جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
تعتكف وزارة الثقافة والفنون على تنظيم ملتقى وطني حول الشعر الملحون تحتضنه المكتبة الوطنية الجزائرية، قريبا لتسليط الضوء على الشعر الملحون في الجزائر ومبدعيه على غرار الشاعر سيدي لخضر بن خلوف -الذي عاش خلال القرن16-، وبمشاركة أكاديميين وشعراء ملحون وجمعيات مهتمة بهذا الموروث الجزائري الأصيل”، حسب ماكشفه مدير الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي “لارك“ الفنان الشعبي والباحث الموسيقي عبد القادر بن دعماش.
وشدد بن دعماش على ضرورة تصنيف الشعر الملحون تراثا إنسانيا وحمايته كتعبير مرتبط بالجزائرن والذي يتطلب استراتيجية وطنية للنهوض به والعمل على توسيع حركة البحث والنشر حوله ..”.
في السياق، اعتبر بن دعماش أن سيدي لخضر بن خلوف، علامة موسوعي كبير ومؤسس الشعر الملحون على المستوى المغاربي، فهو الذي نظم ووضع أسس وقواعد هذا الشعر انطلاقا من عدة أنواع شعبية كانت موجودة قبله، وهو الشاعر الذي تميز خصوصا بقصائده في مدح الرسول، وأيضا عالم اجتماع ومؤرخ قبل أوانه، بفضل قصائده الشاهدة على فترة هامة من تاريخ الجزائر شهدت العديد من الاضطرابات”، كما عرف بـ “الحفريات” وهي كتاباته الإستشرافية في الجانب الديني والاجتماعي والتي أتت في شكل مواعظ وتحذيرات من مخاطر مقبلة.
وتأسف المتحدث لقلة الدراسات العلمية الأكاديمية الجادة حوله منذ الاستقلال رغم تأثيره الكبير في جميع شعراء المنطقة المغاربية، كما كان منبعهم الرئيسي لوضوح كلامه وسهولة تعبيره وتكلمه بلغة قومه”.
وأبرز أن علاقة الشعر الملحون بالفن مترابط، حيث أن الكثير من أنواع الغناء التقليدي أخذت كلمات نصوصها من الشعر الملحون على غرار “الآي آي” و”الحوزي”، “العروبي”، “الشعبي”، “البدوي” وهذا وفق نمط موسيقي خاص بكل منطقة.
ولدى تطرقه للمهرجان الوطني للشعر الملحون “سيدي لخضر بن خلوف”، الذي أسسه في 2013، اعتبر بن دعماش أن الهدف منه كان التعريف ببن خلوف وتثمين إرثه، حيث كان مهمشا رغم أن الكثير من فناني الجزائر والمنطقة المغاربية يؤدون أشعاره”، منوها بدور هذا المهرجان، الذي يقام سنويا بمستغانم، والذي أصبح يجمع شمل شعراء الملحون من مختلف الولايات، لتحفيزهم وتشجيعهم على الظهور والإبداع والتعريف بهذا الفن كتراث جزائري أصيل من خلال الإلقاءات والندوات الدراسية.
ص ك