بالرغم من أن بلدية هروارة لا تبعد كثيرا عن وسط العاصمة، إلا أن سكانها لا يزالون بحاجة إلى مشاريع محلية من شأنها أن تخفف عنهم عناء النقائص التي يعيشونها،إذا تعرف العديد من أحياء بلدية هراوة شرق العاصمة نقائص بالجملة وهو الأمر الذي أثر سلبا على قاطني هذه الأحياء، بسبب غياب برامج التنمية المحلية من جهة، وكذا التهميش وسياسة التسيب التي يعتمدها المنتخبون المحليون في حق هؤلاء السكان الذين يعانون بسبب الأوضاع التي آلت إليها أحياؤهم من جهة أخرى.
زائر بلدية ، يلاحظ النقائص الكبيرة التي يشتكي منها السكان الذين يعيشون جملة من المشاكل التي عكرت صفو حياتهم اليومية وحسب تصريحات السكان بأنهم بأمس الحاجة إلى التفاتة من السلطات المحلية وذلك عن طريق برمجة عدة مشاريع تنموية خاصة بالمنطقة، لأن حيهم هذا يفتقر إلى مثل هذه العملية، وعلى رأسها إيجاد حل لمشكل قنوات الصرف الصحي التي باتت تشكل مشكلا كبيرا لسكان الحي. كما يشتكي سكان من عدم تزويدهم بالغاز الطبيعي، فضلا عن مشكل الإنارة العمومية، ومشكل الاكتظاظ الذي تشهده أكماليات وابتدائيات الحي، زد على ذلك غياب قنوات الصرف الصحي التي زادت من مأساة هؤلاء المواطنين.
غياب المرافق الشبانية
لاتزال المعاناة تلازم شباب بلدية هراوة شرق الجزائر العاصمة، جراء غياب مختلف المرافق الضرورية، على غرار الفضاءات والنوادي التثقيفية والترفيهية التي يشتكي شباب المنطقة من غيابها، مطالبين بتوفيرها قصد تمكينهم من قضاء أوقات فراغهم وبما يجنبهم السقوط في فخ الانحراف، حيث لا يجد هؤلاء الشباب من مؤنس غير الشوارع والمقاهي الشعبية التي تزيد من عزلتهم ومن حرمانهم والتي في كثير من الأحيان تتسبب في دخولهم عالم الإجرام والمخدرات، على حد قولهم، وذلك لوقوعهم ضحية فئة الأشرار الذين يستغلون بدورهم انعدام هذه الفضاءات. لذا يشتكي شباب البلدية من افتقارها إلى فضاءات جوارية لممارسة الرياضة، ففي كثير من الأحيان يزاول شباب المنطقة نشاطهم الرياضي في الطرق وبين أزقة الأحياء، مما يعرضهم لعدة مخاطر مثل حوادث المرور، خاصة فئة الأطفال الصغار. وبحسب هؤلاء الشباب توفير مثل هذه المرافق الرياضية والشبابية يمكّنهم من ملء أوقات فراغهم وممارسة مختلف النشاطات الشبابية. ورغم توفر بلدية هراوة على قاعة متعددة الرياضات، إلا أن هذه الأخيرة ليس بمقدورها استيعاب العدد الكبير من شباب المنطقة.
غياب الغاز يؤرق يوميات السكان
كما أن السكان يعانون من مشكل آخر والمتعلق بالغاز الطبيعي، فعدم تزويد السكان بهذه المادة زاد من معاناتهم اليومية، وذلك منذ فترة طويلة.
وعلى هذا الأساس جدد قاطنو هراوة مطلبهم للسلطات المحلية وكذا الولائية ، الرامي إلى التعجيل في ربط العديد من أحيائهم السكني بغاز المدينة بعد حرمانهم من هذه المادة الحيوية والأساسية منذ سنوات، حيث يضطرون في كل فترة إلى الاستعانة بقارورات غاز البوتان من أجل تلبية حاجتهم المتزايدة لهذه المادة، الأمر الذي كلفهم أعباء ومصاريف إضافية هم في غنى عنها خاصة بالنسبة للعائلات محدودة الدخل والتي أفرغت هذه الطلبات المتزايدة جيوبها. كما أن عناء إيصال هذه القارورات إلى مقر سكناهم زاد من استيائهم وتعبهم.
وعليه عبر السكان عن تذمرهم واستيائهم الشديدين إزاء المعاناة اليومية التي يعيشونها دون انقطاع والتي حولت حياتهم إلى جحيم لا يطاق، بسبب حالة الإرهاق والتعب التي يواجهونها بصفة يومية أثناء رحلة بحثهم عن قارورات غاز البوتان، وذلك من خلال قطعهم مسافات طويلة ذهابا إلى الأحياء المجاورة من أجل الظفر بقارورة واحدة من الغاز على الأقل، والتي يتراوح سعرها بين 1200 دينار جزائري و1500 دينار جزائري، خاصة وأن سكان الحي يعانون الأمرين خلال فصل الشتاء بسبب افتقارهم لهذه المادة الأكثر من ضروري تواجدها بالمنطقة، وهذا في ظل البرودة الشديدة والرطوبة العالية التي تعرفها المنطقة والتي تنعكس بشكل أكبر على فئة الأطفال الصغار وكبار السن.
إنجاز مقبرة من أهم مطالبهم
في ذات سياق المشاكل والانشغالات سالفة الذكر، فسكان بلدية هراوة يعانون الأمرين في إيجاد أماكن لدفن موتاهم لغياب مقبرة ببلديتهم، الأمر الذي يرغمهم على البحث في كل مرة عن مقابر أخرى بديلة وقد تكون بعيدة في بلديات مجاورة مثل عين طاية والرغاية والرويبة.
