نظمت وزارة الثقافة بالتنسيق مع وزارة البيئة والطاقات المتجددة أمس بقصر الثقافة مفدي زكريا، یوم إعلامي حول نتائج المرحلة النصفیة لتنفیذ مشروع المحافظة على التنوع البیولوجي ذو الأھمیة العالمیة، والاستعمال المستدام لخدمات الأنظمة البیئیة في الحظائر الثقافیة بالجزائر، و ضرورة دمج التنوع البيولوجي في استراتيجيات مخطط عمل قطاع الثقافة.
أكد عز الدين ميهوبي أن وزارة الثقافة ستعمل في إطار تفعيل منظومة الحظائر الثقافية على تدعيم التسيير التساهمي والتشاركي مع القطاعات المعنية بحماية التراث الطبيعي وتهيئة الإقليم مع قطاعي البيئة والفلاحة عبر المديرية العامة للغابات، وذلك بصياغة خطط عمل مشتركة تمكن من تسير فعال وحماية ناجعة للتراث الطبيعي للمناطق المحمية والمسيرة من طرف الوزارةـ مع الإستعداد للمساهمة في إعداد مخططات تسير التراث الثقافي على مستوى الحظائر الوطنية بشمال الوطن، وعليه فقد سمح التقييم المرحلي النصفي للمشروع بالوقوف على المنجزات التي عرفها منذ انطلاقه خاصة ما تعلق بإرساء تسيير ومتابعة التنوع البيولوجي وإشراك المواطنين وكل المتدخلين على مستوى أقاليم الحظائر الثقافية، وعليه فلقد وقف الخبراء عند النقائص المسجلة التي ستأخذ بعين الإعتبار عبر مخطط تسيير المشروع للمرحلة المتبقية إلى غاية 2020.
تعاون متميز بين الجزائر و الو.م.أ في مجال حماية التنوع البيولوجي
كما اعتبر ميهوبي أن موضوع حماية التنوع البيولوجي ذو أهمية عالمية في التحديات ورهانات الساعة على المستوى الوطني والعالمي، مؤكدا أن الجزائر تكتنز جزءا هاما منه عبر العديد من مناطقها المحمية لاسيما المناطق الجنوبية والمنضوية تحت تصنيف الحظائر الثقافية والمنشأة والمسيرة من طرف قطاع الثقافة، مشيرا أن هذا المحفل العلمي منبثق عن التعاون المتميز للدولة الجزائرية مع منظومة الأمم المتحدة وذلك في إطار تنفيذ برنامج الشراكة بين وزراة الثقافة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي وهذا عن طريق تمويل من الحكومة الجزائرية وصندوق البيئة العالمي .
ميهوبي: “مخطط وزارة البيئة له استراتيجية استشرافية يثمن التراث الطبيعي والثقافي للحظائر”
وفيما يتعلق بمشروع المحافظة على التنوع البيولوجي والاستغلال المستدام لخدمات الأنظمة البيئية بالحظائر الثقافية، قال وزير الثقافة أن هذا الإجتماع مع شركائنا الدوليين والوطنيين لتثمين نتائج هذا المشروع النموذجي والذي يرمي إلى حماية التراث الطبيعي والثقافي طبقا لمبادئ وأهداف الإتفاقية الأممية حول التنوع البيولوجي والمتماشية مع توجهات السياسات العمومية المنبثقة من برنامج رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في هذا المجال، والمتوافقة أيضا مع التوجهات العالمية، مهنئا بذلك وزيرة البيئة والطاقات المتجددة فاطمة الزهراء زرواطي بالإستراتيجية الوطنية للمحافظة على التنوع البيولوجي ومخطط تنفيذها 2016 -2030 معتبرا ميهوبي أنها استراتيجية استشرافية تتضمن برنامجا خاصا بقطاع الثقافة من أجل تثمين التراث الطبيعي والثقافي للحظائر وتمكين أجيال الحاضر والمستقبل من الانتفاع به بطريقة ناجعة ومستدامة .
