لم تتمكن وزارة الفلاحة من توفير لقاح طاعون المجترات بعد شهر من اكتشافه، وفيما يواصل الوباء زحفه على ولايات الوطن التي فاقت 27 ولاية وحصده لأكثر من 25 ألف رأس ماشية، وتسببه في لهيب سعر اللحوم الحمراء بالأسواق الوطنية، تطلق الوزارة المعنية تطمينات لم يهضمها الموالون المتضررين من الوباء، لتبقى علامة الاستفهام مطروحة: هل عجزت الحكومة في حماية ثروتها الحيوانية المهددة حسب البياطرة؟
بين تطمينات وزارة الفلاحة وتخوف الموالين تبقى الثروة الحيوانية بالجزائر، مهددة أمام زحف الطاعون، حسب تصريحات العديد من الخبراء والبياطرة، مؤكدين أن الحمى القلاعية وطاعون المجترات الصغيرة تمثل تهديدا حقيقيا للثروة الحيوانية من الأغنام والأبقار، حيث حذر المختصون من تماطل الحكومة في السيطرة على الوبائين بعد أكثر من 20 يوم على اكتشاف وباء المجترات الصغيرة وإطلاق عبد القادر بوعزقي تطمينات بتوفير لقاح للوباء – قيل إنه سيتم استيراده من فرنسا- ولم يتحقق حلم الموالين في الحصول على اللقاح المنتظر مؤكدين في تصريحاتهم أن اللقاح الخاص بطاعون المجترات الصغيرة، تأخر لمواجه الكارثة، ولم يعد منه فائدة ووصف هؤلاء دور وزارة الفلاحة بالمتأخر.
وبلغة الأرقام، يواصل الوباءان الزحف على الولايات منها الشمالية أيضا، حيث سجلت حالات نفوق مواش تفوق 25 ألف رأس في ظرف أسبوعين رغم انتفض الموالون على غياب اللقاحات، التي وصل سعر الزجاجة منها إلى أكثر من زوج ملايين سنتيم، وسجل الوباء في أكثر من 27 ولاية.
المربون والموالون يطالبون بالتعجيل بتوفير لقاح الطاعون
من جهته يطالب المربون والموالون، على مستوى الولايات المتضررة بالتعجيل بتوفير اللقاح ضد طاعون المجترات الصغيرة والذي لم يتمكنوا بعد من الحصول عليه بعد أكثر من 20 يوم من اكتشاف الوباء ما يهدد حسبهم بحلول كارثة تمس الثروة الحيوانية في البلاد، ويعيش أغلب الموالين والفلاحين عبر الوطن هذه الفترة حالة من الذعر، خاصة مع تأخر وصول جرعات اللقاح التي وعدت بها الحكومة على لسان وزارة الفلاحة وهو ما أزم الوضعية أكثر، وفي الوقت الذي كان ينتظر من الوزارة المعنية أن تتكفل بتوفير 25 مليون لقاح ضد طاعون المجترات الصغيرة على المستوى الوطني تفاديا لفقدان ما يفوق 8 ملايين خروف في وقت يواصل فيه طاعون انتشاره عبر العديد من الولايات.
الإتحاد العام للفلاحين متخوف من توسع وباء الطاعون
هذا وأبدى الإتحاد الوطني للفلاحين، تخوفه من مواصلة وباء المجترات الصغيرة زحفه على ولايات الوطن وتأخر توفير اللقاح ،ويحصي الإتحاد تضرر مئات الموالين من الوبائين حسب أرقام كشف عنها، هذا ووجه الأمين العام للاتحاد، محمد عليوي، دعوى لكل الموالين لأخذ الحيطة إلى حين توفير وزارة الفلاحة للقاح، هذا وأعرب عليوي عن تخوفه من مواصلة نفوق رؤس الماشية التي ستكلف الموالين كثيرا، وفي ذات السياق طمأن عليوي الموالين وأكد أن الدولة ستتكفل تعويضهم بسبب نفوق ماشيتهم بسبب الحمى القلاعية أو بسبب طاعون صغار المجترات سواء كانوا مؤمنين أم غير مؤمنين.
