منحت روسيا، الجزائر وكازاخستان، إمكانية الوصول إلى إشارة عالية الدقة عبر نظام الملاحة للأقمار الصناعية “غلوناس”.
وتستخدم إشارة “غلوناس” عالية الدقة للأغراض العسكرية، بما في ذلك لتوجيه الأسلحة عالية الدقة. ووفرت مثل هذه الإمكانية للوصول إلى مثل هذه الإشارة في عام 2010 للهند فقط، والجزائر في عام 2018 تلتها كازاخستان. وتجدر الإشارة إلى أن منظومة “غلوناس”، هي منظومة سوفيتية — روسية، صممت بطلب من وزارة الدفاع السوفيتية سابقاً، كما أن هذه المنظومة مخصصة للملاحة السريعة، وتقديم دعم غير محدود للمستخدمين في الجو والبر والبحر والفضاء. ويحق لجميع الروس والأجانب استخدام منظومة “غلوناس” المدنية دون مقابل، وكان قد تم إطلاق أول قمر اصطناعي للمنظومة في عام 1982. وقال الخبير العسكري، رئيس تحرير مجلة “آرسنال أوتيشستفا” فيكتور موراكوفسكي، لوكالة “سبوتنيك”، إن الإشارة العسكرية اليوم تعمل على حل المهام التي كان يقوم بها في السابق، مهندسو المسح العسكريون، واستخدامها في القوات المسلحة على نطاق واسع جداً، موضحاً: “على سبيل المثال، لتحديد موقع عينات الأسلحة والمعدات العسكرية، ومراكز القيادة، ولإعداد البيانات لأنظمة الأسلحة عالية الدقة من مختلف الأنواع: المدفعية، وأنظمة قاذفات الصواريخ المتعددة، والصواريخ الباليستية وتحديد مواقعها وتحديد خطوط العمل الرئيسية، مثل أنظمة الصواريخ المضادة للطائرات.هو نظام بديل لنظام “جي بي إس” الأمريكي. وتعد أول محطة قياس لنظام “غلوناس” الروسي، حيث تقرر إطلاق اسم “تشايكا” الذي يعني (النورس) على هذه المحطة، تكريما لأول امرأة رائد الفضاء في العالم، فالنتينا تيريشكوفا، التي احتفلت هذا العام بذكرى اليوبيل الـ50 لرحلتها الفضائية. ووضعت محطة منظومة “غلوناس” الملاحية “تشايكا” في الخدمة في نيكاراغوا بأمريكا الجنوبية. وكانت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية قد نشرت في وقت سابق مقالا، زعم فيه المسؤولون الأمريكيون أنه يمكن أن تستخدم محطة “غلوناس” الروسية في نيكاراغوا لمراقبة المواطنين الأمريكيين.
وتصنف الجزائر منذ سنوات في المرتبة الثالثة في العالم كزبون دائم للصانع الروسي في مجال الصناعات العسكرية والحربية، إذ أبرمت الجزائر صفقات تسليح مع روسيا تزيد عن 2.5 مليار دولار خلال السنوات الأربع الأخيرة .
وجاءت الهند في المركز الأول بين البلدان التي تشتري الأسلحة الروسية حيث اشترت منها ما قيمته 14 مليار دولار تقريبا خلال نفس الفترة.
وتشغل الصين المركز الثاني، بينما تأتي فيتنام في المركز الرابع بعد الجزائر .
وتدخل أذربيجان وسوريا وميانمار وأوغندا في قائمة البلدان العشرة التي تشتري أسلحة روسية أكثر من غيرها،وتحوز المبيعات الروسية على مايقارب 60 زبونا في انحاء العالم. وتتصف تجارة الأسلحة الروسية بمخالفتها لمعظم البلدان الأخرى، إذ توافق على تسليم تقنيات إنتاج أسلحتها بدون شروط سياسية وهو ما يعتبر مهما جدا لبلدان تمارس سياسة خارجية مستقلة دون الالتفات إلى واشنطن. وعلل السفير الروسي بالجزائر إيغور بيلايف أن سبب الاهتمام الجزائري بالسلاح الروسي هو الوضع الإقليمي في الشرق الأوسط وإفريقيا، حيث يتنامى الإرهاب في إفريقيا الشمالية وخصوصا في ليبيا التي أصبحت دويلات مسيطر عليها من قبل المجموعات المسلحة، بالإضافة إلى الوضع على الحدود الجنوبية وفي دولة مالي”. وأشار السفير الروسي إلى أن الجزائر هي صديق تاريخي لروسيا وبين الدولتين أكثر من علاقات اقتصادية وسياسية وثقافية.
وأكد وجود تعاون بين روسيا والجزائر في مكافحة الإرهاب، مضيفا أن السياسة غير المدروسة لتغيير أنظمة الحكم في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا الشمالية أسفرت عن انتشار بؤر الإرهاب في المنطقة، حيث يشكل انتقال الإرهابيين من مكان إلى آخر خطرا على أمن الجزائر وروسيا.
رفيقة معريش