يركز الكاتب والروائي مرزاق بقطاش في روايته الأخيرة الموسومة “البابور”، والصادرة عن المؤسسة الوطنية للاتصال، النشر والإشهار “أناب”، على مرحلة مهمة من مراحل التاريخ الجزائري، حيث تدور أحداث الرواية الموزعة على 416 صفحة بمكان بحري في 1898 سنة، وتتناول أحداثا وقعت بداية هذه السنة، بمناسبة إصدار فرنسا لقانون الباشاغوات والقياد.
الرواية تعالج مرحلة من مراحل التاريخ الجزائري تدور أحداثها بمكان بحري في 1898 سنة استصدار الاستعمار الفرنسي لقانون الباشاغا والقياد في الجزائر، بطل الرواية مقاتل شارك في حرب شبه جزيرة القرم عام 1854، حيث كانت له أسباب دفعته لدخول معركة لاتعنيه لا من قريب ولا من بعيد، بعد ذلك انتقل للعيش في شمال فرنسا، حيث أمضى قضى حوالي 20 أو 25 سنة، هناك تعلم حِرف البحر ومهاراته، وصقل موهبته في صناعة السفن بعد هذه المدة الطويلة قرر العودة إلى الجزائر، وبفضل ما وفره من مال، اشترى قاربا شراعيا أو ما يعرف بـ “البابور”، بعد أن استقر بدشرته المطلة على البحر، بعدها سعى الفرنسيون إلى استدراجه بغية تعيينه كأول قائد للمنطقة، إلا أنه فاجأهم بالرفض، بعد أن ظنوا أنهم وجدوا ضالتهم فيه، فهو كان أحد جنودهم في حرب القرم، وقلد وسام البطولة والشجاعة الفرنسي، إلا أن ما لمسه من قمع لأبناء جلدته، دفعه لأن ينأى بنفسه من أن يشتغل تحت عباءة من انتهك أرضه، بالمقابل يظفر قاتل أبيه بهذا المنصب، لتنطلق الصراعات، خاصة وأن البطل ينقل السلع بين قريته والمدن الأخرى بقاربه.
يذكر أن مرزاق بقطاش المولود في الجزائر العاصمة عام 1945، بدأ مشواره الصحفي عام 1962، ولا يزال يكتب في عدد من الصحف والجرائد العربية والفرنسية، منها: “الوطن” و”الشعب” و”المجاهد” وغيرها. عمل أيضا في وكالة الأنباء الجزائرية، كان عضوا في المجلس الأعلى للإعلام وعضوا في المجلس الأعلى للغة العربية، وعضوا في المجلس الأعلى للتربية، وممثلا للصحافة المكتوبة وعضوا في المجلس الاستشاري الوطني الذي أسسه الرئيس السابق محمد بوضياف عام 1992، وتخلى عن عضويته لهذا المجلس بعد تعرضه للاغتيال سنة 1993 حيث كان على قائمة الموت بين أسماء عديدة من المثقفين والمفكرين والفنانين والعقلاء وغيرهم الذّين تم اغتيالهم من أمثال طاهر جاووت، وعز الدين مجوبي والشاب حسني وغيرهم.
ويعتبر مرزاق بقطاش مدافعا قويا للغة العربية، ويحب استعمال الكنايات والاستعارات والمجازات، كتب الكثير من الروايات والقصص سواء باللغة العربية أو الفرنسية، ومن بين مؤلفاته: “طيور الظهيرة، “رقصة في الهواء الطلق”، “جراد البحر”، “عزوز دحمان”، “بقايا قرصان”، “دار الزليج”، “دم الغزال”، “مومس البحر”، “الرطب واليابس”، “جاحظيات”، “وداعا بسمة”، “أغنية البعث والموت”، “الفيرا”….
صبرينة ك