جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
كشف المستشار بالرئاسة المكلف بالأرشيف الوطني والذاكرة الوطنية عبد المجيد شيخي أن التاريخ الجزائر “لم يكتب بعد”، واصفا عمل المؤرخين بالناقص والغير المتكامل، مشيرا إلى أنه مرّ سنوات على استقلال الجزائر ولم نغطي في دراساتنا التاريخية تاريخ الجزائر من بدايته إلى الآن، كما دعا المؤرخين وعلماء الاجتماع والنفس إلى تكثيف الجهود البحثية في الذاكرة والتاريخ لتقديم الإثباتات اللازمة لتجريم الاستعمار، كاشفا عن قرب استئناف المفاوضات مع فرنسا بخصوص الأرشيف.
وقال شيخي في تصريحات للإذاعة الوطنية: “تجريم الإستعمار يحتاج إلى دراسة و إعداد ملفات والعدّة وملفات للباحثين والمؤخرين والعلماء الإجتماع وكل العلوم الإجتماعية يجب أن تجند لتناول القضايا الإجتماعية لأن هذا التاريخ لم يكتب بعد والناس الذين يقولون أن تاريخ الجزائر لم يكتب لهم الحق في بعض الجوانب، التاريخ كتب ولكن بطرق مختلفة وتجريم الإستعمار يهمنا جدا أن يتخذ قرار من هذا النوع وأن يعرف العالم ما فعله الفرنسيون في الجزائر وما فعل الإستعمار في العديد من الدول فماذا يقصد من التجريم هل الوضعية التي نوجد عليها اليوم ،؟ وهل نجرم من حيث المبدأ ؟ أم نجرم بحثا عن التعويض ؟ فالتعويض له مجاله ويتطلب عمل جاد وإعداد وإثبات ونحن كل ما نتكلم عن الإستعمار نجرمه ولكن لا بد من أمر ملموس ومضبوط”.
وأبرز شيخي أنه على الرغم من الأرشيف القليل الذي تمتلكه الجزائر والذي لا يغطي الفترة الإستعمارية كاملة غير أنه كاف لإدانة الإستعمار الفرنسي وذكر: “موجود كثير من الأرشيف ولكنه لا يغطي الفترة الإستعمارية كاملة ولكن يوجد في الجزائر الآن من الأرشيف الوطني و في بعض المراكز ما يكفي لإدانة الإستعمار وعلى المؤخرين والباحثين وعلماء الإجتماع العمل وترتيب الجرائم الإستعمارية مثل التفجيرات النووية في رقان لدينا إثباتات ولكنها قليلة لأننا لم نعمل في الوقت ذاته، لإعداد ملفاتنا وهو الأمر الذي نبهت له في التسعينيات” وتابع: “ملف الأرشيف ملف ثقيل جدا ويحتاج لمجهودات كبيرة جدا يحتاج لإرادة سياسية من الطرفين غير أن الملاحظ هو أن الإرادة السياسية موجودة عند الجزائر في الوقت أن الجانب الفرنسي ليست له الإرادة ومازال يضع قيودا حتى لفتح بعض الملفات ونحن لا نملك من الأرشيف إلا ما تبق مما سرقته السلطات الفرنسية وأخذته رغما عن إرادة الشعب الجزائري ونقل إلى فرنسا واسترجاعه أصبح فيه أخذ ورد الفرنسيون يضعون القيود ولم يخضع حتى للمساومة فلما تقرر فرنسا أن الأرشيف جزء من التراث الفرنسي وهذا مخالف للقوانين والأعراف المعترف بها في العالم كله سيما وأن الأرشيف يوجد حوله خلاف ونزاع فلابد من فض النزاع لمعرفة مالكه الحقيقي و الأرشيف يملكه الإقليم الذي نشأ فيه فهو نشأ في الجزائر وبالتالي هو ملك للجزائر ويجب أن يسترجع كاملا ولو لم تكن هذه الجائحة لكانت المفاوضات استأنفت”.
ووصف شيخي أداء المؤرخين بالناقص وغير متكامل وقال: “الجزائر مستقلة من 70 سنة تقريبا لم نغطي في دراساتنا التاريخية ولم نغطي تاريخ الجزائر من بدايته إلى الآن بحيث لدينا فترات لا نعلمها والمسؤولية تقع على المؤرخين والجامعة التي تكون أساتذة في التاريخ والمؤرخين مطالبون بإعداد برامج الدراسة في الجامعة لنغطي كل الفترات وهناك خطر آخر وهو أننا لم نضبط بعد منهجية لتأسيس مدرسة تاريخية جزائرية مازلنا نتخبط في المنهجية التاريخية الفرنسية ولم نخرج منها بعد وكان من الجامعة الوصول إليه ولا بد أن نكتب التاريخ بمنهجيتنا”.
زينب بن عزوز