قطع الوزير الأول الشك بالقين حينما أكد أمس، أن عهد توزيع الأموال على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة قد ولى، حيث دعا المستثمرين للتشمير على سواعدهم لكسب الأموال وخلق مناصب الشغل عوض انتظار دعم الدولة، وذلك توازيا مع بلوغ قيمة الواردات الوطنية من السلع والخدمات ما قيمته 10 ملايير دولار، في حين لم تتعد نسبة اهتمامات الشباب بمشاريع الفلاحة والصناعة 40 في المائة.
وكشف أمس، الوزير الأول عبد المالك سلال خلال لقاء نظم من قبل الفدرالية الوطنية للمقاولين الشباب بالمدرسة العليا للفندقة بعين بنيان بالعاصمة و بحضور الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين عبد المجيد سيدي سعيد و أعضاء الحكومة، أنه ستتخذ إجراءات جديدة لفائدة جميع الشباب الراغبين في الاستثمار في القطاعات المنتجة التي تغطي حاجيات السوق الوطنية، مفيدا بأنه سيتم إعادة جدولة تسديد القروض التي حصلت عليها المؤسسات من اجل تسوية مشاكلها من حيث السيولة، ودعا سلال المقاولين الشباب المجتمعين بمناسبة الجلسات الوطنية الأولى حول المؤسسات المصغرة إلى ضرورة المساهمة في الإنتاج الوطني عبر خلق مؤسسات صغيرة مشيرا إلى أن الدولة سترافقهم وتدعمهم قائلا ” لن نعطيكم المال لكن سنساعدكم فقط في كسب الأموال بأنفسكم”.
ودافع سلال في مضمون خطابه الذي كان يبدو توديعيا قبل التشريعيات المرتقبة شهر ماي القادم، بشراسة عن حصيلة عهدته التي المح بأنها كانت ايجابية، فرغم أن قيمة الواردات الوطنية من السلع والخدمات قد بلغت ما قيمته 10 ملايير دولار، إلا أن الجزائر -حسب الوزير الأول- حققت وثبة نوعية في جلب الشباب نحو الاستثمار، حيث وصلت نسبة اهتمام الشباب بقطاع الفلاحة 35 بالمائة، والصناعة ب 14 بالمائة و20 بالمائة بالخدمات والسلع، وهو ما اعتبره تطورا نوعيا بعدما كبحت الحكومة الاستيراد في السنوات الأخيرة
وفي السياق، أعطى سلال احصيائيات عن القيمة المالية الإجمالية الممنوحة لأصحاب المشاريع عبر قروض اونساج وغيرها، حيث كشف أن قيمتها بلغت 168 مليار دينار، مشيرا إلى أن نسبة التأخير بلغت 19 بالمائة وهو أمر عادي نظرا لتعامل الشباب مع البنوك على عكس ما تروج له بعض الأطراف الذين اسماهم “المتشائمون” حيث قال إنهم يتهمون الشباب بعدم الرغبة في تسديد ديونهم، كاشفا إلى أنهم يدعون الشباب للتقاعس والبقاء جامدين، الأمر الذي جعله يدع الشباب إلى عدم الإنصات إليهم والمضي قدما قائلا” لا تسمحوا لأحد بان يحدد مصيركم …حددوا مصيركم بأنفسكم”.
عمر حمادي