وقال عز الدين ميهوبي أن وزارة الثقافة حرصت منذ إدراج حماية تراث الأقاليم في إطار منظومة الحظائر الثقافية في إطار حماية التراث 98/ 04 إلى توفير الموارد البشرية والتقنية لتسيير المنظومة، وبالتالي فمراجعة هذا القانون ستكون منسجمة مع القانون الأساسي للدولة أي دستور سنة 2016 والذي أكد حق المواطن في المحافظة على تراثه والعيش في محيط وبيئة سليمتين، مؤكدا أن مراجعة القانون ستكون بمنحى هذا التوجه الجديد مع الأخذ بعين الإعتبار الخصوصيات الأساسية للتراث الثقافي والأقاليم الواردة في المواد38 ، 39 ،40 للقانون الحالي وفق مبدأ حماية التراث الثقافي المادي واللامادي اللذان لا ينفصلان عن محيطهما الطبيعي .
مشروع جديد للتصنيف والانتقال من التنوع البيولوجي إلى التراث الطبيعي وتثمينه
وكشف ميهوبي أنه سيتم طرح فكرة جديدة للتصنيف والانتقال من التنوع البيولوجي إلى التراث الطبيعي، والمتمثلة في توحيد التنوع البيولوجي لأن العديد من أوجه هذا التنوع تستحق الارتقاء إلى درجة التراث الطبيعي على غرار العديد من الحيوانات، والنباتات المعرضة للانقراض كالفهد الصحرواي والبطم الأطلسي وسرو التاسيلي وشجرة الأرقان بالحظيرة الثقافية لتندوف، وهي الأنواع التي يستوجب تصنيفها كتراث طبيعي وطني مع تصنيف رسومات التاسيلي التي تعود لمرحلة ما قبل التاريخ فهذه الخطوة ستسمح بإنشاء شبكة من المتاحف الوطنية للتاريخ الطبيعي للمحافظة عل نماذج هذا التنوع.
ميهوبي يشيد بنتائج مشروع المحافظة على التنوع البيولوجي في الحظائر الثقافية
وفي الأخير أبدى ميهوبي استعداده بالتعاون مع الممثل المقيم لبرنامج الأم المتحدة الإنمائي بالجزائر والمواصلة فيه وهذا بواسطة إعداد مشروع ثالث لتثمين النتاج المتحصل عليها في هذه المرحلة، مشيدا في ذلك بالنتائج المتوصل إليها من طرف إطارات وزارة الثقافة وفريق المشروع ومستخدمي الدواوين الوطنية للحظائر الثقافية، كما حث الوزير على بذل المزيد من المجهودات لجعل هذه التجربة نموذجا يقتدي به على المستوى الإقليمي والدولي .
زرواطي: “الجزائر عازمة على حماية الرأسمال البيولوجي و الحفاظ عليه”
من جهتها ثمنت وزيرة البيئة والطاقات المتجددة فاطمة الزهراء زرواطي هذا اللقاء الذي يكشف نتائج المرحلة النصفية لتجسيد المشروع المتعلق بالحفاظ على التنوع البيولوجي، وما يحمله من أهمية عالمية للاستعمال المستدام لخدمات الأنظمة البيئية في الحظائر الثقافية، وهذا بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للغابات المصادف لـ 21 مارس من كل سنة، وفي هذا الإطار أكدت زرواطي أن الجزائر بحكم انضمامها إلى الاتفاقيات الدولية المتصلة بحماية الطبيعة فإنها عازمة على حماية الرأسمال البيولوجي والحفاظ عليه.
