رغم تواجد بلدية جسر قسنطينة بالعاصمة إلا أن مظاهر التخلف جعلت منها، ويظهر ذلك من خلال نقص التهيئة على مستوى الطرقات والإنتشار الواسع للبيوت القصديرية، ناهيك عن غياب الإنارة العمومية ببعض الأحياء وأزمة المياه الشروب التي يتخبط بها المواطنين منذ سنتين، ما يستلزم التحرّك العاجل والفوري للسلطات المحلية من أجل تعميم هذه المرافق التي تعتبر جد ضرورية وأولوية بالنسبة للسكان.
الزائر للمنطقة يلاحظ للوهلة الأولى أن مختلف القطاعات بالمنطقة تعرف ركودا تنمويا على غرار النقص الفادح في المرافق الترفيهية والرياضية التي تعد من بين المطالب الضرورية والملحة لدى السكان خاصة فئة الأطفال والشباب الذين باتوا لا يجدون أماكن للعب والترويح عن أنفسهم و في الحقيقة أن المنطقة لابد أن تكون مكانا تتوفر فيه كافة شروط الحياة العصرية.
النفايات “ديكور” الأحياء ..
تعرف بلدية جسر قسنطينة مشكلا عويصا يخص تراكم النفايات من جراء الرمي العشوائي و الغير منتظم، حيث يبقى انتشار النفايات مسؤولية كل مواطن خاصة أولئك الذين لا يحترمون أوقات الرمي في ظل نقص شاحنات الرمي يصبح الأمر أكثر من كارثي إذ تتوفر البلدية على 7 شاحنات فقط، و تتقفى الظاهرة أثرها عند رمي المخلفات بمحاذاة الوادي، حيث في بعض الأحيان يرتفع منسوب المياه بالأودية على إثر رمي بعض الشركات الخاصة المتواجدة بالمنطقة لنفاياتها، من جهة أخرى فإن انسداد البالوعات هو مشكل آخر تعاني منه البلدية، و الذي يرجع سببه إلى رمي المواطنين للقمامات و الذي يغيب عند بعضهم الحس البيئي، مؤديا هذا السلوك الغير حضاري إلى انسدادا هذه المجاري و تراكم النفايات.
في المقابل، تجار الأسواق الناشطين بشوارع البلدية يتحملون أيضا مسؤولية الوضع بسبب انتشار النفايات التي شوهت المنظر وشوّهت صورة المدينة، الأمر الذي بات يشكل مصدر أرق وتذمر بالنسبة للقاطنين وصداع للمسؤولين حتى بالنسبة للمارين بالمنطقة.
اهتراء الطرق يؤرق المواطنين
المرور بمسالك البلدية خاصة في فصل الشتاء شبيه بالمهمة المستحيلة، حيث قال أحد الساكنين بأحد الأحياء بالبلدية، أن عملية التهيئة لم تأتي أكلها حيث قد تم في وقت سابق تهيئة كامل الطرق بالبلدية غير أن نقص عامل الجودة في العمل أعاد الطرق إلى ما كنت عليه في السابق، و أرجع البعض الحال لإهتراء الطرق، على أن بعضها يشهد حركية كثيفة من جراء تواجد بعض التجار و مرور الشاحنات بها يوميا، في المقابل رد التجار أنهم لا يتحملون المسؤولية، كونهم غير معنيين بعملية التهيئة و أن البلدية بالكامل تعاني من هذا المشكل و ليس فقط هذه الطرق. و أمام هذا الوضع التي تتضارب فيه الأقاويل وترمى فيه المسؤوليات يبقى المواطن المتضرر الوحيد من هذا المشكل.
المرافق الترفيهية لا تلبي سوى 6 بالمائة من حاجيات السكان
لا تلبي المرافق الرياضية والترفيهية المتواجدة ببلدية جسر قسنطينة سوى6 بالمائة من حاجيات الساكنة المحلية، حيث لا يتعدى مجموعها 8 ملاعب جوارية موزعة على بعض أحياء البلدية،التي بلغت 130 ألف نسمة، وهم بحاجة إلى 40 ملعبا إضافيا لتدارك العجز في المجال، في حين تترقب باقي الأحياء استغلال المساحات الشاغرة وتهيئتها لملاعب جوارية ومساحات لعب وترفيه للأطفال وكذا استجمام للعائلات التي لوحظ أنها لا تمتلك أمكنة مريحة للجلوس.
