جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
يدخل الكاتب والروائي امحمد بن ديدة فعاليات الصالون الدولي للكتاب في طبعته الرابعة والعشرين “سيلا 2019” بإصدار روائي جديد موسوم “تعويذة في قبر الشيطان” وذلك عن دار ” للعالمين للنشر.”.
قال امحمد بن ديدة في تصريح لــ “الجزائر”، أن “تعويذة في قبر الشيطان” تندرج في إطار أدب الرعب والبارانورمالوجيا بنكهة بوليسية، حيث حاول في الرواية، بعث جزء هام من رموز الإنسان الجزائري فيما لديه من مخزون وإرث أنثروبولوجي، باستنطاق مثير لرموز الإنسان التارﭭـي والأمازيغي، في بعدها الأسطوري الذي يتصل في القديم بالآلهة ” تانيت” القرطاجية، وما فيها من خوارزمية تحاكي الموروث ببعده الحضاري والأركيولوجي مع أبعاد الرّاهن، وفضاءات الغرابة والأسطورة وعوالم الإثارة الخيالية عموما، هنالك حيث تنطلق أحداث الرواية من مكان لأناس أمازيغيين بدشرة ” ثاوريرث آذرار أپـوذْفل ” والتي تعني ” قلعة جبل الثلج ” هذه القرية الخيالية في إسقاط جزائري أمازريغي يُحافظ على تفاصيل الحياة القبائلية من حيث جمال التقاليد والرموز، بالغ الوصف لما يحمله موروثنا الثقافي من ملامح الإنسان والتراب، إذ تكون هنالك أيضا بعض الانتقالات لشخوص النص بين تمنراست التي تنزل بها فتاة أفريقية تدعى ” دجينيموسو ” ( المرأة الجنية )؛ والتي تعتقد بسبب ما أصابها من عقدة نفسية غريبة أنها سليلة زواج الجن بالإنس، فتتوهم ذلك في الكثير من المواقف الغريبة التي تحدث معها، لما حل بها من اغتصاب في أيام طفولتها ومرارة الملاجئ.. فتكبر معها العقدة، وتتعرف على الفتى الأمازيغي ” يوبا ” الذي جاء من شمال الجزائر ليعمل في أحد مناجم تمنراست..
وأضاف الكاتب، تستمر الأحداث في إثارة بالغة وتتأزم نحو قلعة جبل الثلج وما تحمله من خبايا رهيبة لأسرار الطبيعة والإنسان، في طقس غريب، تجتاح هذه القرية البربرية ظاهرة خارقة للعادة، على حين غفلة، في ليالٍ متوالية من شتاء كئيب، فيُعتقد فيما يلي من أحداث، أن تلك الفتاة الأفريقية ” دجينيموسو ” تحمل لعنة بارانورمالوجية، فتصاب إحدى زُمر الذئاب بجنون غريب أشبه بحال داء الكـَلـَب الذي يُحوّلها إلى كائنات مسعورة، فتضحِي ـ تلك الذئاب ـ، لإثره مهوسة بشم رائحة الدّم في لحاء أشجار الزيتون، فتسلك سلوكا رهيبا، كما لو كانت آكلات عشب لذلك اللحاء، فيصدّق الناس الأسطورة التي توارثوها حول هذه الظاههرة، وتحدث مصادفات خارجة عن منطق التفسير، بأن الذئاب قد أضحت مسكونة بالجنِّ، والتي كانت تنبئ بمجيء هذا اليوم وتلك الظاهرة، التي هي علامة تحمل إلى الدّشرة لعنة انتقام الجنِّ من أناس هذا الجبل لما حصل في زمن مضى، أن قتل أحد الحكماء من أبناء هذه الأرض جنيًّا بأسرار علم الحروف والطلاسم والرّموز الخفية، لسبب أن ذلك الجني كان قد أضرّ بمريديه الصوفيين، وحال بروز اللعنة، تظهر ظواهر بالغة الخطورة، من مولد أطفال بتشوهات غير مألوفة، واستفحال جرائم القتل واحتراق بعض الأماكن بنار طارئة، وفقدان الكثير من الفتيات لعذريتهن من دون مبرر، سوى أنه اتهام تعسُّفي بأن ذكور الجن هم من يغتصبون غيبا هؤلاء النـِّسوة؛ ويستفحل الرُّعب النفسي بين الحقيقة ووساوس الشكوك الملعونة، وأهوال الفزع المتعبة للعقول في اشتباه مثير، وتتداخل حبكة القصة في تحقيقات جنائية وبوليسية معقدة، تفتحها المخابرات التي تكتشف بأنه من وراء انتشار هذه الظواهر مجرد أمراض نفسية ومعتقدات اجتماعية أخذت سلوكا غريبا، وكذا خديعة ذكية لخلوة سرّية دخيلة على هذه الأرض تمارس عبادة الشيطان، وتعمل على الترويج لذلك، بغية الهيمنة على هذا الجبل الذي شيِّدت فيه تلك الدّشرة، لغرض يتعلق بأسرار الأحجار الكريمةّ؛ ويتحمل مسار أداء التحقيقات طوال الأحداث، طبيب جنائي وعالم في الهندسة الوراثية وخبراء البارانورمالوجيا؛ وتحدث خوارق لم يصل العلم إلى تفسيرها، في طقوس من الدّم ولعنة طلاسم السّحر وحقائق كثيرة في خضم التحقيقات العلمية والأمنية !.
صبرينة ك