طالب سكان مزرعة بن بولعيد رقم 19 ببلدية بوروبة، مجددا، والي الجزائر عبد الخالق صيودة، بترحيلهم إلى سكنات لائقة، وإدراجهم ضمن عمليات إعادة الإسكان التي تقوم بها الولاية، والتي سمحت بترحيل آلاف العائلات إلى أحياء تتوفّر فيها جميع ظروف العيش الكريم، مؤكّدين أن الوضع الذي آلت إليه البيوت القصديرية التي يقطنون فيها، يستدعي ترحيلهم بصفة مستعجلة.
وعددت الشكاوى التي رفعها ساكنو حي بن بولعيد حيث جاء في مقدمتها افتقار الحي لكافة أشكال التهيئة، أين تعرف أرضياته وطرقاته تردي منقطع النظير بسبب مرور عدة سنوات على آخر عملية تزفيت شهدها الحي حسبما يؤكده أبناؤه، وهو ما ينجم عنه كل مرة في تشكيل البرك المائية والأوحال التي تجعل الدخول إلى الحي مهمة صعبة على قاطنيه الذين يتساءلون عن سبب ممطالة مصالح المجلس الشعبي البلدي على تهيئة هذا الأخير وإنهاء هذا المشكل.
المياه القذرة تهدد صحة قاطنيها
مشكل الماء الشروب هو الآخر يتصدر مشاكل السكان باعتباره شريان الحياة، حيث إن الحي يفتقر للعدادات، والماء يعرف انقطاعات متكررة، يقول السكان إنها تقدَّر “بالأيام”، بالإضافة إلى أنه عكر ووسخ؛ جعلهم متخوفين من أن يكون سببا في إصابتهم بأمراض خطيرة تهدد سلامتهم الصحية، خاصة أن “الشهرية” لا تتحمل مصاريف اقتناء الماء المعدني. كما كشف أهالي المنطقة أن فصل الشتاء بات نقمة عليهم بدل أن يكون نعمة يستبشرون بها خيرا؛ بسبب عدم قدرة ذات البيوت على حمايتهم من قر هذا الفصل، حيث تتسرب المياه إلى داخل البيوت من الأسقف والجدران المصنوعة بما تَوفر لديهم من زنك و قصدير، فيما أكدت إحدى ربات البيوت أن أثاث المنزل يتلف، والأغطية والملابس تتبلل ليتداركوا الوضع بوضع إناء لامتصاص المياه المتراكمة؛ خوفا من تحوّل البيوت إلى بحيرات على حد تعبير أحد قاطني الحي.
انتشار النفايات يصنع الحدث
كما عبّر سكان الحي عن تذمّرهم من انتشار النفايات، التي أضحت تشكّل خطرا عليهم، بسبب الحشرات الضارة والبعوض والقوارض التي تجد ضالتها في هذه الأماكن بدون أن تتدخّل السلطات المحلية، لتوفير الإطار المعيشي المناسب للسكان رغم النداءات والشكاوى العديدة التي تلقتها من ممثلي الحي.
طرق ضيقة ومهترئة تؤرق
الزائر للحي، يلاحظ تلك الطرق الضيقة، وما زاد من حدة اهترائها دخول وخروج المركبات هذا ما حولها الى حفر ومطبات صعبت على المارة حركة تنقلاتهم، وفي ذات الصدد أكد السكان أن وضعيتها تزداد حدة في فصل الشتاء ومع أولى تساقط قطرات مياه الامطار تتحول الطرقات إلى برك مائية مملوءة بالأوحال الراكدة، ما جعل اجتيازها أمرا صعبا سواء على المارة أو أصحاب السيارات التي كثيرا ما تتعرض إلى أعطاب متفاوتة الخطورة، مع العلم أن هذه الأخيرة لم تعرف أي تزفيت أو إعادة تهيئة منذ أكثر من 10 سنة، الأمر الذي دفع المواطنين لمناشدة السلطات المعنية بضرورة التدخل العاجل.
