تعيش عشرات العائلات القاطنة في سكان المزارع ببئر خادم حالة مزرية في ظل عدم قيام السلطات بتسوية وضعيتهم ومنحهم عقود الملكية التي تتيح لهم حرية التصرف في أملاكهم، فعلى الرغم من أن العائلات التي تقطنها تتواجد به منذ الاستقلال، لكن لحد الساعة لم تتخذ السلطات أي إجراءات تجاههم من أجل تحسين وضعيتهم التي تزداد سوءا في تلك السكنات التي يعيشون بها منذ أكثر من 50 سنة، في ظل غياب الضروريات نتيجة عزوف السلطات على توفيرها بحجة عدم تسوية وضعيتهم.
إذا تشتكي العائلات القاطنة من مشكل غياب الغاز الطبيعي الذي يعتبر من الضروريات، الأمر الذي جعلهم في رحلة بحث دائمة عن هذه المادة الحيوية، كما أعرب السكان عن امتعاضهم الشديد من الوضع المزري الذي يعيشونه منذ سنوات عديدة، مع ندرة هذه المادة خاصة في فصل الشتاء.
وفي هذا السياق، قال عدد من المواطنين أن الوضع بات لا يحتمل، خاصة وأنهم يتكبّدون مشقة كبيرة للحصول على هذه المادة الحيوية، مبدين استيائهم الشديد من سياسة التهميش واللامبالاة التي تنتهجها السلطات المحلية ضدهم، رغم الشكاوى الكثيرة التي تقدّموا بها إلى المصالح المختصة، وأضاف محدّثونا أنهم سئموا من الوعود الكثيرة التي يطلقها المسؤولون في كل مناسبة، دون أن يتم تجسيدها على أرض الواقع.
كما أكد سكان الأحواش التابعة لبئر خادم أن سكناتهم مرت على إنجازها سنوات طويلة، حيث اضطرتهم الظروف لإنجازها ومع مرور الوقت أصبحت غير قادرة على الصمود ما أدى إلى حدوث تشققات كبيرة بها، وهو الهاجس الذي جعلهم يعيشون جحيما حقيقيا، وأضاف السكان أن كل أشغال الترميم التي قاموا بها في سكناتهم لم تدم طويلا، إذ بمجرد مرور أشهر حتى تعود التشققات والتصدعات لتظهر من جديد.
وحسب السكان الحل يكمن في الترحيل إلى سكنات لائقة أو الحصول على عقود الملكية من أجل إعادة بناء سكنات جديدة.
التهيئة منعدمة بالأحواش
كما أكد سكان الأحواش أن التهيئة شبه منعدمة بالأحواش، فالطرقات تفتقد للتزفيت خاصة تلك التي تربط بين السكنات، ما يجعل حركة التنقل بها صعبة في فصل الشتاء، حيث تتحول إلى مستنقعات للمياه الأمر الذي دفع بالسكان في الكثير من المرات إلى وضع الحصى على الأرضيات لتجنب تشكل البرك المائية.وأضاف السكان أن الأرصفة منعدمة بالطرقات المؤدية للأحواش فضلا عن نقائص أخرى جعلت الحياة بها صعبة.
الأمراض تفتك بالسكان
تحدث سكان الأحواش عن الرطوبة العالية التي أصبحت لا تطاق بسكناتهم لدرجة أنها تسببت في تعرض العديد منهم خاصة الأطفال وكبار السن إلى أمراض الحساسية والربو، وزاد من انتشار الأمراض بالأحواش الرمي العشوائي للنفايات التي أصبحت تتراكم بشكل ملفت للانتباه متسببة في تشويه المحيط وانبعاث روائح كريهة حتى في الفصل البارد، حيث ساعدت على جلب الحشرات والقطط والكلاب الضالة التي أصبحت تتجول يوميا بالمنطقة تبحث عن ما تأكله وسط النفايات التي تتأخر مصالح النظافة في رفعها.
وذات المعاناة يعيشها هؤلاء مع مشكل نقص الإنارة الذي يعرضهم لاعتداءات وسرقات تمنع عليهم مغادرة بيوتهم ليلا.
