لم يكن عام 2018 عاديا على الجزائريين ،فقد حمل أحداثا عديدة هزت المشاعر وسجلت ذكريات سوداء. أمراض وبائية، كوارث طبيعية، قضايا الحرقة والاحتجاجات، قضايا الفساد جرائم قتل، حوادث سير، رحيل شخصيات بارزة.. والأهم الأوضاع الاقتصادية الصعبة.. صور مأساوية أثقلت كاهل الجزائريين بكل ما تحمله الكلمة.
الأربعاء الأسود … سقوط طائرة بوفاريك
استيقظت الجزائر صباح يوم الأربعاء11 أفريل 2018 على حادث أليم بالملاحة الجوية حيث لقي 257 شخصا مصرعهم بينهم 26 من البوليساريو إثر تحطم طائرة عسكرية من طراز “اليوشين” قرب قاعدة لبوفاريك العسكرية على الطريق الرابط بين بوفاريك والبليدة، والتي كانت متجهة إلى مدينة بشار في الجنوب الغربي وتحدث شهود عيان، عن شدة الانفجار والحطام الذي تعرضت له الطائرة العسكرية بعد سقوطها وتحطمها مباشرة بعد إقلاعها وكان الركاب وأغلبهم جنود وعائلات عسكريين عائدين إلى ثكناتهم في أقصى جنوب البلاد، وتطلب إخماد الحريق الذي اندلع فيها قرابة الساعتين، ما تسبب في تفحم العديد من جثث الضحايا. ومع مرور ساعات ذلك اليوم اتضح أن الجزائر أمام أكبر كارثة جوية واستمر انتشال الجثث والتحقق منها لأسابيع لتنطلق الجنائز في معظم الولايات وتودع قوافل الشهداء في جنائز مهيبة أظهرت عظمة أفراد الجيش الوطني الشعبي في قلوب الجزائريين.
فيضانات
شهدت مدينة تبسة يوم الأربعاء 12 سبتمبر 2018 تهاطل كميات كبيرة من الأمطار، تسببت في فيضان أحد الأودية الرئيسية في المدينة، وغلق الكثير من الطرقات، مع تسجيل خسائر مادية المتمثلة في مقتل طفل ،وأظهرت مقاطع ”فيديو” تم تداولها على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، سيول الأمطار التي جرفت سيارات كانت مركونة في الشوارع، إضافة إلى ”غرق” أحياء وتجمعات سكنية،ومست الحادثة أكثر من 10 ولايات.
الكوليرا
عاش الجزائريون حالة من الخوف والترقب بعد إعلان السلطات الصحية بالبلاد ظهور داء الكوليرا بأربع مناطق جزائرية أولهم البليدة، ورغم تطمينات وزارة الصحة بأن “الوضع تحت السيطرة” لم تكن الجدية في التعامل مع الأسباب الحقيقية كما يتمنى الجزائريون فبعد أيام عديدة من تداول معلومات بشأن ظهور فيروس غريب أصاب مواطنين بولاية البويرة (87 كلم شرقي العاصمة الجزائر) حجر عليهم بمستشفى بوفاريك، جاء التأكيد أخيرا أن الفيروس ليس إلا وباء الكوليرا القاتل.
أول قطار سريع كوراديا
انطلقت يوم 02 ماي أول رحلة تجارية للقطار الجديد “كوراديا” الجزائر، الرابط بين الخط “الجزائر- وهران، حيث قام وزير الأشغال العمومية والنقل عبد الغاني زعلان، بتدشين المحطة الجديدة الاغا للخطوط الكبرى، كاشفا عن التسعيرة الخاصة بنقل المسافرين عبر هذا القطار الجديد ويعتبر قطار “كوراديا” قطار متعدد التخصصات ويعد وسيلة نقل للخطوط الطويلة ويعمل بالديزل والكهرباء (25 كيلوفولط) يمكنه أن يسير بسرعة 160 كلم في الساعة ويبلغ طوله الإجمالي حوالي 110 متر ويحتوي على ستة مركبات ويستطيع حمل 254 مسافرا من بينهم 60 في الدرجة الأولى.
فركوس يثير الجدل مع العلماء والصوفية
بمجرد كلمة مكتوبة لم تكلفه كبير عناء، أخرج الشيخ السلفي محمد علي فركوس، أقطابا وتيارات إسلامية عديدة من عباءة أهل السنة والجماعة، مثيرا بذلك أزمة فقهية وفكرية واسعة في الجزائر، وفاجأ فركوس في “كلمته الشهرية” سنة 2018 التي تبث على موقعه الإلكتروني الجزائريين بإقصاء مجموعات إسلامية كثيرة وذات حضور وانتشار قديما وحديثا في أرجاء العالم الإسلامي من نطاق أهل السنة والجماعة.
