الخميس , نوفمبر 14 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الوطني / في ظل تدابير الحجر الصحي والاجتهاد في العبادة:
رمضان التحدي..

في ظل تدابير الحجر الصحي والاجتهاد في العبادة:
رمضان التحدي..

استقبل الجزائريون، أمس، أول يوم من شهر رمضان المبارك، في ظروف “استثنائية” في ظل وباء “كورونا”، محاولين الحفاظ على “نوستالجيا” الشهر الفضيل، وتحدي الأزمة الصحية، في المقابل ستكون عدة عادات غائبة في هذا الشهر الفضيل المختلف عن سابقيه.
ويختلف رمضان هذا العام عن رمضان الأعوام الأخرى السابقة، حيث غابت عدة معالمه التي كانت تبدو على وجوه العائلات قبيل أيام قليلة تفصل عن قدوم الشهر الفضيل، فلا الأسواق مزدحمة ولا مساجد عامرة بالمصليين في صلاة التراويح والمعالم الروحانية، ولا الزيارات التي كانت تطبع سهرات الليالي الرمضانية.
في المقابل، تحدت بعض العائلات الجزائرية وباء المستجد “كورونا”، حيث صام الجزائريون أول يوم من رمضان بعد أيام من التحضيرات نوعا ما مختلفة لهذا الشهر، حيث لم تفوِت ربات البيوت فرصة الحجر المنزلي من أجل التحضير الجيد لرمضان من خلال عدة عادات اعتادت عليها العائلات الجزائرية، من تصبير الخضر والفواكه الجافة وتنظيف البيوت وشراء الأواني الخاصة بالشهر الفضيل أو استعمال أواني خاصة برمضان المبارك عوض تجديد مستلزمات المطبخ.
ومن جهة أخرى، وفي جولة استطلاعية قامت بها “الجزائر”، كانت “رائحة” الشهر المبارك في النصف الأخير من شعبان وعلى غير المعتاد غائبة بسبب الحجر المنزلي، حيث لم تشهد الأسواق حشودا من الناس كالمعتاد، ولم تنزين الشوارع بمحلات خاصة بالشهر الفضيل، وإن وجدت لدى بعض الأسر، ليست بنفس الاهتمام المبالغ فيه مثل العادة، والذي كان مشهودا من قبل، وأن تهيئة المنزل هي الأخرى عملية، تغاضت عنها العائلات، بسبب وباء “كورونا” في حال استمرار انتشاره طوال الشهر رمضان على غرار طلاء جدران البيوت والتي كانت مهمة جدا.
وقالت ربة عائلة في تصريح لـ “الجزائر” أن الكثير من العائلات خاصة منهم الاطفال عاشوا أيام شبيهة بأجواء رمضان من ناحية أخرى، حيث قلب وباء “كورونا” الموازين وأصبح الأطفال يسهرون ليلا وينامون صباح وذلك حيلة من ربات البيوت حتى يمنعن الأطفال والشباب المراهقين من الخروج في خلال النهار في فترة الحجر المنزلي، وأضافت سيدة أخرى بخصوص طلاء البيوت وتنظيفها أن بسبب الوباء “لجأت ربات البيوت إلى تنظيف البيوت يوميا تنظيفا شبيها بأيام رمضان وذلك تذرعا من تفشي الوباء الى المنازل، وكذا الحملات التي بادرت بها البلديات وشباب الأحياء في مختلف الأحياء والبلديات”.
كما قال بائع في متجر إن العائلات “تهافتت على المواد والسلع الاستهلاكية والخضر والفواكه خوفا من الوباء وطول مدة الحجر المنزلي”، وأكد هذا الأخير أنه “نفس سيناريو الذي كانت تشهده الأسواق الجزائرية قبل أيام قليلة تفصلنا عن الشهر الفضيل”.

المختص في علم الاجتماع، شريف زهرة: «رمضان هذا العام يأتي بنكهة مغايرة»

ويرى الأستاذ المختص في علم الاجتماع شريف زهرة في اتصال لـ “الجزائر” أن رمضان هذا العام “سيكون مختلفا لدى الجزائريين بسبب جائحة وباء “كورونا”، حيث من البديهي حسبه أن الأزمة أثرت من الناحية الاجتماعية والنفسية للعائلات الجزائرية، خصوصا ما خلفه الذعر والقلق من تفشي الوباء.
ووقف المختص الاجتماعي على العادات التي ستكون غائبة خلال هذا الشهر، التي أفقدته نكهته المعتادة، خصوصا صلاة التراويح التي كان يتأهب لها المجتمع الجزائري ويتهافت على الصفوف الأولى الصغير والكبير، مضيفا صحيح أن الحجر “أعاد لم شمل الاسر الجزائرية في بيت واحد لكن في هذا رمضان لن تكون السهرات المعتادة والزيارات التي اعتادت عليها الأسر الجزائرية في كل عام من رمضان”.
وفي شق أخر، أضاف المتحدث ذاته، أن أكبر مأساة تواجه العائلات الجزائرية حاليا الأرواح التي حصدها هذا الوباء المستجد، متأسفا من أن الكثير من العائلات فقدت أفراد عائلاتها وهناك عائلات لم ترى بعضها منذ مدة، مضيفا أنه وباء “كورونا” عزل الجزائريين في بيتهم مثلما غابت الزيارات التي كانت تسبق أسبوعا قبل شهر رمضان، حيث كانت تخصصها العائلات الجزائرية لزيارة الأقارب وصلة الرحم وطلب السماح وما إلى ذلك.
وقال المختص الاجتماعي أن رمضان لهذا العام “استثنائي” بدون سهرات رمضانية والزيارات التي تلم شمل العائلات، وكذا “العرضات” التي كانت تميز طاولات الشهر الفضيل، وبالتالي رمضان هو مختلف عن ما سبقه، وما لوحظ – يضيف- حتى استقبال ربات البيوت لرمضان مختلف بتوقف الأسواق التجارية.
وأشار المتحدث ذاته، إلى صور ومشاهد التراحم والتضامن بين الجزائريين التي اعتدنا عليها في رمضان حيث سبقت رمضان هذه المرة، وسخرت جهود الإطارات الفاعلة والجمعيات والمجتمع المدني متلاحمين يد في اليد للتصدي للوباء المستجد وتوزيع المؤونة للعائلات المعوزة والتي تضررت من الحجر الصحي والفيروس.