في المقابل تتوفر البلدية على أوعية عقارية كافية، يسمح لها بإقامة مشاريع من هذا القبيل، حيث هناك21 ملعبا جواريا في انتظار الموافقة على بطاقته التقنية، ليدخل حيز التنفيذ خلال السنة الجارية، وستضاف هذه المشاريع في حال انطلاقها إلى الملاعب الجوارية الثلاثة في طور الانجاز بجنان سفاري1 وعين المالحة2.
و تجدر الإشارة إلى أن البلدية تعيش اكتظاظا متصاعدا بحكم توافد ساكنين جدد في سكنات عدل عين المالحة وجنان سفاري وغيرها مقابل ترحيلات اقتصرت على البيوت القصديرية لحد الآن، في انتظار برمجة أصحاب السكنات الهشة بديار الخدمة.
إنشاء 5 بلديات مصغرة لتحسين الخدمة العمومية
بهدف تحسين الخدمة العمومية للمواطن والتحكم في شؤون المجمعات السكنية الكبرى خاصة ملف البيئة ونظافة الأحياء، تم تحويل الملحقات البلدية الخمسة التابعة لبلدية جسر قسنطينة إلى بلديات مصغرة، و عليه تم تقسيم المهام على المنتخبين المحليين و تعين مندوبين دائمين مكلفين بالبيئة، مع ضمان توفير فريق من العاملين يصل إلى 20 عاملا لكل بلدية مصغرة زائد شاحنة لجمع مختلف النفايات، و توصلت البلدية في هذا الشأن إلى توفير 7 شاحنات لجمع النفايات بعدما تم كراء 4 شاحنات جديدة و إصلاح شاحنتين بسعة 20 طن كانت معطلة لمدة طويلة، وشراء واحدة جديدة بسعة 10 طن.
هذه الطريقة المستحدثة في التسيير المحلي، هي مبادرة من المجلس الشعبي البلدي لجسر قسنطينة لتحسين أداء المنتخبين و تخفيف الضغط على الإدارة المركزية للبلدية للاهتمام بمسائل تنموية أخرى.
وتحسبا للدخول المدرسي المقبل، فإن 21 ابتدائية من أصل 33 تابعة لبلدية جسر قسنطينة استفادت من عمليات التنظيف و التهيئة تحسبا للدخول المدرسي، على أن تستمر العملية على كافة المؤسسات المتبقية.
و أشرفت مصالح البلدية على نزع الأعشاب و تقليم الأشجار داخل و حول محيط المدارس ناهيك عن طلي جذوعها و كذا الجدران بالجير، و من أهم المشاكل التي يتم معالجتها في هذه المؤسسات هي المراحيض التي غالبا ما تتعرض إلى تلف في المعدات كالحنفيات أو البالوعات، و على إثر هذه العملية سخرت نفس المصالح عاملات تنظيف على مدار الأسبوع يشتغلن 8 ساعات في اليوم، مهمتهن نظافة الأقسام و المرافق التابعة للمؤسسة.
في انتظار رد رئيس البلدية …
أمام هذا الوضع التي تعيشه بلدية جسر قسنطينة، و من أجل الوقوف على صحة هذه المشاكل و معرفة أهم القطاعات التي تحتاج للتنمية المحلية، و لطرح بعض الأسئلة على رئيس المجلس الشعبي البلدي و التي تتعلق بتسيير المصالح المحلية للبلدية، و وقوفا على المشاريع التي تم إنجازها بعد مرور سنة من العهدة الانتخابية لترأس المجلس البلدي، و كذا على المشاريع التي سيتم الشروع فيها، حاولت، جريدة الجزائر، الاتصال برئيس بلدية جسر قسنطينة للإجابة على كل هذه التساؤلات، غير أن هذه الأخير، لم يرد على اتصالاتنا المتكررة له.