تشهد مختلف شوارع العاصمة منذ أيام انتشارا لنقاط بيع أضاحي العيد بشكل كبير حولت العاصمة إلى إسطبل مفتوح،حيث حضر الباعة مساحات خاصة تكون في بعض الأحيان قريبة من التجمعات السكانية في مشهد يتكرر كل سنة مع اقتراب عيد الأضحى المبارك.
حولت الأسواق الفوضوية لبيع الأضاحي وطاولات بيع لوازم النحر والتبن الشوارع والساحات العمومية بالعاصمة إلى إسطبل مفتوح على الهواء، حيث شكلت ديكورا مميزا قبل حلول.
وحسب ما رصدته “الجزائر” بشوارع العاصمة وبعض البلديات المجاورة لها تحول أغلب أحياء وأزقة الولاية، خاصة تلك التي تشهد كثافة سكانية خلال الأيام الأخيرة التي تسبق العيد، إلى إسطبل كبير للمواشي ورزم التبن مفتوح على الهواء الطلق، بسبب عدم احترام الموالين والسماسرة نقاط بيع الأضاحي المرخصة، حيث تجرأ المعنيون، على الرغم من تواجد بعض فرق الرقابة، على استغلال أقبية العمارات والحدائق العمومية وبعض الفضاءات الترفيهية غير المجهزة وقاموا بتسييجها بطرق تقليدية باستعمال أسلاك وألواح وحتى حجارة وعرض أضاحي العيد بها، التي بدورها تشهد إقبالا منقطع النظير للمواطنين الذين وجدوا فيها فرصة لاقتناء الأضاحي بعيدا عن الأسواق النظامية، ظنا منهم بانخفاض أسعارها مقارنة بتلك المرخصة.
بالمقابل حول عشرات الشباب والمراهقين، أغلبهم متمدرسون، الأرصفة وحواف الطرق إلى نقاط بيع التبن والشعير وكذا معدات الذبح والسلخ والنفخ من سكاكين ولوازم الشواء، من آلات حديدية مختلفة الأحجام وكذا الانتشار الكبير لأكياس بلاستيكية خاصة بالجمر المستعمل في الشواء.
وقد كشفت الزيارة الميدانية التي قامت بها “الجزائر” لبعض أسواق الماشية ونقاط بيع أدوات الذبح، بكل من شوارع بلدية الكالتويس والحميز بالدار البيضاء وبعض أحياء بلدية رويبة والرغاية إلى جانب شوارع بلدية حسين داي والحراش،عن احتلال غير مسبوق للشوارع والساحات العمومية والتي تم تحويلها إلى مكان لتجمع المواطنين والمراهقين.
سكاكين وأدوات خطيرة تباع دون ترخيص
هذا ولا تكاد تخلو الأحياء الكبيرة بالعاصمة خاصة ببلدية الحراش والكاليتوس،هذه الأيام من طاولات بيع معدات النحر والتي تشهد هذا العام، عكس السنوات الماضية، انتشارا كبيرا وتنوعا في حجمها وشكلها وحتى قوتها، والتي جاءت، بحسب ما وقفنا عليه ميدانيا، في شكل أسلحة بيضاء ثقيلة وخطيرة تهدد الأمن العمومي منها سواطير وسكاكين كبيرة وحادة، يخيل لمن لم يتعود على رؤيتها بتلك الأعداد الكبيرة، أن الولاية مقبلة على حرب ضروس، إلى جانب طاولات بيع التبن والمعروف محليا بـ”القرط” والذي يتركه أصحابه كل مساء بعد مغادرتهم مرميا في الطريق يشوه الوجه الجمالي لكل الساحات والأزقة في ظل غياب كلي للجهات المعنية بالرقابة.
تعليمات المسؤولين في مهب الريح
ورغم التعليمات الصارمة التي وجهتها ولاية الجزائر لرؤساء الدوائر والأميار قبل أيام لمناقشة كل التحضيرات الخاصة بعيد الأضحى بتسخير الألاف من التجار لضمان المداومة خلال يومي العيد وتطبيق برنامج أمني صارم وتوفير المواد الغذائية واسعة الاستهلاك والمياه الشروب وغيرها، دون الحديث عن تطبيق القانون بصرامة على المخالفين للنظام وبيع الأضاحي بالنقاط غير الشرعية والنظافة والمحيط، نجد أن أغلب أميار بلديات العاصمة لم يلتزموا بهذه التعليمات، خاصة ببلديات الكاليتوس والحراش الرغاية والدار البيضاء وغيرها…
وقد اشتكى المواطنون من غياب شبه كلي لمصالح البلديات في مراقبة النقاط الشرعية لبيع الأضاحي، حيث استغل الموالون والسماسرة هذا الغياب وفتحوا أسواقا فوضوية، أعقبها انتشار مخيف لطاولات بيع لوازم نحر الأضاحي والتي شوه منظرها الوجه الجمالي للمحيط وعاد انتشار الأوساخ والقمامة في كل الطرق والساحات العمومية.
رزاقي.جميلة