تشييد ملاعب جوارية، مساحات خضراء وأماكن ترفيهية تستوعب جميع الفئات الشبانية… هي طموحات ومخططات وبرامج سطرتها الرابطة الجوارية لبلدية بلوزداد، لكنها اصطدمت بعراقيل ومطبات رسمتها السلطات البلدية لأحد أعرق الأحياء العاصمية.
يعاني شباب بلدية محمد بلوزداد من نقص رهيب في المرافق الترفيهية مقارنة بباقي البلديات المجاروة كالقبة والمدنية وغيرها، وهذا بالرغم من أن بلدية محمد بلوزداد تعتبر ثاني أكبر بلديات الجزائر العاصمة بعد بلدية جزائر الوسطى، ناهيك عن تصنيفها كواحدة من صاحبة أكبر الميزانيات من الناحية المالية في كل سنة، وفي سبيل القضاء على معاناة الشباب وإمكانية تسخير المرافق المطلوبة لاحتوائهم، سعت ولا زالت تفعل الرابطة الجوارية لمحمد بلوزداد لطرق جميع الأبواب خدمة لشباب الحي العريق، غير أن جميعها أوصدت في وجه مسؤولي الهيئة الترفيهية لاسيما من طرف مصالح البلدية، الذين لم يكلفوا نفسهم عناء تقديم يد المساعدة للرابطة ومنه بعث عجلة الترفيه في بلدية بلوزداد.
استعادة مسبح 20 أوت وعزله عن الملعب أولوية الرابطة
من بين المشاريع التي سطرتها الرابطة الجوارية لبلدية بلوزداد، استعادة مسبح 20 أوت، تحضيرا لألعاب الربيع العام المقبل، لاسميا وأن مديرية الشباب والرياضة والترفيه منحت الضوء الأخضر للرابطة من أجل تسييره، وهدا ما جعل إدارة الرابطة تخطط لتسلم مقاليد المسبح والتكفل من خزينتها الخاصة لإعادة تهيئته من جديد، مع عزله عن الملعب لتفادي اختلاط الأنصار مع زوار المسبح أيام المباريات، جدير بالذكر أن سلطات البلدية قامت بفتح المسبح صيف 2016، أين كان ثمن الدخول 50 دج لمدة 8 ساعات على مرحلتين في اليوم )4ساعات صباحا و 4 مساءا( لكامل سكان البلدية، فيما يكون المسبح متاحا للشباب المنخرط في الرابطة وذلك ابتداءا من الساعة 17:00 إلى غاية 20:00، غير أن غياب الأمن الذي لم توفره مصالح البلدية عجل بغلقه بعد أربعة أيام فقط من ذلك.
الرابطة تستأجر مسبح بـ8000 دج للساعة في الشتاء !
تواجه الرابطة الجوارية لبلدية بلوزداد، العديد من المشاكل سنويا وأمام تعنت مصالح البلدية المحلية لم يجد مسؤولي الهيئة الترفيهية، ملجأ لتجاوز بعض من هذه المشاكل خاصة في موسم الشتاء سوى التوجه لاستئجار مسبح مركب أول ماي، بملغ كبير جدا يصل لـ8000 دج للساعة الواحدة فقط يوميا، في سبيل الحفاظ على تنافسية الرياضيين الشبان، وتفادي الدخول في ملل المنخرطين، وهو ما يكلف الهيئة الترفيهية مصاريف إضافية هي في غنى عنها، رغم امتلاك البلدية المحلية لمسبح يحتوي على ثلاثة أحواض صغير، متوسط وآخر كبير لجميع الفئات العمرية، والتي من شأنه أن يدر مداخيل على الرابطة الجوارية والبلدية على حد سواء.
تحويل “صالة مهجورة” بجانب المسبح إلى قاعة متعددة الرياضات
مشروع آخر يندرج ضمن مخططات الرابطة الجوارية لبلدية بلوزداد، لا يقل شئنا عن سابقه في سبيل خدمة شباب الحي، أين تسعى الهيئة الترفيهية للاستفادة من قاعة مهجورة بجوار المسبح الخاص بملعب 20 أوت، وتحويلها إلى قاعة متعددة الرياضات تأوي شبان الحي الراغبين في الانخراط في مختلف النشاطات الرياضية، التي ستدعم بها هذه القاعة التي تبقى إلى حد الآن دون أي نشاط وأبوابها موصدة أمام شباب بلدية محمد بلوزداد، ومن بين الرياضات التي تريد الرابطة الجوارية تسطيرها في هذه القاعة نجد رياضتي “الجودو” “الكاراتي” التين تستقطبان فئة كبيرة من الأطفال والشباب خاصة في الأحياء الشعبية، بالإضافة إلى كمال الأجسام، كما سيكون للنسوة نصيب من القاعة حيث تخطط الرابطة الجوارية لبلدية بلوزداد لتخصيص فضاء لهن من أجل ممارسة رياضة “لايروبيك” و “فيتناس”.
تنظيم “ألعاب بلا حدود 2” ضمن مخططات الرابطة
حددت الرابطة الجوارية لبلدية بلوزداد تنظيم “ألعاب بلا حدود 2″، هدفا رئيسيا لها صيف 2018، بعد نجاح النسخة الأولى التي أقيمت فعالياتها في مسبح “كيتاني” بباب الواد الصيف المنصرم على مرحلتين، نصف نهائي ونهائي تحت أنظار وزير الشباب والرياضة الهادي ولد علي، وشارك فيها شباب رابطة بلوزداد، ما جعل هذه الأخيرة تطالب السلطات المحلية بسماع صوتها وفتح مسبح 20 أوت، الذي يعتبر أكبر من مسبح كيتاني بثلاثة أضعاف، لتنظيم التظاهرة الرياضية من جهة والاستفادة من الفضاء الرياضي لصيف 2018، من جهة أخرى.
سلطات البلدية تقف “شوكة” في حلق الرابطة
بالرغم من إتباع كل الخطوات القانونية التي تخول للرابطة الاستفادة من المرافق الموجودة في بلوزداد على قلتها، الا أن سلطات البلدية دائما ما تقف في وجه طموحات الرابطة التي تهدف الى احتواء الشباب من الشارع وادخاله في جو رياضي تربوي، حيث قدمت عدة طلبات لمصالح البلدية من أجل فتح المسبح والاستفادة أيضا من القاعة المجاورة له، والتي فضلت هذه الأخيرة منح مفاتيحها لجمعية “سيدرا” الخيرية خلال شهر رمضان لتخزين السلع من أجل تنظيم “قفة رمضان”، عوض التفكير في مصلحة شباب أحياء بلوزداد، غير أن كل المحاولات قوبلت بالرفض.
عبد النور صحراوي