وقال السكان أن نقص الإنارة العمومية بالمسالك المؤدية للأحواش ضاعفت من مخاوف تلاميذ المدارس المزاولين دراستهم في الطورين المتوسط والثانوي.
نقص في المرافق الضرورية
ويجد سكان الأحواش صعوبة في اقتناء حاجياتهم في ظل غياب المرافق التي يحتاجون إليها بمنطقتهم من سوق جواري يلبي احتياجاتهم وقاعات العلاج والمرافق الترفيهية التي جعلت الشباب يعاني من الفراغ ولم يجد هؤلاء من ملجأ سوى المقاهي أو الجلوس على حافة الطرقات والبعض يمارس رياضة كرة القدم بالطرقات. أما الأطفال فيقضون أوقات فراغهم في الخارج في ظل غياب أماكن للترفيه واللعب.
ينتظرون تسوية وضعية سكناتهم في أقرب الاجال
هذا وما زال السكان ينتظرون تسوية الوضعية الإدارية لسكناتهم، مؤكدين على ضرورة إيجاد مخرج قانوني لهم من قبل السلطات المحلية في أقرب الآجال، لكون وضعيتهم الإدارية مازالت عالقة منذ سنوات حتى يتاح لهم التصرف بحرية في منازلهم التي تراوح مكانها وحبيسة عراقيل إدارية تمنعهم من الحصول على شهادة حيازة الأراضي.
“مير” بئر خادم يعد سكان بتحسين وضعيتهم
وفي هذا السياق أكد رئيس البلدية، عشوش، عبر الصفحة الرسمية للبلدية، على ضرورة توفير كل ضروريات الحياة، لسكان الاحواش والمزارع المتواجدة بإقليم البلدية، إضافة إلى سكان القاطنين بالأحياء الهشة، الذين يعانون من غياب كبير في مختلف المرافق والشبكات الضرورية، مشيرا إلى أن مصالحه تعمل على توفيرها في القريب العاجل، ليتم لاحقا العمل على إيجاد حل مناسب لهؤلاء السكان، بالتنسيق مع المصالح الولائية، من خلال الاستجابة لمعظم مطالب سكان الاحواش الذين يريدون تسوية وضعية سكناتهم ومنحهم عقود ملكية تسمح لهم بالتصرف في سكناتهم الكولونيالية القديمة عن طريق ترميمها أو توسيعها للتخفيف من أزمة السكن الحادة التي يعيشونها منذ سنوات، أو ببرمجتهم للترحيل هم والعائلات التي ما تزال تقطن في سكنات هشة بالمنطقة، ضمن عمليات إعادة الإسكان التي تقوم بها مصالح ولاية الجزائر منذ جوان 2014. وبالعودة إلى ما يسعى إليه “المير”، وهو توفير الضروريات بهذه الاحواش والأحياء الهشة كأولوية قبل الترحيل أو التسوية، فقد نشر عبر ذات الصفحة، رسالة طلب وتعهد وجهت إلى مدير شركة “سونلغاز” لجسر قسنطينة، يطالب فيها بضرورة وضع وربط المحولات الكهربائية في كل من الأحياء التالية، وهي حي “جيرو” و”تقصراين”، إضافة إلى مزرعة “بيران” بتقصراين، فيما يطالب بتغيير الأعمدة الكهربائية ذات الضغط المتوسط لإنهاء مشكل الانقطاعات المتكررة للكهرباء بحي “بيطافي” ببئر خادم، الذي يعد من الأحياء الهشة المتمركزة في المنطقة. وتعهد المتحدث، ضمن نفس الرسالة، بتحمل مصالحه كامل مستحقات الوضع والربط في هذه الأحياء من ميزانية البلدية، مشيرا في السياق إلى أن مصالحه تملك الكشف الكمي التقييمي لهذه العملية، الذي وضعته شركة “سونلغاز” لجسر قسنطينة سابقا، حيث تقدر عملية وضع وربط المحولات بحي “جيرو” بأكثر من 12 مليون دينار، و5 مليون دينار بمزرعة “بيران”، أما بالنسبة للعملية المتعلقة بحي “بيطافي”، فتقدر بأكثر من 50 مليون دينار، مستطردا أن مصالحه تعمل حاليا على استكمال كل الإجراءات لتزويد الأحياء الثلاثة بشبكة الكهرباء.