جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
أصدر الكاتب سليم سوهالي، كتاب بعنوان “لمحة حول الثقافة والفنون الغنائية الأمازيغية… الأوراس، ورقلة والقبائل”، وذلك دار النشر آنزار، حيث سيكون حاضرا خلال فعاليات الصالون الدولي للكتاب “سيلا 2019.
وأوضح سليم سوهالي العديد من النقاط في مقدمة الكتاب، حيث اعتبر إن البحث في الفنون الغنائية يتطلب منا معرفة جيدة بالتاريخ والأحداث والظروف التي تحيط بالموضوع، ويتطلب أيضا استعمال القدرات الحديثة لكشف وإبراز تراث غني مدفون تحت ركام خلفته أسباب سياسية، ثقافية واجتماعية .
ولقد أضحى -يضيف سوهالي- فقدان ما تبقى من الفنون الأمازيغية شيئا وشيكا، مما يستلزم علينا المبادرة و الشروع في رسم طريق نحو إنقاذ ما بقي من معالم التراث الأمازيغي على وجه العموم، و الذي تمتد جذوره عبر أزمنة غابرة، هذا التراث الذي يستحق نفض الغبار عليه وإعطائه مكانته اللائقة وتحفيز كل الباحثين للخوض في هذا الميدان الثري.
وسيلاحظ القارئ في الكتاب بان الجانب التاريخي قد طغى على هذا البحث، وذلك لغرض وضع المتصفح لهذا الكتاب في صورة على الوضع السياسي، الاجتماعي والثقافي لسكان هذه المناطق عبر مختلف الفترات من تاريخنا، فكل تلك الأوضاع أثرت بشكل مباشر وغير مباشر على الإنتاج الفني وممارسته في الحياة اليومية، وبعد لمحة تاريخية عن بلاد تامزغا في كل الجوانب السياسية، الثقافية والاجتماعية وعلاقة ذلك بالقوى المحيطة، والتاثيرات المتبادلة بين الشعوب آنذاك، تم التركيز على الجزائر وبالأخص المناطق الكبرى كأوراس، القبائل وورقلة.
ولقد تم تخصيص حيزا أكبر من الاهتمام للأغنية الأمازيغية بهذه المناطق إبان الفترة القديمة، كونها كانت الأقل تدوينا والمهددة بالاندثار، فتم التطرق إلى مميزاتها وخصائصها وعناصر أدائها والعوامل المؤثرة فيها، دون إغفال ميدان الشعر المتداول بكل أشكاله في تلك الفترة ، وتسليط الضوء على نصوص وأنواع الغناء.
وتمنى سوهالي أن يكون هذا العمل بمثابة لبنة أخرى تضاف إلى العدد القليل من الدراسات الفنية التي تمت في هذا المجال رغم ما تستحقه ثقافتنا من إسهاب كبير وغوص عميق في عوالم هذا الإرث الحضاري، الذي حق لنا أن نفخر ونتشبث به بكل قوانا لنحافظ على روح هذا الشعب المتجذر في هذه الأرض، ولأن سلاح المثقف والكاتب في وجه النسيان واللامبالاة هو الكتابة والتدوين، آمل أن تكون هذه الدراسة قد منحت حياة جديدة للكثير من الفنون المنقرضة من حياتنا وأعادت لها النبض مجددا.
من جهة أخرى، وفي كلمة دار النشر أنزار، اعتبروا كتاب هام وثري جدا للباحث والفنان سليم سوهالي تحت عنوان : لمحة حول الثقافة والفنون الغنائية الأمازيغية ( منطقة الأوراس، القبائل وورقلة ) يقع الكتاب في 340 ص من الحجم المتوسط. يشمل هذا المؤلف لمحة تاريخية عن الحضارة الأمازيغية وثقافتها . مع التطرق للعلاقة بين الفن والإنسان البدائي ، وما افرزته من مظاهر الفنون الأمازيغية مبرزا تأثيرات الوافدين عليها. الكتاب ركز على الأغنية الشعبية الأمازيغية وأبرز مميزاتها، خصائصها والعوامل التي أثرت فيها. الدراسة شملت ثلاث مناطق هي الأوراس، القبائل وورقلة، مع تعريف واف بالمراحل والفترات التاريخية التي مرت بها كل منطقة، وإشارة مفصلة إلى الفنون التي تمتاز بها، وأنواع، أنماط وطوائف الغناء الخاص بها، مع تقديم مميز لنماذج ونصوص من الغناء الأمازيغي.
صبرينة كركوبة