كشف المكلف بالإعلام في جبهة العدالة والتنمية محمد الأمين سعدي، أن حزبه سيقدم مقترحاته فيما يتعلق بمشروع تعديل الدستور بعد الإطلاع على المسودة التي أعدتها اللجنة التي كلفت بصياغة المقترحات والتي ستوزع نسخا منها على الأحزاب السياسية بداية من الأسبوع المقبل، حسب ما صرح به رئيس الجمهورية.
وقال سعدي في تصريح لـ”الجزائر”: “جبهة العدالة والتنمية سبق وأن قدمت ملاحظات حول طريقة عمل اللجنة التي كلفت بصياغة المقترحات والأبواب التي تناولتها في التعديل وأبدت بعض ٱرائها حول الموضوع في لقائها مع رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون وذلك في انتظار المسودة التي سيتم إن شاء الله دراستها من كل الجوانب وتقديم الملاحظات والتعديلات أو الإضافات التي ترى جبهة العدالة والتنمية أنها كفيلة بإخراج البلاد من الوضع الذي تمر به ويمهد لبناء دولة جزائرية على أسس سليمة”.
وأضاف: “سترسل نسخا من المسودة إلى الأحزاب لدراستها وإبداء رأيها فيها وإثرائها وهذه الخطوة من الطبيعي أن تشارك فيها جبهة العدالة والتنمية، وهو أمر ليس بجديد فقد سبق وأن صرح بذلك رئيس جبهة العدالة والتنمية عبد الله جاب الله في بداية السنة الحالية، أما إن ظهرت خطوات أخرى قبل الاستفتاء على الدستور فلكل حدث حديث ويومها ستتخذ الجبهة ما تراه مناسبا من مواقف”.
و برّر المتحدث مشاركة جبهة العدالة والتنمية هذه المرّة بتقديم مقترحاتها حول الدستور بعد تبني خيار المقاطعة خلال المرحلة السابقة، بالقول: “وقتها كان الأمر واضحا أن ذلك التعديل كان لأهداف معينة وكان بحاجة إلى فلكلور سياسي يحتفي به، وقد بينا رأينا فيه يومها وأصدرت الجبهة وثيقة بمواطن الخلل في ذلك التعديل وقد أحصت يومها أكثر من مائة خلل، أملنا أن تكون الأمور مختلفة هذه المرّة”.
وعلى الرغم من الأزمة الصحية التي تمر بها البلاد والتي ألقت بضلالها على الحياة السياسية وأدخلتها مرحلة السبات المؤقت لإشعار آخر غير أن محمد الأمين سعدي كشف أن موضوع تعديل الدستور كان حاضرا على مستوى الجبهة ولم يتوقف الحديث عنه رغم أزمة “كورونا” وذكر: “الوضع الذي يمر به العالم لا تشكل الجزائر فيه استثناء جعل من الصعب عقد لقاء موسع حول الموضوع، لكن جبهة العدالة والتنمية تحاول منذ بداية الأزمة أن تتأقلم مع الوضع وستتخذ الإجراءات المناسبة لدراسة المسودة، وموضوع تعديل الدستور لا يعتبر جديدا فقد بقي النقاش حوله رغم أزمة كورونا وستحدد قيادة الجبهة هذا في الأيام القادمة وموضوع تعديل الدستور لم يتوقف الحديث عنه ولو في ظل أزمة كورونا”.
لم نغب عن الساحة وجمعنا بين النشاط السياسي والعمل التضامني
وفي سياق منفصل، أكد سعدي أن جبهة العدالة والتنمية لم تغب عن الساحة ولم تقطع الصلة مع النشاط السياسي بدليل نشاط نوابها منذ بداية الوباء والذين سارعوا لتقديم مقترحاتهم لمواجهة هذا الفيروس غير أنه بالموازاة مع ذلك فرضت هذه الأزمة الصحية الجمع بين النشاط السياسي والعمل التضامني الذي انخرط فيها الجميع، وقال: “لم نغب عن الساحة فقد جمعنا بين النشاط السياسي والعمل التضامني حيث لم يبخل نواب الشعب عن الجبهة في إيصال رؤيتها للأزمة ورؤيتها لمواجهة الفيروس، وقدموا مقترحات لتفادي التداعيات الاجتماعية والاقتصادية لها كما شددوا على ضرورة العدل في توزيع مستحقات منتسبي قطاع الصحة جميعهم، وساهموا بشكل فعال في ترحيل المواطنين العالقين في المطارات الأجنبية”، و تابع: “ومن جانب ٱخر أخذ الجانب الاجتماعي مساحة مهمة فقد انخرط مناضلو جبهة العدالة والتنمية في حملات تطوعية لتوفير اللوازم الطبية للمستشفيات عبر العديد من الولايات، كما ساهموا في توزيع المساعدات على مستحقيها ممن فقدوا مصدر دخلهم اليومي في ظل الأزمة مثلا وتم التوجيه إلى تحويل الأغلفة المالية التي ترصد كل سنة لتنظيم الإفطار الجماعي إلى الجانب الخيري وهو ما تم بالفعل فقد وزع مكتب جبهة العدالة والتنمية بالعاصمة مثلا نحو 400 قفة، ومكتب الجبهة بعنابة نحو 300 وهي تعتبر أمثلة عن هذا النشاط تقاس عليها بقية الولايات”.
أملنا أن تكون محنة “كورونا” بوابة لإصلاحات عميقة
وعبر المتحدث ذاته، عن أمله في أن تكون “محنة كورونا” بوابة لإصلاحات عميقة في الجانب الصحي والإقتصادي وغيرها من الجوانب، حيث ذكر: “كلنا يعلم أننا نعيش في ظل منظومة صحية مهترئة، في الواقع، زد على ذلك اقتصادنا ريعي غير متنوع، لا يمكن من خلاله تجاوز ٱثار كورونا لكن أملي أن تكون هذه المحنة بوابة لإصلاح عميق للمنظومة الصحية وفرصة لتغيير معادلة اختيار المسؤولين ليقدم أصحاب الكفاءة، وأملي أيضا أن تكون هناك تدابير اقتصادية تجعلنا نبتعد عن الاعتماد على البترول وفق خطة زمنية واضحة، وغيرها من الآمال التي قد تخطر ببال أي شاب جزائري يحب أن يرى بلاده في أحسن حال”.
زينب بن عزوز