تشهد الطبعة 19 للصالون الدولي للأشغال العمومية الذي انطلقت فعاليتها أول أمس، بقصر المعارض الصنوبر البحري، مشاركة قوية للشركات الوطنية، خاصة أو عامة المتخصصة في الأشغال العمومية والمنشآت القاعدية، وكذلك كبريات الشركات الأجنبية، سيما التركية والصينية منها التي تربطها شراكات قوية مع الجزائر، إضافة إلى حضور قوي للشركات الناشئة.
حضور قوي للشركات التركية والهدف خلق شراكات
تشهد الطبعة مشاركة قوية للشركات التركية بالخصوص، سيما وأن تركيا ضيفة شرف الطبعة 19 من الصالون، وفي جولة استطلاعية لـ”الجزائر” بالمعرض، تحدثت مع عدد من مسؤولي هذه الشركات التركية، ومنها شركة “مابا” التي تتواجد بالجزائر منذ 2005، وقد أنجزت العديد من المشاريع القاعدية بالجزائر، ومنها أنفاق بولاية ميلة ومحطة معالجة المياه وسد بالمنطقة الغربية من الوطن، ما بين وهران ومستغانم، إضافة إلى مشاريع قيد الإنجاز بالشراكة مع شركات وطنية، ومنها مشروع طريق جن جن- العلمة الرابط بين ميناء جن جن بجيجل والعلمة بسطيف، وكذا الطريق السريع الرابط بين الشفة والبرواقية بين البليدة والمدية.
وأكد مسؤول بالشركة التركية في حديث لـ”الجزائر” أن “مؤسسته ترغب في تعزيز تواجدها بالجزائر أكثر، من خلال البحث عن شراكات جديدة مع الجانب الجزائري في مختلف المشاريع في مجال الأشغال العمومية والبنى التحتية”، وأشار إلى “المشاركة بالطبعة 19 للصالون الدولي للأشغال العمومية فرصة لبحث هذه الشراكات والتعرف على كل جديد في هذا الميدان وكذلك على زبائن جدد”.
ويرى المتحدث ذاته، أن “الجزائر تعرف مؤخرا تطورا في مجال البنى التحتية والمنشات القاعدية، وهذا يفسح المجال للشركة لأن تكون ضمن مجموعة الشركات التي ترغب في تقديم خبرتها وخدماتها، سيما وأنها أثبت من خلال المشاريع التي تحصلت عليها بالشراكة مع شركات جزائرية عمومية منذ سنوات أنها تمتلك القدرات لإقامة مشاريع ضخمة”.
وعن مشاركة العديد من الشركات التركية بالصالون وتواجدها الكبير به، قال مسؤول شركة”مابا”، إن “تركيا اختيرت لتكون ضيفة شرف هذه الطبعة، ولهذا يوجد عدد معتبر من الشركات التركية مشاركة في الصالون، كما لا ننسى أن الشركات التركية وبفضل العلاقات الجزائرية-التركية القوية والممتدة في عمق التاريخ تمكنت من خلق شراكة قوية مع الشركات الجزائرية”.
شركات صينية تعزز مكانتها بالسوق الجزائرية
تشارك الشركات الصينية بقوة في الطبعة 19 من الصالون، والمتجول بين أروقته يلاحظ هذا الحضور المميز لها، بمختلف تخصصاتها في ميدان الأشغال العمومية والبنى القاعدية والمنشآت، وتبرز بالخصوص الشركات الناشطة في مجال السكك الحديدية بتصاميم مصغرة عن مشاريعها، التي تبرز قدراتها ومدى تطورها في هذا المجال، إضافة إلى تلك المتخصصة في المنشآت القاعدية الضخمة كالمطارات والموانئ.
ومن بين هذه الشركات شركة “سي.أس.سي.او.سي “CSCEC” التي يوجد مقرها الرئيسي بالعاصمة الصينية بكين، وهي تتواجد بالجزائر منذ أزيد من 40 سنة -منذ 1982- وأنجزت العديد من المشاريع الضخمة بالجزائر، منها جامع الجزائر الأعظم، مطار الجزائر الدولي الجديد، إضافة إلى العديد من المنشآت القاعدية والطرق السريعة والبنيات، كما تعد الشركة المشرفة على ميناء الحمدانية بتيبازة.
