وجه المدير الفني المستقيل رابح سعدان، انتقادات لاذعة للاتحادية الجزائرية لكرة القدم، وعلى رأسها خير الدين زطشي، مؤكدا أنه تعرض لمؤامرة وضغوطات غير مسبوقة، كاشفا في الوقت ذاته أن استقالته لا رجعة فيها وموضحا الأسباب التي دفته لذلك، ومعربا عن أسفه الشديد للصراعات الخفية داخل “الفاف”، والتي تضرب كرة القدم الجزائرية في “مقتل”، بالرغم من التغييرات التي حدثت على مستوى هرمها في وقت سابق. وأوضح أمس، سعدان في تصريحات للإذاعة الوطنية، مدى الصراع الدائر في أروقة “الفاف”، والسياسة التي يتم انتهاجها من قبل المسؤولين، مشيرا إلى أنه ذهب ضحية للضغوطات التي تمارس على الرئيس زطشي بسبب سوء النتائج، والذي أصبح يطالب بنتائج فورية عكس ما صرح به في الأول وهو الاهتمام بالتكوين وبالفئات الشبانية، معربا عن صدمته لما حدث له في الأيام الأخيرة، خاصة في قضية استبعاده من سفرية لندن لحضور مؤتمر “الفيفا”، واصفا إياها بأنها السبب الحقيقي والقطرة التي أفاضت الكأس، وأضاف يقول: “الاستقالة كانت منتظرة، لأننا نعيش في الجزائر والأمور التي تسير بالشكل الصحيح دائما ما يحاولون تحطيمها، واستطيع القول أنّهم حققوا هدفهم”، استقالتي لا رجعة فيها ولا يمكنني التراجع، لأن الأمور وصلت إلى طريق مسدود”.
“النفاق يحطم كل ما هو جميل”
وأكّد سعدان أنّ الطريقة التي تمّ التعامل بها معه حزّت في نفسه كثير:ا “ما حزّ في نفسي كثيرا، هو تعيين مدرب الحراس عزيز بوراس للتنقل إلى بريطانيا وحضور اجتماع الفيفا، وهو أمر غير مقبول لأنّ الاتحادية الدولية تتعامل مع المدراء الفنيين فقط، عقدنا مؤخرا اجتماعا بتونس لمدة 5 أيام خاصة بالمدراء الفنيين من أجل شرح الطريقة المثلى للعمل مع الفيفا”. وأضاف في ذات الشأن: “بدؤوا يحاربون المديرية الفنية، لأنّها كانت تقوم بعمل جبّار، للأسف النفاق يحطّم الرجال الذين يعملون بجد ونزاهة”، وأبرز الناخب الوطني السابق أنّ هناك أطراف دبّرت مؤامرة ضدّه لإبعاده نهائيا: “هناك تغيير كبير حدث في الفاف بقدوم وجوه جديدة، لا أعرف من يقف وراء هته المؤامرة، لم أكن أنتظر هذه الخطوة أبدا، كل الأمور كانت تسير بالشكل الصحيح، بدليل أنّي حضرت مؤخرا اجتماعا لزطشي مع الإسبانيين وذلك من أجل تعيينهم على رأس المركز الأول للتكوين بخميس مليانة”.
“هكذا كان اتفاقي مع زطشي”
وواصل سعدان حديثه، مشيرا إلى أن “الفاف” تلاعبت باتفاقها معه، وأنه يعرف جديا الإجراءات والقوانين السارية، مؤكدا أن مسؤولي الاتحادية تعاملوا معه وأكنه “غبي” على حد وصفه، مفندا أنه استقال بناء على إملاءات من بعض الأطراف، قال: “الفاف ارتكبت خطأ لا يغتفر وكانت تظنّ بأنّه “غبي”، لو لم تكن لدي شخصية لبقيت، استقلت ولم أذكر حتى السبب لأنني لن أؤمن أي شخص في الفاف، لم يكونوا يعتقدون أني سأكتشف الأمر، لكني أعلم الإجراءات، هذه غلطتهم كانوا يعتقدون أنني غبي”. ودافع المدرب السابق لـ “الخضر” عن نفسه بعد الاتهامات التي طالته بخصوص إهمال عمله في المديرية الفنية وقضاء معظم وقته بفرنسا، كاشفا بأنّ عقده مع “الفاف” يتضمن حصوله على 5 تذاكر تسمح له بالتنقل كل أسبوع إلى ليون مكان إقامته، “لما اتصل بي زطشي كنت بليون، قدمت واستشرت معه، ثم عدت مجددا إلى ليون، لم يتكلم أي شخص معي بهذا الخصوص”.
“زطشي تغير كثيرا في الآونة الأخيرة ويتعرض لضغوط كبيرة”
وأكد سعدان أن الأمور تغيرت في الآونة الأخيرة، لاسيما فيما يخص الرئيس زطشي، مشيرا إلى أنه تعرض كثيرا للضغوطات من قبله، حيث طالب بنتائج فورية عكس الاتفاق الذي حصل بين الطرفين في وقت سابق، وأضاف يقول: “في البداية كنا نجتمع كل أسبوع مع زطشي، لم يكن الضغط عليه مثل الآن، كان يملك نظرة صحيحة وممتازة خاصة فيما يتعلق بالتكوين، وأكّد أن النتائج غير مهمة ولدينا متسع من الوقت للعمل، قبل أن يتغير فجأة ويطالبنا بالنتائج الفورية”، قبل أن يضيف “هناك أشياء كنت متفق فيها معه، الأكيد أنه بعد 6 أشهر تكون هناك أخطاء لكن سنعمل على تصحيحها مع مرور الوقت، يجب على الأقل أن تنتظر 4 سنوات حتى تظهر النتائج”، معتبرا في الوقت ذاته أن زطشي يعيش ضغطا رهيبا منذ نهاية عقد رابح ماجر، والفترة الطويلة لتعيين مدرب جديد، مؤكّدا أنّه دفع ثمن ذلك.
“لا يمكنني اتهام بلماضي دون دلائل”
ورفض المدير الفني للمنتخبات الوطني، اتهام الناخب الوطني جمال بلماضي أو أي شخص بالوقوف وراء المؤامرة مكتفيا بالقول “العلم عند الله، لا أريد الدخول في مثل هذه المتاهات، بلماضي كان لاعبا عندي في 2004، ولا أستطيع أن أتهم أي طرف لا أعلم من دبّر المؤامرة”، متسائلا في الوقت ذاته عن الأسباب التي دفعت لاستبعاده أو إعلامه بإجراء تغيير قبل أسبوع على اجتماع “الفيفا”.