جلول حجيمي: “الحجر الصحي فرصة ثمينة لتمتين الروابط الإيمانية”
من جهته، يرى الأمين العام للتنسيقية الوطنية للأئمة وموظفي الشؤون الدينية، جلول حجيمي، أن هناك قلقا كبيرا ينتاب العائلات الجزائرية، حيث كان أغلبهم يتلهفون لتأدية صلاة التراويح في المساجد، مثلما تعودوا عليه كل الأعوام السابقة، خصوصا وأن حلاوة رمضان في تلك الأجواء الروحية التي تتزين لها بيوت الرحمان من جهة، معتبرا أن الشهر الفضيل “فرصة ثمينة للجزائريين لمراقبة أنفسهم والاجتهاد في العبادة والعمل الخيري والصدقات خاصة وأن الجزائر تعيش ظرف خاص هذه السنة”.
وأوضح جلول حجيمي أنه يمكن للجزائريين أن يغتنموا الفرصة الثمينة للحجر الصحي بسبب وجود الكثير من الناس في تفرغ، لتمتين الروابط الايمانية من إقامة الصلاة في وقتها وجعل وردا من القران الكريم والاستغفار والصلاة والسلام على النبي المختار، وكذا قيام الليل وصلاة الضحى والقنوت.
وأضاف المتحدث ذاته، أن تعليق صلاة الجمعة والصلوات الخمس، واستمرار المزيد من الإجراءات لمجابهة وباء “كورونا”، أثر على الحياة الاجتماعية العادية والدينية للجزائريين، وخلقا نظاما جديدا، وفتح أبواب الخوف والحسابات والتوقعات وهاجس المجهول، والإحساس بالتعقيد في الأمور، وتداخلت استعدادات أخرى هيمنت على التحضيرات للشهر الكريم.
ودعا الأمين العام للتنسيقية الوطنية للأئمة وموظفي الشؤون الدينية إلى بذل الإحسان والإنفاق وتفقد المحتاجين كلها، معتبرا أنها من الطاعات وتضاعف فيها الأعمال في هذا الشهر الكريم مع التضرع لله وكثرة الدعاء، لأن الحكمة في إلغاء الصلوات تكمن في اتقاء أضرار الفيروس المعدي السريع الانتشار.
وفي الأخير، حث حجيمي على ضرورة صلاة التراويح في البيوت مع الأسرة والأهل حيث هي فرصة لا تعوض لحفظ القران ولو بصغار السور، وإن لم نتمكن يجب على الأقل قراءة القران بالمصحف الشريف قدر الإمكان والتقرب من الله عز وجل.

“زلابية” و”قلب اللوز” من صنع ربات البيوت خلال هذا رمضان
لجأت ربات البيوت قبل أسبوع من انطلاق شهر رمضان الفضيل، إلى تبادل وصفات الحلويات و”الزلابية” و”قلب اللوز” و”المقروط ” و”تارتة الفواكه”، وذلك في حال تمديد اجراءات الحجر الصحي ومنع بيع هذه المقبلات التي اعتاد الجزائريون على استهلاكها خلال هذا الشهر منذ عقود.
وفي سياق متصل، اختارت عائلات أخرى البحث عن أطباق رمضانية تحافظ وتقوي الجهاز المناعي، مستغلة شبكة الانترنيت للبحث عن أطباق مفيدة، علاوة على الأطباق المعروفة في شهر رمضان، كما تهاطلت الاتصالات على أخصائيي التغذية للاستفسار عن أنواع الخضر والفواكه والأطعمة المقوية لجهاز المناعة، هذا وتحسر الكثير من المواطنين أيضا على قضاء سهرات رمضان هذه السنة في البيوت، بعدما كانت الحياة عقب الإفطار تدب في المقاهي والمحلات في الليالي الرمضانية وبدأوا يفكرون في كيفية قضاء أيام هذا الشهر الفضيل في أحسن الأحوال.
أميرة أمكيدش

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super