“الحظائر الثقافية الجزائرية تزخر بالتنوع البيولوجي”
كما كشفت الوزيرة في ذات السياق عن التنوع البيولوجي الحاصل في الجزائر و المقدر بـ 16000 صنف نباتي طبيعي وزراعي، و 1000 نوع ذات قيمة طبية و 700 نوع نباتي مستوطن و 4963 نوع حيواني، و كل هذا يندرج في شبكة واسعة من المجالات المحمية التي تغطي نسبة 44 بالمائة من المساحة الإجمالية للبلاد بما فيها الحظائر الثقافية التي تزخر بتنوع بيولوجي هام و هي محور اليوم الاعلامي الذي جمع وزارة الثقافة و ووزارة البيئة و الطاقات المتجددة و وزارة الخارجية، تضيف الوزير أن التنوع البيولوجي يعد ثروة ضرورية للتنمية و الأمن و التي يجب حمايتها إذا أردنا الحفاظ على التوازن البيئي العالمي و رفع التحدي الذي يواجهه العالم في التنقلات الكثيفة للاجئين و المهاجرين. كما ركزت الوزيرة على أهم المشاريع و المخططات الإستراتيجية منها اتفاقية التنوع البيولوجي 2011- 2020 التي تهدف إلى خفض الوتيرة الحالية الخاصة بإفقار الموارد البيولوجية على الصعيد الوطني، إلى جانب ذلك تضيف الوزيرة أنه تم اعداد و اعتماد استراتيجية ومخطط العمل الوطنيين للتنوع البيولوجي 2016 – 2030 في 10 أكتوبر 2016 تحت عنوان التنوع البيولوجي من أجل التنمية الاقتصادية و الاجتماعية المستدامة والتكيف مع التغير المناخي”.
“ضرورة دمج التنوع البيولوجي في مخطط عمل وزارة الثقافة”
وأهم ما ركزت عليه الوزيرة زرواطي، هي الإستراتيجية الجديدة التي يساهم فيها كل الفاعلين في إطار استراتيجي منسق يضم توجيهاتهم وانشغالاتهم بنظرة شاملة حول التنوع البيولوجي في الجزائر، إضافة إلى السماح بتسطير أهداف متناسقة يمكن انجازها بحيث ترتكز على أربع توجيهات إستراتيجية، أهمها تكييف إطار مؤسساتي و استراتيجي و قانوني، وكذا تطوير وتقاسم وتقييم المعارف من أجل تحقيق تنمية مستدامة و شاملة، إلى جانب المحافظة على رأس المال الطبيعي الجزائري وإعادة تأهيله وتثمين التنوع البيولوجي من أجل اقتصاد اخضر، و قالت الوزيرة زرواطي أن هذه الاستراتيجيات تتوزع على 21 هدف وطني و 113 عمل و نشاط ، من بين أهم الأهداف المذكورة سالفا هو دمج التنوع البيولوجي في الاستراتيجيات و مخطط عمل القطاعات الخاصة كقطاع الثقافة، كما أشارت زرواطي أيضا على هدف الاستثمار في الأنظمة البيئية الطبيعية ذات القيمة العالية لاسيما من أجل تثمين الفروع الرئيسية للتنوع البيولوجي التي تساهم في خلق مناصب الشغل الدائمة وتحقيق أرباح للسكان المحليين والحد من الاستيراد و من بين هذه الأنظمة، الحظائر الثقافية التي تزخر بثروات بيئية ثقافية نادرة و ذات أهمية عالمية وفي الاخير دعت الوزيرة إلى دمج الاستدامة في خيار التنمية واستبدال السياسات و الاستثمارات بأخرى أكثر فعالية للحفاظ والاستعمال المستدام للتنوع البيولوجي والخدمات التي توفرها الأنظمة البيئية ومحافظة وتثمين التنوع البيولوجي الثقافي والاستعمال المستدام لخدمات الأنظمة البيئية في الحظائر الثقافية والذي يؤكد على عدم الفصل بين التراث الطبيعي و الثقافي، و ذلك من خلال إعطائها الأهمية القصوى والمحافظة عليها و تثمينها.
