طالبت العديد من العائلات القاطنة بالأحواش ببلدية بالرويبة ، بضرورة تدخل السلطات المحلية للنظر في انشغالاتها المتعلق بتسوية وضعيتها الاجتماعية على مستوى الأحواش التي تقطن بها، إما بالترحيل الفوري لأفرادها نحو سكنات اجتماعية لائقة، أو منحهم إعانات مالية قصد ترميم منازلهم وتوسيعها أكثر.
إذا تعرف بلدية رويبة تواجد العديد من الأحواش التي تعود فترة إنشائها إلى الحقبة الاستعمارية، التي كانت آنذاك عبارة عن قصور كولونيالية ومزارع شاسعة للكروم والحمضيات، استغلّها المعمّرون الذين قدموا من مختلف الدول الأوروبية، واشتغل بها الفلاحون الجزائريون، أو كما يسمونها في تلك الفترة «بالخماس» وبعد الاستقلال ذهبت ملكية تلك الفيلات والأراضي إلى الفلاحين الجزائريّين الذين واصلوا العمل فيها إلى غاية يومنا هذا، ليبقى الإشكال الذي يطرح لغاية يومنا هذا في عدم تسوية وضعيتهم القانونية من جهة، كما أنّهم مازالوا يعانون من غياب أدنى المرافق الخدماتية وانعدام تام للتهيئة الحضرية، كل هذا جعل من قاطني تلك الأحواش يطالبون في العديد من المرات الجهات الوصية النظر في انشغالاتهم وبالتحديد ما يتعلّق بتسوية وضعيتهم القانونية التي تبقى شغلهم الشاغل.
الزائر لبلدية الرويبة سيتفاجأ حتما بواقع التنمية المحلية لسكان الأحواش، فعلى الرغم من أن الأخيرة تعود فترة تشيّيد عدد منها إلى الحقبة الاستعمارية، وخلال تنقلنا إلى بعض السكان عن استنكارهم للوضع القائم من جهة وكذا لا مبالاة السلطات بجملة المشاكل التي يتخبّطون فيها، والتي تأتي في مقدمتها الشلل الحاصل في المشاريع المتعلقة بالأشغال العمومية.
طرق غير معبدة
يشكو قاطنو بلدية البلدية من التدهور الكبير الذي تعرفه شبكة الطرق، حيث ما تزال بعض الأحياء بها بمسالك ترابية، وهو الأمر الذي بات يحول حركة السير بها في الأيام الماطرة شبه مستحيلة سواء بالنسبة لأصحاب المركبات أو حتى الراجلين، كما تطرق السكان خلال طرحهم لانشغالاتهم لمشكل تردي قنوات الصرف الصحي خاصة بعد أن اهترأ جزء كبير منها، وهو ما بات يتطلب إعادة تهيئة شاملة على مستوى كافة الأحياء، حيث أكد بعض محدثينا أنها تعد السبب الرئيسي وراء عرقلة مشروع تهيئة الطرق كونه من غير المعقول أن يتم الانطلاق في إعادة تعبيد الطرق دون البدء بقنوات الصرف الصحي، التي تعرف انسدادا تام للبالوعات والتي يستحيل مرور المياه عبرها ما ينذر بكارثة حقيقية ، إلى جانب ذلك فإن انسدادها عن الآخر جعل النفايات تتراكم حولها الحشرات التي ساهمت في انتشار الروائح الكريهة وهو جعلهم يطالبون بإيجاد حل للوضع.
غياب الإنارة العمومية
بالإضافة إلى مشكل الإنارة العمومية التي تنعدم بشتى الأحواش، نتيجة الأعطاب التي مسّتها منذ فترة دون إصلاحها لحد الآن، ما بات يثير مخاوف السكان من خطر الاعتداءات والسرقة التي قد تطال أبناءهم، حيث يضطرون إلى الخروج في الصباح الباكر وقطع المسافات الطويلة في الظلام من أجل اللحاق بمدارسهم.
عقود الملكية هاجس السكان
يطالب سكان الأحواش بتسوية وضعية الأراضي والحصول على عقود الملكية لإنجاز سكنات لائقة، على الرغم من كون المجالس المنتخبة وعدتهم بذلك سابقا، غير أن الأمر ويطالب سكان الأحواش الواقعة بتسوية وضعية الأراضي والحصول على عقود الملكية لإنجاز سكنات لائقة، على الرغم من كون المجالس المنتخبة وعدتهم بذلك سابقا، غير أن الأمر لم يتم لغاية اليوم.
