الإثنين , ديسمبر 23 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الثقافة / رغم تعليماتها بنقل النشاطات الثقافية والفنية إلى العالم الافتراضي: “كــورونا” يخلط حسابات وزيرة الثقافة والفنون مليكة بن دودة خلال عام 2020

رغم تعليماتها بنقل النشاطات الثقافية والفنية إلى العالم الافتراضي: “كــورونا” يخلط حسابات وزيرة الثقافة والفنون مليكة بن دودة خلال عام 2020

 

 

 

عصفت جائحة “كورونا” بالنشاط الثقافي والفني في الجزائر والعالم، خلال عام 2020، حيث عرفت هذه السنة الغاء كل التظاهرات الثقافية من طرف وزارة الثقافة والفنون بسبب إجراءات الحجر الصحي المفروضة نتيجة انتشار الفيروس، وذلك منذ 11 مارس الفارط.

وقد وجدت الوافدة الجديدة على رأس وزارة الثقافة والفنون مليكة بن دودة، التي عينت بداية جانفي خلفا لوزير الاتصال والثقافة بالنيابة عبد القادر رابحي، نفسها أمام مسؤولية كبيرة، وهي التي لم تتقلد أي منصب سيادي سابق، فبعد شهرين فقط من تنصيبها دخل الفيروس إلى الجزائر، ليخلط كل حساباتها، فالوباء الذي أثر على كل القطاعات ليس فقط في الجزائر، وإنما في كل العالم، رمى بظلاله على الحياة الثقافية، لتجد المسؤولة الأولى على هضبة العناصر نفسها في صلب تحديات كثيرة، وأمام جمود ثقافي مر، وهي التي كانت تحلم أن توقع بصمتها، لتعطي بعدها، تعليمات لكل المؤسسات الثقافية والفنية بضرورة نقل النشاطات إلى العالم الافتراضي وتعويض هذا النقص وبالتالي تحريك القطاع أكثر، ذلك أنه السبيل الأمثل للنشاط.

أهل الثقافة والفن يفتقدون إلى المهرجانات !

رغم عدم تنظيمه سنة 2019 بسبب المسيرات الشعبية، كان يرتقب أن تنظم فعاليات الطبعة الرابعة عشر، لمهرجان الوطني للمسرح المحترف بالجزائر في الفترة الممتدة من 19 إلى 27 مارس 2020 بالمسرح الوطني الجزائري “محي الدين بشطارزي”، وبمشاركة عروض مسرحية متنوعة ومتعددة، وتنظيم محاضرات وندوات، فضلا عن تنظيم ندوة “همزة وصل” حول المسرح الجزائري، بالتنسيق مع الهيئة العربية للمسرح، و توقيع اتفاقية توثيق ذاكرة المهرجان الوطني للمسرح الهواة بمستغانم مع الهيئة ومحافظة المهرجان، ورغم أن كل الأمور كانت مضبوطة، إلا أن الأمور جرت عكس التيار، بعد أن تقرر إلغاء كل التظاهرات، بسبب تفشي الفيروس الذي حصر كل العالم.

وقد كان محبو الكتاب والمطالعة قد افتقدوا كثيرا للصالون الدولي للكتاب “سيلا 2020” في طبعته الخامسة والعشرين، -الحدث الأبرز في الجزائر-، بعد أن ألغي هو الآخر، باعتباره يستقطب مهنيين وكتابا وحتى جمهورا واسعا، وفرصة ملائمة للالتقاء والنقاش والتعرف على جديد الاصدارات.

ولم يكن عام 2020، جيدا على المهرجانات السينمائية، فبعد أن غابت الطبعة 12 من المهرجان الدولي للفيلم العربي الذي يقام كل عام بالباهية وهران سنة 2019، بسبب ماكانت تمر به الجزائر، كان هذا الحدث في كل مرة يتأجل إلى تاريخ لاحق، وقد أرجع المنظمون سبب التأخر في تسليم واستلام المهام بين المحافظ الجديد آنذاك، ليدخل العام الجديد ويصطدم بوباء “كورونا” الذي أخلط كل الحسابات.

ونفس الشيء حصل مع المهرجانات الفنية التي كانت تزين الساحة خاصة خلال الصائفة، حيث افتقد الجمهور مهرجاني تيمقاد بباتنة وجميلة بسطيف وليالي الكازيف بالعاصمة وغيرها من النشاطات الأخرى.

العالم الافـــتراضي… البديل الأمثل:

 

أدرك أهل الثقافة والمسؤولين عليها، في ظل الوضع الصحي الراهن، قيمة الانترنيت فلجؤوا إلى العالم الافتراضي لكسر الجمود الثقافي، بعدما اتجهت المؤسسات والجمعيات والفنانون نحو الانترنت وذلك على قنواتها الرسمية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وكان المسرح الوطني الجزائري “محي الدين باشطارزي” السباق في تنظيم ندوات افتراضية قيمة وعرض مسرحيات للكبار والصغار أيضا، كما نظم ندوة “همزة وصل –نقد التجربة حول المسرح الجزائري” مؤخرا فقط، وذلك بعد ثلاثة أيام متتالية أثراها الأكاديميون، والممارسون.

وقامت المسارح الجهوية بعرض أعمالها هي الأخرى مع برمجة فعاليات يومية لصالح الأطفال الذين توقفت دراستهم آنذاك بعد غلق المؤسسات التعليمية.

وفي سياق ذي صلة، برمجت المؤسسات الفنية التابعة لوزارة الثقافة العديد من الحفلات المسجلة على غرار أوبرا الجزائر والديوان الوطني للثقافة والاعلام..، كما أطلق المركز الوطني للسينما والسمعي البصري أياما افتراضية للفيلم القصيرن ليبرمج من جهته متحف السينما للجزائر العاصمة “السينماتيك” دورة عروض أفلام على الشبكة.

وتحول تشكيليون وأروقة فنون وكذا جمعيات لهذا الفن إلى فضاءات العرض الافتراضي عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقدمين للجمهور فرصة التمتع بمعارض فنية انطلاقا من البيت وقد الوكالة الوطنية للاشعاع الثقافي “لارك” في هذا الشأن، وعن الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية، فقد تنظيم زيارات افتراضية للمتاحف والمواقع الأثرية عبر صفحاته بمواقع التواصل الاجتماعي وهذا بعد غلق السلطات العمومية لها أمام الجمهور.

في سياق آخر، أطلقت منشورات “الجزائر تقرأ” مؤخرا معرضا افتراضيا للكتاب على منصة البيع الالكتروني، حيث تمتنظيم هذا المعرض في منصة dzreads.com، واقترح تخفيضات وعروض ترويجية مع تسليم إلى كامل المدن الجزائرية.

وأطلق ناشرون وأصحاب مكتبات عمليات بيع بالتخفيض وجمع كتب تبرعات، من بينها دار النشر البرزخ عمليات بيع بالتخفيض على مؤلفاتها وهي مبادرة انضمت اليها العديد من المكتبات بالجزائر العاصمة ووهران، البليدة، تيزي وزو، معسكر، قسنطينة، كما استجابت الجمعيتان “الأفق الجميل” و”القارئ الصغير” من مدينة وهران لهذه المبادرة.

 

صبرينة ك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super