– “راض عن حصيلتي ونسعى لتمثيل جزائري في إفريقيا”
أكد خير الدين زطشي، رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، أنه كان قريبا من الانسحاب من منصبه بفعل المشاكل المتراكمة والضغوط التي عاشها قبل وبعد كأس إفريقيا للأمم التي توج من خلالها المنتخب الوطني الجزائري باللقب القاري للمرة الثانية في تاريخه، متعهدا في ذات السياق، بإحداث ثورة في كرة القدم الجزائرية خلال الفترة المقبلة، ليعود إلى حيثيات توليه رئاسة “الفاف” وكذا ظروف تعيين المدرب جمال بلماضي قبل نحو عامين.
“فكرت مليا في الاستقالة بسبب الضغوط”
وفي حوار أجراه أمس مع وكالة “رويترز” للأنباء، تطرق رئيس “الفاف” خير الدين زطشي للعديد من القضايا التي تخصّ هيئته وكذا المنتخب الوطني الجزائري، معترفا بمصادفته للعديد من المشاكل التي فكّر من خلالها بتقديم استقالته لمرتين، بسبب الضغوط التي أنهكت كاهله بسبب تراكم ديون على الأندية، أثرت عليه خلال عامين منذ توليه المنصب، لكن مقربين أقنعوه بالبقاء، حيث قال:”عشت ضغوطا كبيرة خلال سنتين من عهدتي، وفكرت في الاستقالة في أكثر من مناسبة، لكن المقربين مني والمحيطين بالاتحاد أقنعوني بالبقاء”.
“لا أحد ينكر وجود الفساد ولدينا آليات لمحاربة كل أنواعه”
وعدّد رئيس “الفاف” السلبيات التي تنخرّ جسد الكرة الجزائرية، واصفا نظام الاحتراف في الجزائر بـ”الفوضوي” لكنه قال إن الاتحاد لديه آليات لمحاربة الفساد والرشوة والتلاعب بالمباريات. وأضاف “الاحتراف بالصيغة التي انطلقنا بها في 2010 كان خطأ، وهو احتراف فوضوي وكان لابد من وضع آليات وتجريبها وبعدها الدخول في الاحتراف بعد سنتين أي في 2012”. وأردف “مشاكل الكرة المحلية قديمة وتراكمت منذ سنوات، ونحن نعمل على معالجة مشكلة الفساد والديون من خلال الهيئات التي قمنا بإنشائها، ويجب أن يكون هناك توازن في المداخيل والمصاريف للأندية ونحن لا نملك العصا السحرية ولابد من الوقت لمعالجة هذه المشاكل”.
“الزمن أنصف بلماضي.. جعلناه أغلى مدرب في تاريخ الكرة الجزائرية”
من جهة أخرى، أشاد رئيس “الفاف” بالناخب الوطني جمال بلماضي بعد أن تمكّن هذا الأخير من قيادة “الخضر” إلى التتويج باللقب القاري للمرة الثانية في تاريخ الكرة الجزائرية، قائلا: “بلماضي كان محقا عندما قال قبل كأس الأمم، إنه ذاهب إلى مصر للتتويج بالكأس لأنه يعرف إمكانات لاعبيه الحقيقية”. وعن ملابسات التعاقد مع بلماضي قال زطشي: “لقد ارتكبنا أخطاء في بعض الأسماء قبل مجيء بلماضي، الذي كنا ندرك انه يملك كل مقومات النجاح بعد مشواره المميز مع الدحيل القطري”. وأضاف “انتظرنا مغادرته هذا الفريق للتعاقد معه وأنا أرفع له القبعة لأنه لم يضع أي شروط مادية وقبل المهمة براتب أقل من قيمته، لكننا تداركنا الموقف وصححنا الوضع، وجعلناه أغلى مدرب في تاريخ الكرة الجزائرية”.
“راض عما قمت به منذ تولت الرئاسة وغيابنا عن التمثيل القاري غير مقبول”
وفي سياق منفصل، أكّد زطشي أنّه بذل مجهودات كبيرة منذ أن تولى المسؤولية خلفا لمحمد روراوة، مشيرا إلى أنّه عمل على تحسين مستوى الكرة الجزائرية، حيث قال: “قدمت كل ما بوسعي لكني أشعر بالرضا، عما قمت به في سنتين، وأنا على يقين أنني أعطيت كل ما لدي وهناك مشاريع سترى النور لاحقا على غرار المدارس الكروية، التي انطلقنا فيها بخميس مليانة، وهناك ثانية في سيدي بلعباس ومشاريع أخرى لا أستطيع الكشف عنها حاليا”. وأضاف أن التحدي المقبل الذي يعكف عليه يتمثل في تعديل القانون الأساسي للاتحاد الجزائري، حتى يتماشى مع قوانين الاتحاد الدولي “الفيفا” والقوانين المحلية معترفا بأن غياب التمثيل الجزائري في الهيئات القارية “غير مقبول”، وأكمل “لا يعقل عدم تمثيل الجزائر في الاتحاد الأفريقي، لكن العقلية ستتغير بعد تتويجنا بكأس أفريقيا وهناك طاقات شابة ستكون حاضرة في الوجه الجديد للكاف”.
“برمجة ودية أمام فرنسا مرهونة بمواعيد الفيفا”
وكشف خير الدين زطشي أنّ هيئته بصدد الاتفاق مع منتخبات عالمية كبيرة لمواجهتها، مشيرا إلى أن ضغط جدول أيام الفيفا يحول دون ترتيب مواجهة ودية أمام فرنسا ينتظرها الجميع، قائلا: “التقيت رئيس الاتحاد الفرنسي وتحدثنا عن إمكانية برمجة مباراة بين المنتخبين لكن المشكلة في مواعيد الفيفا .. لهذا لم نجد تاريخا مناسبا وأتمنى أن تقام بالجزائر، لكن لا يوجد أي شيء رسمي حتى الآن”. وتابع زطشي “نحن في مفاوضات مع منتخبات كبيرة لإجراء مباريات ودية في مارس وجوان”.
“هذا هو موقفي من مزدوجي الجنسية”
وفيما يخصّ اللاعبين مزدوجي الجنسية، الذين يتحدث الإعلام المحلي عن إمكانية تمثيلهم المنتخب الوطني قال زطشي “الاتحادية (الاتحاد الجزائري) والناخب الوطني (مدرب المنتخب) يقومان بدورهما في هذا السياق أما إذا لم يلتحق بنا هؤلاء فعليكم القيام بعملكم والبحث عن الأسباب”.
عادل.ب