قال وزير التعليم العالي والبحث العلمي شمس الدين شيتور، إنّ أطروحات الدكتوراه ستكون باللغة الإنجليزية فقط، وهذا قصد تطوير البحث العلمي وإعطاء الطابع العالمي للأطروحات.
أفاد وزير التعليم العالي والبحث العلمي شمس الدين شيتور، عند إجابته على أسئلة نواب البرلمان، أن الوزارة “سمحت منذ أربع أشهر من أن يكون ملخص الدكتوراه باللغة الإنجليزية وهذا بسبب تقدم العديد من الطلبة في أطروحاتهم، لكن من اليوم فصاعدا فإن طلبة الدكتوراه مجبرون على تقديم أطروحاتهم باللغة الانجليزية”، وأضاف وزير التعليم العالي والبحث العلمي شمس الدين شيتور، إن أطروحات الدكتوراه ستكون فقط باللغة الانجليزية وهذا قصد تطوير البحث العلمي وإعطاء الطابع العالمي للأطروحات.
عبد الحفيظ ميلاط:
“يجب وضع مخطط تدريجي مدروس..”
وفي ذات الصدد، يرى المنسق الوطني للمجلس أساتذة التعليم العالي، عبد الحفيظ ميلاط، في اتصال مع “الجزائر” أن تعزيز اللغة الانجليزية في الجامعة وبالخصوص أن تكون أطروحات الدكتوراه فقط باللغة الانجليزية، يجب أن يكون وفق مخطط تدريجي مدروس لتعميمها وعبر خارطة طريق معروفة مسبقة.
وأكد عبد الحفيظ ميلاط أن هذا الأمر يجب أن يكون “عبر مراحل ممنهجة وليس بطريقة ارتجالية وغير مدروسة”، ويتوقع منسق “الكناس” أن مشروع تقديم أطروحات الدكتوراه باللغة الإنجليزية قصد تطوير البحث العلمي وإعطاء الطابع العالمي للأطروحات “لن ينجح وتكون نهايته الفشل”، بسبب “القرار الارتجالي والغير مدروس”، وفق رؤيته.
وأوضح المتحد ذاته، أن موضوع اللغة ليس وقته في ظل الأزمة التي تعيشها البلاد، قائلا “نحن في ظل أزمة وباء كورونا، وكان الأولى بالوزير أن يحدثنا عن مخططات وزارته لإنقاذ الجامعة الجزائرية من وباء كورونا، وخططه حول إنقاذ الموسم الجامعي، وحول كيفيات الرجوع وكيفية تدارك التأخر”.
وأضاف المتحدث ذاته، أن نقابة “الكناس” كانت سباقة في طلب تعزيز اللغة الانجليزية في الجامعة الجزائرية، حيث دعت النقابة منذ عهد الوزير الأسبق الطاهر حجار بإدراج اللغة الانجليزية في المؤسسات التعليمية، لكن الوزير لم يتفاعل مع الطلب، وقال ميلاط إن الطلب بقي “معلقا إلى غاية حضور الوزير السابق بوزيد الذي تبنى مطلب النقابة”.
وفي سياق متصل، كشف المتحدث ذاته، أن الوزير الأسبق الطيب بوزيد “كان متحمسا للمشروع وتجسيده على أرض الواق في كل الجامعات الجزائرية”، حيث وضع له أجندة حقيقية لتجسيده، وأضاف المنسق الوطني للمجلس أساتذة التعليم العالي، إنه “للأسف ذهاب الوزير بوزيد من منصب وزير التعليم العالي والبحث العلمي أسقط المشروع في المهد”.