نتائج المشروع المطروح في اليوم الإعلامي لتسییر المنظومة الوطنیة للحظائر الثقافیة
المشروع الذي طرحت نتائج عمله في اليوم الاعلامي الذي جمع وزارة الثقافة و وزارة البيئة و الطاقات المتجددة، هو عبارة عن مجموعة من الأهداف كوضع المخطط الاستراتيجي التوجيهي للحظائر الثقافية والمخطط العام لتهيئة أقاليمها ووضع مخططات العمل للمحافظة على التراث البيئي الثقافي للحظائر الثقافية مخطط المحافظة على الفهد الصحراوي بإقليمي حضيرتي الأهقار والطاسيلي مع إعداد برنامج تعزيز القدرات في ميادين تسيير الحظائر الثقافية وتطوير إستراتيجية لتنمية السياحة البيئية في الحضيرتين الثقافيتين للأهقار والتاسيلي. تبذل العديد من القطاعات جھودا كبیرة للحفاظ على التنوع البیولوجي، على غرار وزارة الثقافة التي أنشأت شبكة وطنیة من الحظائر الثقافیة كأدوات للمحافظة على التراث البیئي ثقافي من منظور یرتكز على مفھوم جدید للحمایة وھو عدم الفصل بین الطبیعة والثقافة.تتشكل ھذه الشبكة الوطنیة للحظائر الثقافیة من الحظیرة الثقافیة للأھقار، التاسیلي أزجر ، توات ڤرارة یدیكلت ، الأطلس الصحراوي و تندوف، بمساحة اجمالیة تقدر ب77 425 10 كلم ممثلة لما یقارب 44 %من التراب الوطني . ونظرا لشساعة مساحتھا واكتنازھا على ثروات بیئیة ثقافیة ذو أھمیة عالمیة، أضحت المحافظة على ھذه الأراضي الھشة والمتمیزة ضرورة وطنیة ذو بعد عالمي. وفي ھذا السیاق، تم اقتراح مشروع شراكة دولیة للتمویل من طرف صندوق البیئیة العالمي لتدعیم تسییر شبكة الحظائر الثقافیة بطریقة فعالة تضمن المحافظة على التنوع البیولوجي، فتمت الموافقة علیھ في إطار الدورة 04 لصالح الجزائر.وقعت وثیقة مشروع ” المحافظة على التنوع البیولوجي ذو الأھمیة العالمیة والاستعمال المستدام لخدمات الأنظمة البیئیة في الحظائر الثقافیة بالجزائر” في عام 2012 ، بین وزارة الشؤون الخارجیة، وزارة الثقافة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي مع ایلاء اھتمام خاص للفكرة المبتكرة المتمثل ة في عدم الفصل بین التراث الطبیعي والثقافي. ویھدف المشروع إلى تعزیز تسییر المنظومة الوطنیة للحظائر الثقافیة بطریقة علمیة ومستدامة لإرساء مناھج وأدوات بیولوجیة إقليمية مشتركة بین مختلف القطاعات بطریقة تتكیّف مع مساحة وتعقیدات تسییر أقالیم الحظائر الثقافیة. كما یصبو إلى وضع نظام تسییر ومتابعة الموارد البیئیة-ثقافیة وتنمیة أنماط جدیدة للحكومة تستند على التنسیق بین مختلف قطاعات الإنمائية، مع المشاركة المباشرة لمختلف الجھات الفاعلة المحلیة وإشراك الساكنة في المحافظة على التنوع البیولوجي.
اليوم الاعلامي أعطى رؤیة عن نتائج و تجسیدات المشروع على الصعید الوطني، ضمان دیمومة الطاقم العامل على تسییر منظومة الحظائر الثقافیة، وإبراز نجاح نھج العمل المشترك بالتعاون والتنسیق بین مختلف القطاعات في إطار المشروع، تقدیم المشروع كآلیة تضمن حمایة وتثمین الثروات البیئیة والثقافیة التي تكتنزھا الحظائر الثقافیة فضلا عن دعم الاستثمار والتنمیة المحلیة، توسیع نطاق التوعیة والتحسیس حول الأھمیة الحیویة للمحافظة على التنوع البیولوجي وتثمین التراث البیئي الثقافي لضمان تنمیة محلیة واجتماعیة اقتصادیة مستدامة.
شفيقة أوكيل