أكدت دراسة قام بها 60 باحثا في مختلف التخصصات من 18 مؤسسة للتعليم العالي بغرب البلاد, على “ضرورة الانتقال بسرعة إلى اقتصاد ومجتمع المعرفة الذي يجب أن تلعب فيهما الجامعة دور القاطرة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية”.
وجاء في تقرير حول الدراسة التي أنجزت مؤخرا تحت إشراف عبد الباقي بن زيان, رئيس الندوة الجهوية لجامعات الغرب ومدير جامعة وهران1 “أحمد بن بلة”, أن “الجامعة الجزائرية أثبتت خلال الجائحة قدرتها على الابتكار من خلال التجهيزات والمعدات التي وفرتها للمؤسسات الصحية وقطاعات أخرى والتي يجب تثمينها والاستفادة منها في مرحلة ما بعد كورونا”.
وشدد التقرير على ضرورة استخلاص قطاع التعليم العالي الدروس من الوضعية الناجمة عن كوفيد-19 ليتموقع كفاعل استراتيجي في إدارة الأزمات, لافتا إلى “أنه أولا يجب أن يكون قادرا على التكيف مع السياق المتغير والتطور بسرعة وفق متطلبات كل وضع”.
واعتبر من جهة أخرى أن مرحلة ما بعد كورونا “فرصة للتفكير في إعادة بناء مجتمع يضمن الرفاه الدائم للمواطنين” و “انه لا يجب النظر إلى مرحلة ما بعد كورونا على أنها عودة إلى الوضع السابق بل كفرصة لبناء مجتمع الغد في مختلف جوانبه والذي هدفه الأخير تحقيق الرفاه الدائم للمواطنين”.
وقد قدم هذا البحث الذي وجه إلى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي, بعض الاقتراحات للعديد من القطاعات الاقتصادية والاجتماعية لإصلاح النقائص التي برزت خلال الجائحة. وفي هذا الإطار, حث الباحثون مؤسسات البنوك والتأمينات على مرافقة المؤسسات والصغيرة والمتوسطة التي تضررت خلال الأزمة الصحية.
وبخصوص قطاع الصحة, حث التقرير إلى الاستغلال الأمثل للموارد المتاحة علاوة على مراجعة ودعم نظام الإعلام الصحي, كما أكد التقرير على ضرورة إصلاح نظام الحماية الاجتماعية الذي “أبان عن محدوديته خلال الجائحة”.