وبحسب لولا قو، مسؤولة بالشركة، فإن “السوق الجزائرية تعرف تطورا كبيرا مقارنة بدول أخرى من البلدان السائرة في طريق النمو، وهذا ما يجعل فرص التعاون وخلق شراكات بينها وبين الصين كبير جدا، سيما أن الشراكة بين البلدين قديمة وتاريخية، وتسير نحو الشراكة الشاملة في مختلف المجالات”، وأشارت في هذا الصدد، إلى قانون الاستثمار الجديد وجملة القوانين الأخرى التي حسبها مشجعة جدا للاستثمارات الأجنبية وجاذبة لها.
وأضافت في تصريح لـ”الجزائر” أن شركة “CSCEC” تعد من أقدم الشركات الأجنبية المتخصصة في مجال الأشغال العمومية والبناء والمنشآت القاعدية في الجزائر، وحاليا لديها مشاريع هامة تقوم بإنجازها، وبالتحديد مشاريع السكك الحديدة التي تعد رائدة في هذا المجال، وهي فرصة لها، خصوصا وأن الجزائر تتجه بقوة نحو فتح المزيد من خطوط السكك الحديدية، سواء ما تعلق بنقل المسافرين أو بنقل السلع، وتلك التي تربط بالمناجم، إضافة إلى مشاريع الطرقات والمطارات.
شركات جزائرية بكفاءات عالية
تعد شركة دراسة المرافق العامة “SAETI” الجزائرية، أكبر مكتب دراسات تابع لمجمع “جايكا” المتكون من 9 فروع، وهي المتخصصة في دراسة ومتابعة المشاريع المتعلقة بالأشغال العمومية والبنى التحتية والمنشآت القاعدية، بما فيها الدراسات الهندسية، المساعدة التقنية، مراقبة أشغال الإنجاز، خبرة المنشآت القاعدية ومساعدة صاحب المشروع، وهي شركة مكونة 100 من كفاءات جزائرية وتصدر منتجاتها للخارج.
وبحسب زروق سليم المدير العام للشركة الذي صرح لـ”الجزائر”، قائلا إن “الشركة التي يقع مقرها الرئيسي بالعاصمة، لديها مشاريع تتعلق بمختلف المنشآت كالمطارات، الطرق السيارة، المنشات الفنية، الإنفاق، السكك الحديدية وغيرها”.
وأكد المتحدث ذاته أن الشركة التي أنشأت 1974 بالشراكة مع شريك ألماني، لتصبح في 1990 شركة جزائرية 100 بالمائة، تضم حاليا مهندسين وتقنين ساميين وعمال جزائريين 100 بالمائة، منهم 250 مهندس، 250 تقني سامي، وحوالي 100 تقني، إضافة إلى إداريين وعمال بما في مجموعه 750 موظف، وهي تشتغل حاليا على العديد من المشاريع منها طرقات سريعة، الأشطر المتبقية من مشروع ميترو الجزائر، مشروع الطرقات، ومنها طريق غار جبيلات بين بشار وتندوف، ومشروع طريق جن جن –العلمة والعديد من المشاريع الأخرى”.
وأضاف المدير العام للشركة أن “مكاتب الدراسات الجزائرية أثبتت قدرتها وكفاءتها التامة لمتابعة أكبر المشاريع في مجال الأشغال العمومية والمنشآت، نظرا للخبرة التي اكتسبها المهندسون والتقنيون الجزائريون الذين أصبحوا مطلوبين بكثرة في مختلف الدول”.
وأشار في هذا الصدد إلى أن الخبرة التي أصبح تتمتع بها مكاتب الدراسات بالجزائر، ومنها شركة “ساييتي”، مكنها من افتكاك عديد المشاريع خارج الوطن، ومنها مشاريع في إفريقيا في كل من موريتانيا، مالي، والسنغال والتشاد.
وتشهد الطبعة 19 لهذا الصالون مشاركة العديد من المؤسسات الناشئة، إذ تعتبر فرصة لإبراز واكتشاف قدرات الشباب المبدع وحاملي المشاريع المبتكرة، وكذا احتكاكهم بالمؤسسات الاقتصادية والشركات المتخصصة في مجال الأشغال العمومية والمنشآت القاعدية. للتذكير، ستمتد فعاليات الصالون إلى غاية 18 نوفمبر الجاري.
رزيقة. خ