توصيل عشوائي للكهرباء
كما أعرب هؤلاء عن استيائهم الشديد من الوضعية المؤسفة التي آل إليها الحي بسبب التوصيل العشوائي للكهرباء، حيث أصبحت تلك الأسلاك تشكل شبكة عنكبوتية بوسط الحي، إضافة الى أنها باتت خطر يهدد حياة العائلات وأطفالهم، خاصة في فصل الشتاء، أمام هذا الوضع يطالب أهالي السلطات المحلية بضرورة التدخل، في أقرب الآجال ووضع حد لمعاناتهم التي عمرت سنوات.
رحلة البحث عن قارورة غاز البوتان متواصلة
وفي السياق ذاته، يشتكي السكان من معاناتهم اليومية مع رحلة البحث عن قارورات غاز البوتان بسبب غياب مادة الغاز الطبيعي، الذي أصبح حلم جميع أهالي مزرعة أنهم لا يزالون محرومين من الغاز، متكبدين بذلك عناء ومشقة البحث عن قارورات غاز البوتان أين يكثر استعمالها لأجل الطهو والتدفئة في فصل الشتاء، هذا أفرغ جيوبهم.
انعدام الإنارة العمومية زاد الوضع تأزما
من ناحية أخرى، أبدى العديد من المواطنين عن استيائهم وتذمرهم الشديدين من انعدام الإنارة العمومية بمدخل حيهم وأزقة المزرعة التي يقطنون بها. مما جعل العديد منهم يلجؤون إلى المصابيح الكهربائية المتواجدة بمساكنهم لتبقى أزقة الحي دون إنارة مما جعل الظلام الحالك يخيم على هذه الأخيرة الأمر الذي جعلهم يتخوفون من أي اعتداء من طرف المنحرفين رغم الشكاوى العديدة التي رفعوها للسلطات المحلية لأجل توفير الإنارة العمومية، لتبقى آمال هؤلاء معلقة على انطلاق أمر ترحيلهم في أسرع وقت.
المرافق الرياضية والثقافية مطلب شباب البلدية
طالب شباب من القائمين على قطاع الرياضة على التكفل بانشغالاتهم المتعلقة بتوفير المرافق الرياضية والترفيهية التي تكاد تنعدم بالبلدية، وذلك بتوفير فضاءات اللعب ومراكز للتسلية خاصة وأنهم يعانون التهميش وقال شباب إنهم يعيشون العزلة والتهميش ببلدية تعيش خارج نطاق التنمية موضحين أنهم يحتارون كثيرا في اختيار المكان المناسب لقضاء أوقات فراغهم، في ظل انعدام المنشآت الرياضية والترفيهية، رغم أن الأحياء تعرف كثافة سكانية عالية، حيث أكد لنا بعضهم أن البلدية تشكو نقصا فادحا في المرافق الحيوية والملاعب الجوارية، التي من شأنها أن ترفع عنهم الغبن عنهم.
وأضاف المتحدثون أن أغلبهم يلجؤون إلى قضاء أوقات الفراغ بالمقاهي، حيث تعتبر هذه الأخيرة المتنفس الوحيد لهم للعب أو متابعة المباريات وحتى مشاهدة الأفلام، وذلك نظرا للنقص الفادح المسجل بالمرافق الترفيهية والرياضية، في حين يلجأ البعض منهم إلى البلديات المجاورة لممارسة رياضتهم المفضلة وهذا بالانضمام لإحدى القاعات الرياضية، الأمر الذي يتطلب الوقت والمال، وحسب السكان، فقد دفع غياب المرافق الترفيهية بالأطفال إلى اللعب في الطرقات والأرصفة معرضين حياتهم لعدة مخاطر.
الشباب يطالبون بانتشالهم من شبح البطالة
من جهة أخرى طلب سكان الحي من السلطات ضرورة توفير مناصب شغل وانتشالهم من شبح البطالة الذي يعانون منه، نظرا لكون العديد منهم خريجي جامعات وحاملي شهادات .
ونتيجة لهذا الوضعية، يناشد سكان مزرعة بن بولعيد السلطات المعنية بغية التدخل وانتشالهم من المعاناة التى عاشوها طيلة سنوات، وذلك عن طريق ترحيلهم إلى سكنات اجتماعية لائقة.
ف-س