تواصل العدوان الصهيوني على قطاع غزة، أمس الأحد، لليوم الثاني على التوالي موقعا مئات الشهداء والمصابين في صفوف الفلسطينيين ودمارا في منازلهم وممتلكاتهم، وبالمؤسسات العامة والخاصة.
وتشهد انتفاضة “طوفان الأقصى” في يومها الثاني، عملية عسكرية غير مسبوقة ضد الاحتلال الإسرائيلي، شملت إطلاق آلاف الصواريخ وتسللات واقتحام مستوطنات.
وردا على هذه الممارسات الصهيونية، أطلقت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة المحاصر، منذ فجر السبت، عملية “طوفان الأقصى”، ردا على اعتداءات القوات والمستوطنين الصهاينة المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى.
وقد أعلنت كتائب القسام، أمس، عن مشاركة سلاحها الجوي بـ35 مُسيّرة انتحارية من طراز “الزواري” في جميع محاور القتال داخل عمق دولة الاحتلال الإسرائيلي.
ونشرت كتائب القسام صورا لطائرة “الزواري” الانتحارية التي دخلت الخدمة خلال معركة طوفان الأقصى، وأدت لحد الآن إلى مقتل 600 إسرائيلي وجرح 2048 آخرين.
كما اندلعت مواجهات بين مواطنين فلسطينيين وقوات الاحتلال الصهيوني عند المدخل الشمالي لمدينة سلفيت في الضفة الغربية المحتلة.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، أن مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الصهيوني، وأطلق خلالها هذا الأخير الرصاص الحي والغاز السام صوب المواطنين الفلسطينيين.
وفي السياق، اعتدت قوات الاحتلال الصهيوني، ليلة أول أمس، على عدد من الفلسطينيين خلال محاولتهم المرور عند حاجز صرة العسكري غرب نابلس، واعتقلت أمس، عشرة فلسطينيين من بينهم مصاب، من أنحاء متفرقة في الضفة الغربية المحتلة.
فيما صرح المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أمس، إن “الدولة العبرية تعيش يوما صعبا آخر”، مقرا بأن “عدد القتلى غير مسبوق”. وفي تصريحات نشرتها شبكة “إيه بي سي”، اعترف أدرعي أن “عدد الرهائن الإسرائيليين العسكريين والمدنيين كبير”.
20 ألف فلسطيني احتموا في 44 مدرسة تابعة لـ”الأونروا” بغزة
كشفت وكالة إغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين “الأونروا”، أن ما لا يقل عن 20 ألفا و363 نازحا فلسطينيا احتموا في 44 مدرسة تابعة للأونروا في كافة مناطق قطاع غزة باستثناء خان يونس نتيجة غارات الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة المحاصر.
أكدت وكالة “الأونروا” بحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، أمس، أن صبيين طالبين قتلا في مدارس “الأونروا” في خان يونس وبيت حانون.
وأوضحت الوكالة أن مدارس “الأونروا” تضم 28 ملجأ مخصصا للطوارئ إلى جانب 16 ملجأ غير مخصص.
وأفادت “الأونروا” بتضرر ثلاث مدارس تابعة لها جراء الأضرار الجانبية الناجمة عن الغارات الجوية التي شنتها قوات الاحتلال الصهيوني.
فلسطين تطالب بعقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية لبحث العدوان الصهيوني
طالبت فلسطين أمس، بعقد اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب في دورة غير عادية في أقرب موعد ممكن، لبحث سبل التحرك السياسي على المستويين العربي والدولي لوقف العدوان الصهيوني ومساءلة مرتكبيه وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وتحقيق السلام الأمن المرتكز على القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
وقال السفير مهند العكلوك مندوب فلسطين الدائم لدى الجامعة العربية، في تصريحات لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، إن الاجتماع العاجل يأتي في ظل العدوان الصهيوني الغاشم والمستمر على الشعب الفلسطيني، بما في ذلك تصعيد اقتحامات المسجد الأقصى المبارك من قبل آلاف المستوطنين والمسؤولين الصهاينة على مدار الأيام الماضية, وما تلا ذلك من تصعيد غير مسبوق في قطاع غزة.
وأكد على أن عدوان الكيان الصهيوني على القطاع يستهدف قتل وإرهاب المدنيين وتدمير الأبراج السكنية والبنية التحتية الفلسطينية, وكذلك تصاعد الاقتحامات للمدن والقرى والمخيمات الفلسطينية وسياسة الاغتيالات, بهدف الإمعان في قتل أبناء الشعب الفلسطيني, وكسر إرادتهم وتدمير مقدراتهم وممتلكاتهم.
كما اعتبرت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية قتل المدنيين الفلسطينيين بغطاء دولي “جريمة حرب”، وقالت إن التفويض الدولي للكيان الصهيوني “لارتكاب مجازر تحت مسمى حق الدفاع عن النفس, يجعل المجتمع الدولي شريكا في هذه الجرائم”.
وأشارت الوزارة في بيان صحفي إلى غياب ردود فعل المجتمع الدولي إزاء العدوان الصهيوني “الانتقامي الذي طال التجمعات السكنية في مختلف مناطق قطاع غزة باستعمال أسلحة فتاكة وأدى حتى الآن إلى استشهاد 313 مواطنا وإصابة نحو ألفين آخرين بمن فيهم الأطفال والنساء، أعداد كبيرة منهم من المدنيين العزل”.
وشددت الوزارة على ضرورة “الانتباه الشديد للإجراءات العقابية الجماعية التي فرضها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، ليس فقط في قطاع غزة بقراره قطع الكهرباء والمياه والسلع الأساسية، بهدف التجويع وجميعها تعد جريمة حرب، يتم التغاضي عنها من قبل المجتمع الدولي”.
في السياق ذاته، دعت السفيرة هيفاء أبو غزالة، الأمين العام المساعد للشؤون الاجتماعية بالجامعة العربية إلى “ضرورة تأمين الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، في ظل انتهاكات الاحتلال الصهيوني المستمرة بحقه”.
وطالبت أبو غزالة، في كلمتها أمام مجلس حقوق الإنسان في دورته العادية الـ54 المنعقدة حاليا بجنيف وإلى غاية 13 من نفس الشهر تحت البند السابع من جدول الأعمال المعني بحالة حقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة، بإدراج الكيان الصهيوني بجيشه ومستعمريه على لائحة “العار” للجهات التي تنتهك حقوق الطفل في النزاعات المسلحة، تنفيذا لقرار مجلس الأمن رقم (1612).
من جانبه، قال رئيس مفوضية الإتحاد الإفريقي، موسى فقي محمد، إن إنكار الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني، لاسيما حق دولة مستقلة ذات سيادة، هو السبب الرئيسي للتوتر الدائم.
وأضاف موسى فقي، وفقا لبيان نشره الاتحاد الإفريقي على حسابه بموقع “إكس”: “أود أن أذكر بأن إنكار الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني، لاسيما حق دولة مستقلة ذات سيادة، هو السبب الرئيسي للتوتر الدائم” في المنطقة.
ق.د/ وكالات