عبد الرحمان بوثلجة:
“تقديم أطروحات الدكتوراه بالإنجليزية سيسمح للطلبة بالوصول إلى المجلات العلمية”
في المقابل، ثمن الأستاذ الباحث والناشط الإعلامي في ميدان التعليم العالي والبحث العلمي، عبد الرحمن بوثلجة، في تصريح لـ “الجزائر”، قرار وزير التعليم العالي والبحث العلمي، شمس الدين شيتور، بإجبارية طلبة الدكتوراه على تقديم أطروحاتهم باللغة الانجليزية، معقبا “في رأيي بعض النظر إن كان الوزير يقصد حقيقة ما فهم منه أم لا، فأنا أظن أن مثل هذا القرار جاء متأخر جدا خاصة بالنسبة إلى التخصصات العلمية والتقنية التي يتم فيها التدريس والبحث باللغة الانجليزية خاصة في طور ما بعد التدرج”، مضيفا في السياق ذاته، أن هذا المشروع “يسمح لعدم حصر الأطروحات في الجزائر فقط والسماح بالاطلاع عليا في المجلات العلمية”.
وأشار عبد الرحمان بوثلجة، أن الكثير من طلبة الدكتوراه “اضطروا في الماضي لترجمة موضوع مذكراتهم أو رسالتهم، محط البحث باستعمال مراجع باللغة الإنجليزية ونشر بحوثهم في مجلات عالمية، إلى اللغة الفرنسية من أجل التخرج لأن الجامعات كانت تشرط هذا الأمر”.
من جهة أخرى يرى الباحث بوثلجة أن مشروع مناقشة أطروحات الدكتوراه باللغة الإنجليزية فقط، “يجب أن يدرس ويطبق بالتدرج أو على سبيل الاختيار عندما تكون الظروف متوفرة وخاصة إتقان الطالب ولجنة المناقشة للغة الإنجليزية وهذا الشيء لا يمكن أن نصل إليه بين عشية وضحاها”.
وأوضح المتحدث ذاته، أن الارتجالية في القرارات غالبا ما كانت مجحفة في حق الكثيرين، مستدلا بمثال تطبيق نظام “أ ل مدي” مكان النظام الكلاسيكي والمساواة بين دكتور العلوم ودكتوراه ” ل م د ” التي تعرف مسارين مختلفين تماما ولم تستثنى في هذا الأمر مع دكتوراه دولة، مع العلم أن شرط التخرج الذي كان في ذلك الوقت سواء في دكتوراه دولة أو دكتوراه علوم هو نفسه، موضحا “أي أن نشر مقال أصلي في مجلة محكمة، إلا أن القرارات الارتجالية جعلت لهما رتبتين مختلفتين وهذا ما اعتبر في ذلك الوقت إجحافا في حق طلبة دكتوراه العلوم”.
واقترح الناشط الإعلامي في ميدان التعليم العالي والبحث العلمي، عبد الرحمن بوثلجة، التدرج في هذا المشروع، لتشجيع الطلبة علي التخرج بالإنجليزية لأنه ليس دائما تتوفر الظروف خاصة تمكن الطالب ولجنة المناقشة من هذه اللغة العالمية.
هذا وفي رده على سؤال حول إمكانية تقديم طلبة الدكتوراه أطروحاتهم باللغة الانجليزية وتعميمها في الجامعات الجزائرية، أجاب عبد الرحمان بوثلجة، أن الكثير من الطلبة يدرسون إما باللغة العربية كما هو حال شعب العلوم الاجتماعية والإنسانية أو بالفرنسية كما هو حال الطب وأغلب الشعب العلمية والتقنية، لكن عدد ليس بالقليل من الطلبة في بعض التخصصات العلمية والتكنولوجية، يبدأ الدراسة بالإنجليزية خاصة في مرحلة ما بعد التدرج لأن أغلب المراجع في هذه الشعب بالإنجليزية.
وكشف الأستاذ الباحث والناشط الإعلامي في ميدان التعليم العالي والبحث العلمي، عبد الرحمان بوثلجة، أنه “لاحظنا في الكثير من الجامعات الجزائرية في مخلف الولايات حتى طلبة ماستر أي مرحلة التدرج، ناقشوا مذكراتهم باللغة الانجليزية، مما يسمح بتعميم الفكرة أولا بأن تكون اختيارية للطالب وكذا بالنسبة إلى لجنة المناقشة، ومن ثم يدرس المشروع ويطبق بالتدرج في الجامعات الجزائرية”.
أميرة امكيدش