نقابة البياطرة تحذر: “طاعون المجترات سريع الانتشار”
من جهتها تواصل النقابة الوطنية للبياطرة إطلاق تحذيراتها من الانتشار السريع لوباء طاعون المجترات الصغيرة مؤكدة أن الوباء قادر سريع الانتشار، ودعت لضرورة الاحتياط من خلال الإسراع في جلب اللقاحات اللازمة لحماية المواشي غير المصابة وعزل الماشية المصابة، والاعتماد على تقنيات حديثة في تلقيح الماشية لتفادي انتشاره، وحسب ذات الجهة يعد طاعون المجترات الصغيرة من أخطر الأوبئة في العالم.
وزير الفلاحة يعد الموالين بتوفير اللقاح خلال الشهر الجاري
من جهته كشف عبد القادر بوعزقي، وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، من ولاية الجلفة عن تسجيل مصالحه لـ2000 حالة نفوق للماشية بسبب طاعون المجترات الصغيرة والحمى القلاعية، كما طمأن الموالين بتوفير اللقاح الخاص بالمواشي التي تعرضت لأمراض وبائية خلال الشهر الجاري،وأكد أنه سيتم خلال الشهر الجاري توفير اللقاح .
الجلفة: “توفير 16 ألف جرعة لتلقيح المواشي ضد الحمى القلاعية”
هذا وكشفت مفتشية البيطرة بالمصالح الفلاحية، أنه تم تخصيص زهاء 16 ألف جرعة لقاح ضد داء الحمى القلاعية بولاية الجلفة التي أكتشف بها الوباء اولا في إطار تلقيح المواشي على مستوى البؤر الوبائية المسجلة عبر إقليم الولاية،وأبرز رئيس المفتشية، بن شريك مصطفى، بأنه تم في إطار مجابهة البؤر الوبائية إرسال فرق بيطرية لهذه المناطق قصد التمكن من القضاء على هذا المرض، حيث تم تسخير لهذه العملية التي يسهر عليها بياطرة بجهد وتنظيم محكم زهاء 16 ألف جرعة من لقاح الحمى القلاعية.
غلق أسواق الماشية لمواجهة الطاعون عبر الولايات متواصل
ولمواجهة هذا الوباء المجهول الذي قضى على العديد من المواشي والأغنام، تواصل وزارة الفلاحة والتنمية في غلق عدد كبير من أسواق الماشية عبر عدد من الولايات، كإجراء احترازي وقائي لمواجهة داء الحمى القلاعية والطاعون، الذي ضرب في عدد من المناطق وقررت العديد من ولايات الوطن الغلق الفوري لأسواق الماشية لمدة 30 يوما، بداية من 26 ديسمبر وحتى 25 جانفي الجاري، كما تم منع اختلاط رعي الأبقار والأغنام والماعز والجمال عبر إقليم الولايات، واستعمال نقاط المراعي الجماعية مع منع تنقل الحيوانات داخل تراب الولاية أو دخولها من ولايات أخرى، مع وضع منطقة البؤر تحت الحجر الصحي، هذا ومنعت الوزارة خروج ودخول الحيوانات أو المنتجات التي من شأنها أن تنقل المرض إلا بترخيص خاص يمنحه المفتش البيطري في الولاية، وبحسب نص القرار، فكل الحالات المشتبه فيها بوباء الحمى القلاعية أو طاعون المجترات الصغيرة يخضع للإجراءات التنظيمية والوقائية في المراسيم الوزارية المتصلة بهذا الشأن، ورغم التخوفات الكبيرة من داء الطاعون والحمى القلاعية، إلا أن مدير المصالح البيطرية بوزارة الفلاحة، قدور هاشمي كريم، قد أكد في تصريحات إعلامية أن نفوق الأغنام المسجل خلال هذه الأيام ببعض الولايات طبيعي، وقال بأن في كل موسم شتاء تسجل عدد من وفيات الأغنام، وأكد أن طاعـون الأغـنام لا يشكل خطرا على الإنسان .
رزاقي.جميلة