الأحد , سبتمبر 8 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الاقتصاد / الصناعة الغازية بالجزائر: :
سوناطراك حققت استثمارات هامة على مدار 60 سنة

الصناعة الغازية بالجزائر: :
سوناطراك حققت استثمارات هامة على مدار 60 سنة

تمكنت الجزائر من إقامة صناعة غازية من بين الأكثر تطورا في العالم، وذلك بفضل الاحتياطات الكبيرة المتوفرة والمشاريع الاستثمارية الضخمة المبذولة، مما جعل منها اليوم، ممونا موثوقا وآمنا لهذه الطاقة على المستوى الدولي، عبر تعزيز الصادرات، مع مواصلة تلبية الاحتياجات الوطنية المتنامية.

وقد راهنت الجزائرالتي ستستضيف من 29 فيفري إلى 2 مارس المقبل، القمة ال7 لرؤساء دول و حكومات منتدى البلدان المصدرة للغازمنذ الاستقلال إلى اليوم، على تطوير الصناعة الغازية عبر اعتماد سياسة استثمارية مطردة في هذا المجال، مع مضاعفة المشاريع في مجال الاستكشاف و الانتاج و التمييع و النقل.

ومنذ أول اكتشاف لحقل غازي سنة 1956 بحاسي الرمل، ودخوله الإنتاج في الفاتح أفريل 1961 واستعادة السيادة الوطنية في سنة1962، ما فتئت الجزائر تزيد الاستثمارات في هذا القطاع الحيوي.

وانطلاقا من ذلك، تم في 31 ديسمبر 1963، انشاء الشركة الوطنية للبحث وانتاج ونقل وتحويل وتسويق المحروقات (سوناطراك)، التي ستصبح أداة للسياسة الطاقوية للبلاد.

وفي أقل من سنة من بعد ذلك، أنشأت الجزائر أول مركب لها لتمييع الغاز، الواقع بأرزيو، المعروف باسملكاميل” (رمز المؤسسة الجزائرية للميثان السائل).

وبعد هذه الانطلاقة، تمت مباشرة العديد من المساعي من أجل تطوير هذا القطاع، إلى جانب تأميم المحروقات، في 24 فبراير 1971، بعد مسار طويل من المفاوضات.

وبالتالي، تكون الجزائر قد استرجعت 51 % على الأقل من حصص الشركات النفطية الفرنسية التي كانت تنشط بجنوب البلاد ومجموع الحقول الغازية قيد الاستغلال

وبتخطي هذه المرحلة الحاسمة، التي تعززت بالتكفل بجانب التكوين، تم إطلاق مشاريع هامة ابتداء من سنوات السبعينات، شملت خاصة انجاز مركبات جديدة للتمييع وشبكات انابيب غاز دولية، وشبكة قنوات على المستوى الوطني وعديد منشآت النقل والمعالجة فضلا عن موانئ مختصة.

وقد أدت هذه السياسة الاستثمارية الطموحة الى ارتفاع الإنتاج الغازي للجزائر، حيث فاق 136 مليار م3 في نهاية 2023، في حين أن الهدف المسطر في آفاق 2028، هو بلوغ انتاج 146،7 مليار متر مكعب، في افق ضمان تامين عمليات التموين وزيادة مستويات الصادرات الى حوالي 100 مليار متر مكعب.

منشآت استراتيجية لتامين عمليات التموين 

وقد تم تحقيق هذه المستويات من الانتاج، بفضل استغلال عديد الحقول الغازية الموزعة عبر البلاد والتي تم تشغيل البعض منها مؤخرا.

ويتعلق الأمر خاصة، بحقل حاسي الرمل، الذي يعد من بين اهم الحقول عالميا والذي يحظى بمتابعة منتظمة من اجل تعزيزه، وحقول رورد النص بأدرار (اليزي) و تينهرت (إن أمناس) و توات، الى جانب حقول تيميمون.

وبالموازاة مع الجهود المبذولة في مجال الاستكشاف والإنتاج، تم تجسيد عديد المشاريع الهامة سيما في مجال التحويل عبر تمييع الغاز الطبيعي  وفصل غاز البترول المميع.

وقد ارتقت شركة سوناطراك الى هذا المستوى من خلال تميزها من ببن الشركات العالمية الرائدة في مجال الغاز الطبيعي المميع والمنتجات المشتقة، مثل الايثانول والبروبان والبوتان والغازولين.

كما تعزز نشاط التمييع الذي كان يتم في البداية على مستوى مركب التمييع الموجود بأرزيو، بإنشاء ثلاثة مركبات أخرى واحد بسكيكدة و إثنين بأرزيو لتصبح القدرة الإجمالية تقدر ب 56 مليون متر مكعب سنويا.

ومن أجل فصل غاز البترول المميع، فان سوناطراك تتوفر أيضا على مركبين اخرين يقعان بأرزيو، تقدر طاقتهما الاجمالية بحوالي 10،4 مليون طن سنويا.

وسمحت كل هذه الاستثمارات التي حققت خلال 60 سنة للشركة الوطنية للمحروقات بان تكون ممونا موثوقا وآمنا في السوق العالمية للغاز الطبيعي و الغاز الطبيعي المميع وغاز البترول المميع، حيث تتم عملية تصديرها عبر انابيب غاز ومن خلال اسطول نقل يتكون من 17 سفينة منها ناقلات الغاز الطبيعي المميع و سفن نقل غاز البترول المميع و سفن نقل النفط.

كما تتوفر الجزائر على أنبوبين دوليين لنقل الغاز في الخدمة يربطانها بكل من إيطاليا واسبانيا، ويضمنان التموين في إطار العلاقات التعاقدية على المدى الطويل.

أما أنبوب الغاز الأول، المتمثل في الأنبوب المتوسطيانريكو ماتي، الرابط بين الجزائر و إيطاليا عبر تونس، و الذي دخل مرحلة العمل في سنة 1983، فقد بلغت قدرته 33،15  مليار متر مكعب سنويا، اما انبوب الغازميدغاز، الرابط بين مدينة بني صاف بألميريا بإسبانيا، فينقل الغاز عبر المتوسط ،منذ تدشينه في ابريل 2011، مع قدرة تبلغ 10 مليار متر مكعب سنويا.

ومن المتوقع أن يتم تعزيز المنشأتين الاستراتيجيتين بأخرى توجد بصدد التطوير، سيما المشروع الجديد لأنبوب الغاز الذي سيربط الجزائر بإيطاليا عبر البحر من اجل نقل الغاز والكهرباء والأمونياك و الهيدروجين.

وأج

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super