الحرقة
ودع الجزائريون 2018 على وقع جمع جثث مئات الشباب والشابات وحتى الأطفال ممن قرروا ركوب قوارب الموت والحدث كان في استعانة الحكومة بالأئمة لمكافحة الحرقة ودعا وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى أئمة المساجد عبر الوطن إلى تخصيص فقرات من خطبة الجمعة للتحسيس بخطورة ظاهرة الهجرة غير الشرعية وتقديم النصيحة للشباب حتى لا ينقادوا لهذا الإغراء الآثم .
لعبة الحوت الأزرق
“الحوت الأزرق” تقتل خمسة أطفال في الجزائر خلال شهرين، هكذا حصدت هذه الأخيرة أرواح الأطفال وعلى مدى شهرين من 2018 جانفي وفيفري، سجلت الجزائر انتحار خمسة أطفال قضوا شنقا بسبب لعبة “الحوت الأزرق” وشيعت جنازة طفلة وطفل، لا تتجاوز أعمارهما 15 سنة، يقطنان ببلديتي شميني وسيدي عيش بولاية بجاية، بعدما انتحرا شنقا، وتوفي الطفل شاوي العمري، والذي لم يتجاوز عمره أيضا 15 سنة، في ولاية سطيف، شرق البلاد، بعدما شنق نفسه بحبل،وكانت اللعبة المذكورة خلفت ضحية أخرى في شهر نوفمبر الماضي، وهو طفل في الـ11 من العمر، انتحر شنقا هو الآخر في غرفته بمنزل عائلته في بلدية صالح باي جنوب ولاية سطيف أيضا، وضحية أخر للعبة توفي بولاية سطيف أيضا، وكان يبلغ من العمر قبل وفاته 9 سنوات، وقد انتحر شنقا بحبل داخل حمام المنزل.
الطاعون
وختم الجزائريون سنة 2018 على وقع الطاعون أين كشف التحقيق الذي أجرته مصالح وزارة الفلاحة، على نفوق المئات من رؤس الماشية عن وجود مرضين هما الطاعون والحمة القلاعية وهو ما يؤكد أن الجزائر الجزائر في وضعية طوارئ خاصة وان الوضع غير متحكم على حد قول البياطرة أين وجهوا دعوة إلى الوزارة بإعلان حالة طوارئ بعد تفشي الوباء في أكثر من 10 ولايات وتسبب في نفوق عدد كبير من الماشية.
حملة خليها تصدي
أطلق مجموعة من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي عبر كافة التراب الوطني، احتجاجا على الأسعار الخيالية التي عرفتها أسعار السيارات التي دخلت بها السيارات عام 2018 ونجحت بامتياز، في وقت وجيز جدا (اقل من شهرين) وأدخلت اغلب وكلاء بيع للسيارات والبنوك في حالة من الخوف والترقب عد أسابيع أيام فقط من بداية حملة “خليها تصدي”، شهدت أسواق السيارات المستعملة كتيجلابين ببومرداس وسوق القليعة بولاية تيبازة، وسوق عمر بالبويرة، خلال أيام المقاطعة تجاوب كبير، وعرفت الأسواق انخفاض معدلات البيع وانخفاض معدلات الدخول للسوق، مع تراجع رهيب في عائدات السوق الأسبوعية نتيجة انخفاض عدد السيارات، والتي بدورها أدت إلى انهيار أسعارها، وسجلت كساد في منتوج عدد من مصانع تركيب السيارات محليا، خاصة “سوفاك”، و” هيونداي”، و”رونو”
عياش محجوبي .. من البئر إلى القبر
لم تكن سنة 2018 لترضى أن تختتم بدون تسجيل حدث مأساوي، فكان موعد الجزائريين مع حادث أليم شد أنظارهم بعد تسجيل سقوط الشاب عياش محجوبي يوم 17 ديسمبر في بئر ارتوازي بقرية أم الشمل بلدية الحوامد بولاية المسيلة، وقد بقي الشاب على قيد الحياة لأكثر من 48 ساعة وهو على عمق 30 مترا حسب روايات شهود عيان. ولم تثمر جهود الحماية المدنية ولا حتى الهبة الكبير للمتطوعين في إنقاذ عياش حيث أعلنت وفاته يوم السبت أي بعد 4 أيام من حادثة السقوط واستغرق انتشاله وقتا إضافيا حتى يوم الأربعاء ليوارى الثرى على وقع حزن كبير دخل كل بيت جزائري.
رزاقي.جميلة