ونظرا لهذه الظروف المستعصية التي يوجد عليها سكان الذين توجهوا بندائهم إلى والي الجزائر مطالبته بالتدخل و تمكينهم من عقود الملكية لسكناتهم التي يقيمون بها لفترة فاقت ال 30 سنة.
وفي سياق ذات طالبت بعض العائلات المقيمة ، من السلطات المحلية أنهم يريدون أن تقدم لهم الأراضي التي يقطنون بها لا يريدون الترحيل لشقق مجهزة وجاء على لسان أحد الشباب نحن نريد أراضينا كما هي لا نطالب بشقق مجهزة من يملك قطعة أرض تقدم له كما هي حتى لو كان فيها متر واحد، وأضاف أحدهم نحن نعيش في منزل متكون من ثلاثة عائلات ونريد أرضنا فالشقة التي تقدم لنا لا تكفينا.
الغاز على قائمة الأولويات
كما تشتكي العائلات القاطنة من مشكل غياب الغاز الطبيعي الذي يعتبر من الضروريات، الأمر الذي جعلهم في رحلة بحث دائمة عن هذه المادة الحيوية، كما أعرب السكان عن امتعاضهم الشديد من الوضع المزري الذي يعيشونه منذ سنوات عديدة، مع ندرة هذه المادة خاصة في فصل الشتاء.
وفي هذا السياق، قال عدد من المواطنين أن الوضع بات لا يحتمل، خاصة وأنهم يتكبّدون مشقة كبيرة للحصول على هذه المادة الحيوية، مبدين استيائهم الشديد من سياسة التهميش واللامبالاة التي تنتهجها السلطات المحلية ضدهم، رغم الشكاوى الكثيرة التي تقدّموا بها إلى المصالح المختصة، وأضاف محدّثونا أنهم سئموا من الوعود الكثيرة التي يطلقها المسؤولون في كل مناسبة، دون أن يتم تجسيدها على أرض الواقع.
انتشار النفايات يؤرق العائلات
ما ميز هذه الاحواش تدني الوضع البيئي،نتيجة الانتشار الفادح للنفايات والقاذورات المنزلية التي غزت المنطقة، بسبب تقصير عمال النظافة الذين لا يمرون على الحي لرفع القمامة المتواجدة فيه ما جعل الحي يغرق في القاذورات التي شكلت ديكورا بالمنطقة، ناهيك عن الانتشار الفادح للروائح الكريهة المنتشرة في الفضاء والحشرات الضارة التي تشكل خطرا على حياة السكان خاصة الأطفال منهم، أين تنتشر الأوبئة والأمراض، وفي نفس السياق أشار محدثونا إلى اهتراء قنوات الصرف الصحي وهذا لتأكلها مع مرور الوقت وهو الوضع الذي أدى أيضا إلى انتشار الروائح الكريهة والأمراض المزمنة في أوساط العائلات.
وأكد السكان أن الحشرات الضارة والقوارض تقاسمهم العيش في سكناتهم، وهو ما أثار الخوف في نفوس السكان على فلذات كبدهم من تعرضهم للسعات الأفاعي التي تنتشر من حولهم.
للإشارة، يبقى ملف الأحواش بالعاصمة، النقطة السوداء التي سجلت خلال هذه العهدة التي توشك على الانتهاء دون إيجاد حلا للقاطنين بها، فبات أميار العاصمة حائرين حول كيفية تسوية وضعية قاطنيهم والتعامل معهم سواء بإطلاق وعود بتطبيق مشروع “الدوبلاكس” أو بانتهاج الصمت وإلقاء المسؤولية على سلطات العاصمة التي يبدو أنها ألقت بالمنشفة وأعلنت استسلامها نظرا لصعوبة وضعيتها.
إذا باتت مساعي رؤساء المجالس الشعبية البلدية بالعاصمة، لاسيما التي تضم أحواشا، باتت مساعيها صعبة لحل مشكل تلك العائلات التي يبقى حلمها في الظفر بسكن لائق عالقا لحد الساعة، حيث يرى العديد من “الاميار” أن ملف الأحواش “نقطة سوداء” تواجههم، حيث وبالرغم مرور ثلاث سنوات عن إعلان والي ولاية الجزائر، عبد القادر زوخ، بتسوية وضعية الأحواش وإنجاز مكان تلك القصور سكنات من نوع “دوبلاكس” في خطوة قال عن المتتبعون المحليون إنها جريئة للقضاء على كل ما يشوه “البهجة”، غير أن المشروع اكتنفه الكثير من الغموض، وهو ما أدى بالعديد من “الاميار” إلى إعلان استسلامهم لفشل المشروع الذي لم ير النور بعد.
ف-س