وصف النائب عن حركة مجتمع السلم ناصر حمدادوش نتائج لقاء الثلاثية المنعقد أول أمس بالخطر المحدق على البلاد ،بفعل تحول رجال الأعمال إلى لاعب أساسي في سياسة البلاد.
وشبه النائب نتائج اللقاء “بالتغوّل والاحتكارالذي يضع عينه على رئاسيات 2019
وهاجم حمدادوش اتفاق الحكومة وشركاءها الاقتصاديين من رؤساء منتدى المؤسسات الذين يمثلون أصحاب المال والاتحاد العام للعمال الجزائريين الذي يترأسه عبد المجيد سيد السعيد والحكومة التي يقودها احمد اويحي .
وكتب النائب البرلماني المحسوب على حزب إسلامي عريق في الجزائر،بيانا عنوانه” أقليةٌ تقرّر مصير الجزائريين “.
وذلك بعد أن كشف الوزير الأول احمد اويحي أول أمس بعد لقاءه برجال الاعمال والاتحاد العام للعمال الجزائريين،أنه سيتم تسهيل فتح رأس مال المؤسسات الصغيرة والمتوسطة العمومية ،وهو ما يعني أن مؤسسات عمومية ستُعرض للبيع بشكل كلي أو جزئي لأجل إنقاذها من الإفلاس في منظور الحكومة.
وظهر رئيس منتدى المؤسسات على حداد ،أمام الاعلام والرأي العام ،منتشيا من اتفاقه والحكومة التي سمحت له بامتلاك مزيد من المؤسسات العمومية التي بيعت لرجال الأعمال، الذين عادوا لأحضان السلطة بعودة احمد اويحي للوزارة الأولى.
وكشف حمدادوش في بيانه ،منتقدا تغول طبقة رجال الأعمال،أنّ هذه الأقلية هي من قرر خوصصة المؤسسات الإقتصادية العمومية، وفتحت رأس مالها للخواص، تحت غطاء الشراكة الإستراتيجية بين القطاع العام والقطاع الخاص ، و استدرك قائلا ” لسنا ضدّ القطاع الخاص، فهو عنصرٌ أساسيٌّ في أيّ تنميةٍ اقتصادية، بل نحن ضدّ احتكار هذا القطاع من اوليغارشيةٍ متنفذةٍ وبرأسماليةٍ متوحشة، لا ترى إلا مصالحها الضيّقة، على حساب مصلحة الشعب والوطن والدولة والشركاء الآخرين”.
وأنهى النائب البرلماني موقفه من قرارات لقاء الثلاثية،مؤكدا “أنها لن تنجح والخيارات من أقليةٍ مفترسة، لا تزال تستغل إمكانات الدولة ومقدّرات البلاد، دون أن تقدّم قيمةً مضافةٍ حقيقيةٍ للاقتصاد الوطني، ودون أن تساهم في حلّ أزمة متعدّدة الأبعاد، بل هي طرفٌ أساسي فيها”..
وخاض النائب البرلماني في الشرعية المعطوبة للسلطة، باعتبارها قطبا من أقطاب هذا الاتفاق المشؤوم.
ووصفها النائب في بيانه بأنها لا تستند إلى أغلبيةٍ وشرعيةٍ وفق إرادةٍ شعبيةٍ حقيقية، و أن أحمد أويحي لا يمثل الأغلبية، حتى داخل أقلية الموالاة .
وعرج على أزمة التمثيل النقابي في الاتحاد العام للعمال الجزائريين الذي يعد هو الاخر عنصرا من عناصر الثلاثية، التي لا يمثّل فيها الأغلبية من العمال، ويتم الإصرار على إقصاء العديد من النقابات العمالية والمهنية
وعاد حمداودش إلى ” الافسيو “أو منتدى رؤساء المؤسسات الذي وصفه بأنه لا يمثّل أغلبية رجال الأعمال في الجزائر ،في وقت يتم فيه الإصرار على إقصاء العديد
من منظمات أرباب العمل .
وشكل اجتماع الحكومة برجال الأعمال و الاتحاد العام للعمال ،استياءً لدى قطاع واسع من الفعاليات الاقتصادية والنقابية في الجزائر، كون ذلك يُمهد لعودة رجل الأعمال النافذ، علي حداد، إلى واجهة الأحداث، بعد شهور من القطيعة مع الحكومة دشنها رئيس الوزراء السابق عبد المجيد تبون.
وانتقدت رئيسة الكونفدرالية العامة للشركات الجزائرية، سعيدة نغزة، بشدّة ما وصفته “إخلال الأمين العام لنقابة العمال الجزائريين، سيدي السعيد عبد المجيد، بأخلاقيات العمل النقابي والتواطؤ مع رئيس منتدى المؤسسات، علي حداد، لغرض مواصلة أعمال النهب والإضرار بالاقتصاد الوطني “.
كماهاجمت رئيسة حزب العدل والبيان، نعيمة صالحي، أول أمس،أقطاب لقاء الثلاثية، وطالبت النائب في البرلمان تدخل الرئيس بصفة مستعجلة لإنقاذ المؤسسات العمومية من قبضة رجال الأعمال .
رفيقة معريش