يواصل محمد فتيلينة مشروعه الروائي القائم على النبش في الذاكرة ومسح الغبار عن المواضيع الحسّاسة التي قلّما نجد من يتطرق لها من خلال روايته الجديدة “رعاة أركاديا”، التي تتناول قصة حب في زمن ثورة التحرير الجزائرية، بين جزائريين ومستوطنين، صدرت الرواية عن دار “ضمة الجزائرية للنشر والتوزيع”، حسب ماكشفته الدار عبر صفحتها الفيسبوكية.
ونشرت الدار مقتطفات من أجواء الرواية: “طافت أسئلة كثيرة وأنا بين ذراعي أركاديا، أشعلتها قبلات الحب، لم تكن تلك اللحظات يسيرة على الوصف، لأنها بدت كأساطير أولئك الشعراء الصعاليك، وهم حفاة يقتفون آثار الغيب بعيدا عن جزيرة العرب.
وكلما احتوانى زفيرها الملتهب بالنشوة بدت عذوبة أركاديا كمزيج متلألى من الألوان، أشبه بالتى استعان بها “أوحين فرومونتان” بعد أن خلطها بتجربته فى الصحراء ليرسم لوحته المشهورة “صيد الصقور”، وهو يستحضر “رعاة أركاديا” هل كان المتحلقون حول اللحد من اليونان؟ من أركاديا؟ نعم ولا. لا بالنسبة للمأساة، ونعم بالمعنى المرتبط بالتراجيديا الأزلية للحياة البشرية، لقد كان الرحالة يعرفنا وجعلته صورة الصحراء يفكر دون أن يدرى فى الكتاب المقدس، ويصر على أن أشباه زخروفة مثل أبناء كنعان يملثون عظمة الإنسانية”.
يذكر أن محمد فتيلينة روائي ومترجم من مدينة الجفلة، يعمل موجها ومفتشا للغة الفرنسية، ومن أعماله رواية “بحيرة الملائكة”، “أحلام شهريار”، “غبار المدينة”، “خيام المنفى” وغيرها، ووصلت روايتاه “بحيرة الملائكة” و”أحلام شهريار” للقائمة القصيرة لجائزة”محمد ديب للرواية”، وحصلت روايته “خيام المنفى” على جائزة “الطاهر وطار للرواية الجزائرية”عام 2017، وحازت روايته “قلب أسمر” على جائزة “راشد بن حامد للإبداع” 2019، وروايته “ترائب رحلة التيه والحب” على الجائزة الأولى لجائزة (الرواية الجزائرية” عام 2020، ووصلت روايته “كافي ريش” للقائمة الطويلة لجائزة “محمد ديب” 2020.
صبرينة ك