جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
أعادت استقالة سعد الحريري أمس من رئاسة الحكومة اللبنانية عقارب الوضع السياسي إلى الصفر ففي خطاب مفاجئ للرأي العام اللبناني والعربي بثته قناة العربية أعلن الحريري من العاصمة السعودية الرياض عن استقالته من منصب رئاسة الوزراء مهاجما إيران ومتهما لحزب الله بالتخطيط لاغتياله. وقال الحريري بالحرف “أعلن استقالتي من رئاسة الحكومة اللبنانية”، واصفا ما يعيشه لبنان حاليا بما كان سائدا ما قبل اغتيال والده رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، وتحدث عن أجواء “في الخفاء لاستهداف حياتي”.
وإن كان خطاب الحريري مفاجئا في الظاهر إلا أنه يأتي في سياق حالة توتر شديد بين السعودية وإيران كما يأتي في جو مشحون يميزه إحياء ذكرى وعد بلفور المشؤوم كما يأتي هذا الخطاب بعد زيارة ثانية له للسعودية في ظرف أسبوع استقبل أخلالها من طرف ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
وكان خطاب الحريري تجاه إيران حادا تمام مثل حزب الله وقال عن إيران: “ما تحل في مكان إلا وتزرع فيه الفتن والدمار والخراب، ويشهد على ذلك تدخلاتها في الشؤون الداخلية للبلدان العربية في لبنان وسوريا والعراق واليمن”. ولم يسلم حزب الله من هجمات الحريري حيث اعتبره “الذراع الإيراني ليس في لبنان فحسب بل في البلدان العربية”. وأضاف “خلال العقود الماضية استطاع حزب الله للأسف فرض أمر واقع في لبنان بقوة سلاحه التي يزعم أنه سلاح مقاومة وهو الموجه إلى صدور إخواننا السوريين واليمنيين فضلا عن اللبنانيين”. على حد تعبيره.
عضو المؤتمر القومي العربي لخضر بورقعة:
هذه الاستقالة طعنة سعودية في ظهر لبنان
وفي رد فعل على هذه الاستقالة ذكر عضو المؤتمر القومي العربي الرائد لخضر بورقعة ل”الجزائر أن الحريري اختار التوقيت الذي يناسب السعودية وحليفتها إسرائيل ليعلن عن نسف الجهود المضنية من أجل توحيد القوى السياسية اللبنانية في اتجاه بناء لبنان قوي ومتحد ورافض للاحتلال الصهيوني. وأوضح أن هذه الاستقالة طعنة في الظهر اللبناني أملتها عليه السعودية التي اختار توجيه هذه الطعنة من على أرضها وبمناسبة إحياء ذكرى وعد بلفور من أجل تعميق الجراح وترسيخ التمزق العربي الذي كرسه هذا الوعد المشؤوم. وأضاف بورقعة أن هذه الاستقالة تأتي بعد التصريحات الواضحة للرئيس اللبناني ميشال عون برفض الاحتلال الاسرائيلي واستبعاد أي تسوية معه مشيرا إلى أنها تأتي ضمن الأجندة التي أقرتها قمة الرياض برعاية أمريكية سعودية من أجل محاربة إيران واعتبار حزب الله منظمة إرهابية.
احسن خلاص