لم تمر تصريحات الأمين العام بالنيابة لحزب جبهة التحرير الوطني علي صديقي الرافضة للندوة الوطنية والهيئة الإنتقالية لتسيير الحزب مرور الكرام على معارضيه الذين اعتبروها بمثابة الإستمرار في انتهاج سياسية الأمر الواقع والرغبة في تعميق أزمة “الأفلان” والاكتفاء بالحلول على المقاس التي تضمن بقاء هذه الأخيرة في منصبها لتتواصل أزمة جبهة التحرير الوطني والقبضة الحديدية بين الطرفين.
عضو اللجنة المركزية، حسين خلدون:
“رفض القيادة الحالية للندوة الوطنية هو استمرار لأزمة الحزب”
وصف القيادي والعضو في اللجنة المركزية حسين خلدون تصريحات الأمين العام بالنيابة لحزب جبهة التحرير الوطني الرافض للندوة الوطنية والهيئة الإنتقالية لتسيير الحزب بمثابة “الرغبة في تعميق أزمة الأفلان والرفض لكل ما من شأنه إخراجه منها”.
وأوضح خلدون في تصريح لـ “الجزائر” أمس أن حزب جبهة التحرير الوطني “يتخبط في أزمة حقيقية وماضية إلى التأزم في ظل استمرار القيادة الحالية في فرض منطقها ورفضها لكافة المقترحات العملية التي تصب في صالح إخراج الافلان من أزمته ومنها الندوة الوطنية التي هي في الأساس رغبة في ترتيب أمور الأفلان وتجاوز خلاقاته وإخراجه من الأزمة الحالية التي جعلته بعيدا عن الدور المنوط به تكون ندوة مصالحة ومصارحة ولقاء لمناقشة مشاكل الحزب”، وقال: “الجدير بالتوضيح إن فكرة الندوة الوطنية جاءت من أجل لم شمل المناضلين ورد الإعتبار للمناضلين المهمشين وفتح نقاش وحوار هادئ ومسؤول وإجراء مصالحة بين أبناء الحزب وتجاوز كل خلافات الماضي ورص الصفوف، تكون من مخرجاتها تكليف هيئة تحضير مؤتمر يعيد الأمل في بعث الحزب من جديد على أسس صحيحة وينتخب قيادة شرعية لا ولاء لها سوى للوطن ولمبادئ الحزب قيادة تمثل إرادة القواعد النضالية ومسؤولة أمامها”، وتابع :”التساؤل الذي يطرح نفسه لماذا ترفض القيادة الحالية الندوة الوطنية وهيئة انتقالية لتسيير الحزب ؟”.
وأشار خلدون إلى أن القيادة الحالية “تريد لعب الدور ذاته الذي لعبه الحزب طيلة العشرين سنة الماضية دورالمصفق والمطبل في الوقت الذي لا بد من مراجعة لعلاقة الحزب بالسلطة في ظل المعطيات الجديدة للساحة السياسية”، وذكر: “الجزائر تعرف مرحلة جديدة ولا بد على حزب جبهة التحرير الوطني أن يرتب بيته ويتكيف مع المرحلة جديدة وإحداث القطيعة مع السياسات السابقة في تسيير الحزب والذي وضعته اليوم في حالة أزمة عهد التطبيل والتصفيق قد ولى وهذه الأخيرة لن تنفع الحزب اليوم”.
وعن وصف القيادة الحالية لنفسها بالشرعية، قال خلدون :” أين هذه الشرعية وهناك شغور في منصب الأمين العام ووجود أمين عام بالنيابة وهو المنصب الذي لا وجود له في القانون الأساسي؟ ويعتبر تمسك هذه القيادة بشرعيتها وبموقفها الرافض لمبادرة الندوة الوطنية وإصرارها على تنظيم المؤتمر في ظل الوضع الحالي يعتبر بمثابة تعميق الأزمة داخل الحزب وتعنتا وحديثها عن عقد دورة اللجنة المركزية لن يحل أزمة الحزب لكون هذه الأخيرة جزء من الأزمة”.
منسق حركة التقويم والتأصيل لحزب جبهة التحرير الوطني ، كريم عبادة :
“القيادة الحالية غير الشرعية ومستمرة في اجترار السياسات والممارسات السابقة”
في المقابل أدرج منسق حركة التقويم والتأصيل لحزب جبهة التحرير الوطني كريم عبادة رفض القيادة الحالية للندوة وطنية وهيئة انتقالية لتسيير الحزب في خانة “الاستفزاز والاستمرار في انتهاج سياسة الأمر الواقع وتعميق أزمة الأفلان برفض كافة الاقتراحات التي يطرحها المناضلين”.
وقال عبادة في تصريح لـ”الجزائر”: “القيادة الحالية غير شرعية لحزب جبهة التحرير الوطني لا تزال على نهج السابقين بدليل الإستمرار في انتهاج سياسة الأمر الواقع وهو الأمر الذي ظهر في رفضها لعقد ندوة وطنية وتنصيب هيئة انتقالية لتسيير الحزب”.
وتابع في السياق ذاته: “من هم على رأس الأفلان اليوم يبحثون عن التموقع وما يضمن لهم البقاء في مناصبهم بالتخندق في خانة ” لجنة المساندة وهو الدور الذي لعبه في السابق وأوصله للأزمة التي يتخبط فيها اليوم غير أن سياسية التسيير لا تزال ذاتها”.
وردا على دعوة الأمين العام بالنياية للمناضلين للإلتفاف حول القيادة الشرعية، قائلا: “عن أي شرعية يتحدث علي صديقي؟ أين هذه القيادة ؟ هل هو من يمثل القيادة الشرعية بمنصب لا وجود له في القانون الأساسي ؟ والله أستغرب من هؤلاء الذين يتحدثون عن الشرعية وحزب جبهة التحرير الوطني ماضي للهاوية وسبب أزمة اللاشرعية التي يتخبط فيها والإستمرار في الممارسات والسياسات السابقة ؟”.
وأبرز عبادة أن الحزب ليس في حاجة لعقد دورة للجنة مركزية ولا تزال القيادة الحالية تتحدث عنها بالقول إنها لا تتهرب منها لكون هذه الأخيرة غير شرعية هي الأخرى ومكونة من أعضاء هم في الأصل “مضليين” و لا علاقة لهم بالحزب ولا بالنضال وتركيبتها وضعت على مقاس القيادة السابقة لمنحها الضوء الأخضر لكل القرارات التي تريد تمرريها وقال: “تمسك القيادة الحالية بعقد دورة اللجنة المركزية وهي المعدة على المقاس و تفتقد للشرعية دليل على أن هذه القيادة باحثة عما يحفظ بقاءها في منصبها ولا يهمها ترتيب البيت وإعادة الأفلان للواجهة السياسية بقيادة جديدة بعيدا عن من كانوا السبب ولا يزالون يشهون في صورة الحزب لغاية الآن من بعض القيادات ولو عقدت الندوة الوطنية أو المؤتمر فلن يكون هناك مكانا للقيادة الحالية الغير شرعية .” وأشار ذات المتحدث إلى أن الأفالان بحاجة اليوم لمؤتمر طارئ تسبقه تنصيب لجنة تحضيرية مكونة من قيادات نزيهة وشفافة همها الوحيد هو إعادة حزب جبهة التحرير الوطني للواجهة السياسية وتجاوز كافة خلافاته”.
زينب بن عزوز