كشف مدير المركز العربي الإفريقي للاستثمار والتطوير، محمد أمين بوطالبي، أنه “آن الأوان لوضع حد لكافة العراقيل البيروقراطية التي كانت وراء ضعف بيئة الإستثمار في الجزائر وتبني رؤية واضحة فيما يتعلق باستقطاب الإستثمار الخارجي”، مشيرا إلى أن “البيئة السابقة ضيعت العديد من الفرص على الجزائر”.
واعتبر بوطالبي لدى نزوله أمس، ضيفا على حصة “ضيف الصباح” عبر أمواج القناة الإذاعية الأولى أن ضعف الإستثمار في الجزائر مرده لجملة العراقيل التي وضعت في السابق والتي كانت عائقا لكل رجال الأعمال الأجانب الراغبين في الإستثمار في الجزائر، مشيرا إلى أن “الجزائر تتوفر على إمكانيات هامة وجب استغلالها وبداية صفحة جديدة ووضع حد لكافة العراقيل والممارسات البيروقراطية التي أضاعت علينا الكثير من الفرص بالرغم من أنها كانت محل اهتمام الكثيرين بالنظر لموقعها الإستراتيجي”، مشيرا إلى أن النية موجودة من طرف السلطات العمومية فيما يتعلق بذلك، وقال: “العراقيل دائما هي عراقيل بيرقراطية فلما نقلص من الإجرءات بين الإدارات سوف نكسب عامل مهم وهو الوقت نحن أمام فرصة علينا استغلالها بكيفية استقطاب الإستثمارات ورؤوس الأموال ووضع جملة من التسهيلات للراغبين من رجال الأعمال في الخارج من الإستثمار في الجزائر ففي حوار مع مختلف الجهات الصينية الإماراتية هناك رغبة في الإستثمار في الجزار في عديد المجالات ورئيس غرفة الصناعة والتجارة الأردنية والذين يريدون الإستثمار في قطاع المناجم والصناعة الصيدلانية”. وعن ضعف الإستثمارات العربية في الجزائر قال بوطالبي: “هناك العديد من العراقيل البيروقراطية فالعديد من المسثمرين العرب يريدون الإستثمار في الجزائر وزاروا بلادنا العديد من المراّت غير أنهم يطرحون ذاته هو: هناك امكانيات للإستثمار ولكن تائهون ولا نعرف الوصول لذلك؟ ومرد ذلك هو العراقيل البيروقراطية في كل مرّة”، وتابع: “فالهيئة العربية للإنماء الزراعي أتت للجزائر قامت بدراسات وتعاونت مع وزارات على اطلاع بكل شيء من دراسات حول التربية والبحر لكنها لم تستثمر في الجزائر لأن فيه العديد من العراقيل ولا تعرف أين هو الباب الصحيح الذي يجب طرقه؟ والأمر ذاته بالنسبة للمؤسسة الإسلامية لتنمية القطاع الخاص وهي مؤسسة مهمة لم تستثمر في الجزائر مع أنه قرعت أبواب الجزائر العديد من المرات بمبالغ مهمة جدل للتمويل والإستثمار مع شركات أخرى وهناك البنك الإفريقي للتصدير والذي أراد الإستثمار أيضا فهو يضمن أموال المصدر الجزائري لأي دولة افريقية”، وأضاف: “النية موجودة وفيه بوادر إيجابية كبيرة ونطلب من الحكومة أن تمنح الأولوية في استراتيجية فيما يتعلق بالإستثمار للتعامل انسجام بين مختلف القطاعات الوزارية لأن غياب هذا العنصر الهام هو بمثابة تعطيل وندعو سفراءنا بالخارج لتعزيز الدبلوماسية الإقتصادية باستقطاب العديد من رجال الأعمال”.
وأبرز بوطالبي أن الأزمة الصحية التي يتخبط فيها العالم بسبب كورونا والتي أثرت على جميع اقتصاديات الدول ستفرض منطقا جديدا في التعامل الإقتصادي وسيجعل من طريقة التفكير وتبني الرقمنة حتمية بالنسبة للعديد من الدول التي تأثرت كثيرا من هذا الوباء مقابل دول لم تتأثر كثيرا لإعتمادها بشكل دائم على الرقمنة وقال في هذا الصدد: “العالم كله سيتغير بعد كورونا هذه الأخيرة التي كانت لها تبعات سلبية على الجانب الإقتصادي، فالتطور اليوم أضحى ضرورة سيما ما تعلق بالرقمنة فالشركات التي كانت تعتمد على الرقمنة لم تتضرر كثيرا بل رفعت أزمة كورونا من رقم أعمالها”.
وأشار بوطالبي إلى أنه “على الحكومة أن لا تركز فقط على جلب المستثمرين للجزائر فقط بل عليها أن تفكر أيضا في الإستثمار في الخارج من شراء مصانع تعاني من ضائقة مالية على أن تكون لها قيمة مضافة وحتى الفنادق وهنا على سبيل المثال أريد أن أشير إلى أسعار الفنادق في السعودية انخفضت بـ70 بالمائة وهذه فرصة يجب استغلالها وهي فرصة للإستثمار ومدخول للجزائر بالعملة الصعبة فعلينا اليوم أن نوحد الرؤى والأفكار والآراء”.
وعاد مدير المركز العربي الإفريقي للإستثمار والتطوير للحديث على الملتقى الدولي الإقتصادي الدولي للتنمية في إفريقيا، وذكر: “الملتقى الإقتصادي الدولي للتنمية في إفريقيا هو حدث هام بالنسبة للجزائر سيحضره 49 خبير دولي ورئيس جمعية ومنتدى دولي يوم 4 و 5 و 6 و 8 وت بتقنية التحاضر عن بعد وهي فرصة وفضاء من شأنه استقطاب الإستثمارات للجزائر، وتابع: “حسب مناقشتنا مع العديد من الشخصيات والخبراء الذين سيكونون حاضرين خلال هذا الملتقى هو أن الجزائر بلد مهم بالنسبة لإفريقيا وآمن لاستثماراتهم وفيه العديد من الشركات تأتي للإستثمار في الجزائر بقوة من روسيا وأوكرانيا وقطر من السعودية خاصة فعلينا أن نلعب الدور المهم الذي يستقطب و يشكل البيئة الآمنة و الحاضنة لهؤلاء رجال الأعمال و العديد ممن يريدون الإستثمار في الجزائر بشراكة مثل الهيئة العربية للإنماء و الإستثمار الزراعي و غير من المنظمات التي تريد ذلك”.
وحول رقم الأعمال الذي ينوي رجال الأعمال العرب ضخه في الجزائر، رد بوطالبي: “هو رقم كبير جدا ولغة الأرقام قد لا تهم كثيرا بقدر تركيز الجهد على كيفية الإستقطاب ومن خلال هذا الملتقى الإقتصادي الإفتراضي سيكون فضاء لعرض البيئة الإستثمارية والعديد من المعلومات الخاصة بها”.
زينب بن عزوز