لذلك ناشد سكان بلدية هراوة السلطات البلدية والولائية إيجاد حل عاجل لقضية غياب مقبرة ببلدية هراوة تمكنهم من تجاوز العراقيل الإدارية المعقدة التي يواجهونها في كل حالة وفاة تشهدها المنطقة، إذ يضطر سكان هراوة للبحث عن مقابر أخرى ببلديات مجاورة، وهذا ما يوقعهم في مشاكل إدارية معقدة مع هذه البلديات، فيما أصبحت أغلب البلديات المجاورة ترفض دفن موتى هراوة بمقابرها بحجة الاكتظاظ.وحسب ما أكدته مصادر مطلعة على مستوى بلدية هراوة فإن السبب الرئيسي وراء عدم تخصيص مقبرة لسكان بلدية هراوة لحد الآن يعود بالدرجة الأولى الى انعدام العقار بالمنطقة. مشيرا الى أن غياب الجيوب العقارية أوقف مسار التنمية بهراوة وحرمها العديد من المشاريع الهامة فما بالك بمشروع المقبرة، وفي هذا الخصوص فان السكان ينتظرون التفاتة المجلس المحلي الجديد لانشغالاتهم.
طرق بحاجة إلى تهيئة
يشتكي بعض سكان من انعدام التهيئة الحضرية، وبالتحديد ما يتعلق بالطرقات التي تعرف حالة جد متقدمة من التدهور، حيث عبّر السكان عن تأسفهم من عدم تحرك السلطات المعنية للوقوف عند النقائص التي يعيشونها، خاصة وأنهم قاموا في العديد من المناسبات برفع شكاوى للمجلس البلدي، من أجل إعادة تهيئة الطرقات، إلا أن مطلبهم لم يجد آذانا صاغية لحد الآن.
وأصبحت الطرقات ـ حسب السكان- غير صالحة للسير بالنظر إلى الحفر والمطبات التي تتحول إلى برك مائية في فصل الشتاء، ما يجعل اجتيازها أمرا صعبا على المارة وأصحاب السيارات على حد سواء، إذ تتعرض إلى أعطاب جراء الحفر المنتشرة هنا وهناك، وعليه يناشد السكان الجهات المسؤولة بضرورة صيانة الطرقات وتهيئتها.
النقل هاجس آخر
كما أضاف السكان في سلسلة شكاويهم مشكل النقل الذي أصبح بمثابة هاجس يؤرّق حياتهم، في ظل غياب موقف خاص بالحي، الأمر الذي يضطرهم إلى الالتحاق بموقف في حي آخر بعد قطع مسافة طويلة وبشق الأنفس، لبلوغ الموقف بغرض الالتحاق بمقاصدهم، وهو ما حوّل عملية التنقل من نعمة إلى نقمة، مؤكدين أنّهم يضطرون إلى الوقوف لساعات طويلة في انتظار الحافلات القادمة من المحطات المجاورة، والتي لا تتوقف أحيانا لنقلهم.
ليجدّد هؤلاء نداءهم إلى السلطات المعنية قصد التدخل العاجل لوضع حل للأزمة، التي حوّلت حياتهم إلى جحيم، أمام ساعات الانتظار الطويلة للظفر بمكان للتنقل إلى وجهاتهم.
سوق جوارية مطلب ملّح
أكد السكان أنهم في انتظار تجسيد السلطات المحلية للمشاريع المحلية التي وعدتهم بها، خاصة ما تعلّق منها بإنشاء أسواق جوارية لتلبية حاجاتهم اليومية كونها ستجنبهم عناء التنقل إلى البلديات المجاورة، في وقت كانوا قد رفعوا مطلبهم إلى المصالح المختصة في العديد من المرات، غير أن هذه الأخيرة اكتفت بالوعود التي ظلت حبرا على ورق، لاسيما أن البلدية تعرف نقصا كبيرا في الأسواق الجوارية.
البلدية تستفيد من مشاريع تنموية
استجابت السلطات المحلية والمعنية أخيرا لعدد من المطالب التي رفعها سكان بعض أحياء هراوة بعد سنوات قضوها خارج مجال التغطية التنموية يعانون الأمّرين بسبب الحرمان من أهم المرافق الأساسية على غرار حي البرايدية الذي قاسى كثيرا لافتقاره لشبكات الصرف الصحي، خاصة وأن آلاف العائلات كانت تتخلّص من المياه القذرة بطريقة عشوائية فاتحة المجال أمام انتشار الأمراض والأوبئة وكذا الاعتداء على المحيط والبيئة خاصة بفعل الروائح الكريهة، وقررت الإفراج عن جملة من المشاريع على غرار إنجاز شبكة الصرف الصحي، التي اعتبرها السكان أولوية، كونها تنعكس على الوضع الصحي والبيئي، وشكّلت هاجسا بالنسبة لهم، إذ لم يتمكّن الكثيرون منهم الالتحاق بسكناتهم قبل ربطها بقنوات صرف المياه المستعملة. ومن المشاريع التي استفادوا منها أيضا، تجديد شبكة الإنارة العمومية التي ستنطلق قريبا، في انتظار تجسيد مطالب أخرى كالمرافق الشبانية مثل الملاعب وفضاءات اللعب والترفيه ومراكز الصحة الجوارية، لتقريبها من المواطنين الذين يضطرون للتنقل إلى وسط المدينة للاستفادة من الخدمات الطبية.
ف-س