيو، بالشراكة مع باليرمو، وفرقة كاتانيا أغنية “ماماميا ألجيغي” التي ذات صيتها بين الأوساط الشبانية، كما كانت أغنية لفرقة تورينو وميلانو “الجزائر راهي ولات” و مع الشاب خلاص “Allez Jouee” كما كانت أغنية “إن شاء الله لاكوب دوموند” للفنان خالد عطية و مصطفى…
وقام الشاب إلياس بجمع نخبة من الفنانين أبرزهم نوال إسكندر، الشابة سهام، وإلياس القسنطيني، ناريمان مشعل والشاب أمين، والقبائلي حليم حواسين في ألبوم رياضي يضم ست أغاني وهي “الهول”، “مازال واقفين” بالإضافة إلى “قاع نطيرو”، “في الماراكانا”، “سوفريت عليها” و”ما نروحش معاك”، وقد سجل أمين تي تي، أغنية مع مغني الراب كريم الكانغ، حملت عنوان “زعزع الفيلي الليلة الدفيلي”، والشاب يزيد هو الآخر كان له أغنية خاصة بعنوان “عليولنا علامنا”، دون أن ننسى الشاب سيفو، الذي سجل “الخضرا ديمارات” و”ليفار في الطابي واعرين” …
وكانت فرقة يونيفاغ حاضرة هي الأخرى سابقا ب”نجمة وهلال” وبالشراكة مع الشاب رضوان بأغاني ” في بلادي وبلاد النور”، “On Va Jouee”، “خضرة وحمرة”، أما فرقة نابولي فكانت لها كلمتها هي الأخرى ب “اليد في اليد يا ليجان”، “الخضرة لي لمتنا”، “يا الخضرا العبي”، “عيطو للصحافة يصوروا”…
صبرينة كركوبة