لازالت الأعمال الدرامية الجزائرية خلال شهر رمضان الكثير، تثير الجدل وتصنع الحدث عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب المواضيع التي تتناولها، وهو الأمر الذي جعل وزارة الاتصال تنذر القنوات التلفزيونية بسبب التعاطي مع هذه المواضيع وعدم معالجتها بطريقة إبداعية بارزة، فضلا عن إشراك الإشهار بكثرة… وقد انتقد مهنيون وأهل الاختصاص هذه الأعمال، مركزين على عدد من المشاكل التي تغرق فيها الدراما الجزائرية.
في السياق، قالت الإعلامية المختصة في الشأن الفني ذهبية مشدال، بأنه ورغم كثرة الأعمال هذا العام، إلا أننا لم نصل بعد إلى المستوى المطلوب، حيث يتكرر استخدام مواضيع مثل “الحقرة” و”الانتقام” و”الآفات الاجتماعية”، هذه المواضيع تحقق نجاحا جماهيريا نسبيا، حيث يتفاعل المشاهد الجزائري ويتعاطف مع المظلوم، ويعيش واقع البطل من خلال متابعة أشخاص ينتقمون لأنفسهم. وهنا نلمس اهتمام المخرجين بهذا النجاح وإهمال كبير في الأداء التمثيلي وبناء الشخصيات وتطوير الحبكة وإقناع المشاهدين بمنطقية الأحداث، هذه العناصر هي التي تصنع مسلسلات جيدة وترفع من مستوى الذوق العام للجمهور، وتجعله يطالب بالمزيد، مضيفة بأنه وبعد مرور سبع حلقات، لاحظنا أن هناك مسلسلات ما زالت تعاني في تقديم الشخصيات وتطويرها وأخرى تجتر الأحداث، وعليه وجب القول والإلحاح في أن يتم تحسين عناصر الدراما لتحقيق تجربة مشاهدة أكثر إشباعا وتميزا.
من جهتها قالت الفنانة المسرحية نوال مسعودي تغيرت العناوين وضلت نفسها المواضيع و نفس الوجوه بكل الأعمال في كل سنة وكأنه لايوجد كتاب ومبدعين وعباقرة في اختراع مواضيع جديدة أكثر قوة من الحشيش والخمر والمخدرات، والغريب جلب نفس الأشخاص لأداء هذه الأدوار، ونفس الأشخاص للقيام بفعل التشقليل المزعج، وانتقدت الاحتكار والسيطرة الصريحة للمنتجين والمخرجين وحاشيتهم، ودعت إلى ردعهم بقوة قانون الفنان المؤسس، فالكل يلاحظ المتلقي، بأن نفس الوجوه أصبحت مملة بظهورها المتكرر في كل سنة وليتها تغيرت من ناحية الإبداع والأداء والجنون في العطاء.
واعتبر الإعلامي عبد العالي مزغيش بأن الدراما الرمضانية التي تغرق في الابتذال وتسقط في الإسفاف وتكرر نفسها -كل موسم- وتوهمنا أنها تعكس واقع الجزائريين هي دراما تمثل رؤية إنتاجية وإخراجية قاصرة عن فهم أغلب المجتمع الجزائري الذي يمنح قدسية كبيرة لشهر الصيام، وهنا وجب التنبيه أنه وجب وضع علامة (+16 و +12) على شاشاتنا التلفزيونية، حيث يمكن لبعض المخرجين والمنتجين اختيار شهر آخر لبيع “سلعتهم” الرديئة التي لا تعكس الاحترافية والجودة الموجودة في أعمال درامية عربية وأجنبية، وأنا هنا أود أن أؤكد أني لست ضد حرية الفن؛ ولكنني ضد “رداءة” المضامين التلفزيونية الموجهة لجمهور ذكي لم تعد تنطلي عليه الحيل.
وركز الفنان المسرحي شفيق بن محمد تيشوداد بعد مشاهدته لبعض الأعمال على نقطة مهمة، حين قال أنه وصل إلى نتيجة وقناعة واحدة وهي: أن أبناء المسرح والذين قاموا بالتكوين في مجال التمثيل والدارسين بالمعهد يحدثون الفارق في مختلف الأعمال عكس البقية.
صبرينة ك