رسم رئيس حزب جبهة المستقبل صورة سوداوية عن الواقع السياسي للبلاد بالتأكيد أن مشكلة البلاد ليست اقتصادية كما تحاول السلطة تكريسه وجعله حقيقة بقدر ما هو سياسي بامتياز بالنظر للممارسات البالية التي تعمل على تكريس الرداءة وخلق لوبيات اقتصادية تؤثر في صنع القرار السياسي وامتصاص خيرات الشعب.
وأضاف عبد العزيز خلال لقائه بمنتخبي الحزب بفندق المطار أمس بالعاصمة أن الجزائر ليست شركة خاصة تتصرف فيها أقلية بل ملك لكل الجزائريين رفض ذات المتحدث الخوض في موضوع الرئاسيات التي أكد أن مؤتمر الحزب سيفصل فيها شهر جوان القادم.
وعاد رئيس حزب جبهة المستقبل إلى محليات 23 نوفمبر الفارط ليسد باب التأويلات عن جملة الإشاعات التي أثيرت حول أن جبهة المستقبل تقاسمت الطورطة مع حزبي الأغلبية ونابها دعم من فوق بالقول على إن ما حققه الحزب في التشريعيات والمحليات الأخيرة إنما هو نتاج جهود مناضلي ومناضلات الحزب وذكر :” أصواتنا حلال وحتى واحد ما صدق علينا وإن سمي حزب جبهة المستقبل ” بالمفاجأة ” فهذا ليس وليد الصدفة بل عمل وجهد لأنه تأسس على أسس سليمة له برنامج واعد وخطاب سياسي معتدل وله رجال و نساء قادرون على صنع المفاجئة ” وتابع :” عشت الاستحقاقات الانتخابية في عهد الأحادية و التعددية الحزبية و لم أر في حياتي ممارسات لا أخلاقية وغياب للثقافة السياسية ولا حيادية الإدارة كالإستحقاقين الأخيرين الأمر الذي يشجع على العزوف والرداءة وجعل الانتخابات في الجزائر مجرد تجارة مربحة أوصلت أناس لا علاقة لهم بالشعب وجعلتهم رهن الإدارة”.
وأشار عبد العزيز إلى أن بناء دولة القانون التي تتغنى بها السلطة لا يكون بالكلام والتسويق لديمقراطية الواجهة وذكر :” يبحثون عن بناء دولة القانون وهم بعيدون كل البعد عن القانون في وقت يعد الطريق سهلا وهو العودة لسلطة الشعب” وأضاف لا نبني دولة ديمقراطية بالكلام فالديمقراطية الحقة ثقافة وممارسات وكفانا تغنيا بالديمقراطية لأن ونحن لسن ديمقراطيين فالأمور كلها مكشوفة التصرفات والممارسات “ديكتاتورية”.
واغتنم الفرصة في الوقت نفسه للحديث عن بعض منتخبي حزبه الذي التحقوا بحزب جبهة التحرير الوطني ليقلل ممن ضخموا الأمر مبرزا أنه كل واحد حر في تصرفاته ” ولي راح الله يعانوا” و قال :” الأيام بيننا وجبهة المستقبل ستخلق حقيقة المفاجأة قريبا ” وتابع :” حزبنا قوي ومبني على مناضليه وليس فتات الأحزاب الأخرى والخروج للإعلام والتغني بذلك ” وأردف :” السلطة التنفيذية هيمنت على كل شيئ الانتخابات مزورة و قوائم الترشح يعدها الولاة أفرزن نواب مزيفين وبرلمان أضحى مجرد علبة بريد وأقلية ليس لها القوة في صناعة التغيير و قلب الموازين و أضحت السلطة التشريعية ضعيفة تكرس سياسة الأمر الواقع بمباركة حزبي الأغلبية”.
غاب الحوار وحضرت العصا لمواجهة غليان الجبهة الاجتماعية
وعرج بلعيد عبد العزيز على الغليان الذي يطبع الجبهة الاجتماعية ليؤكد على أن الأمر ليس بالمفاجئة بل أمر متوقع نتيجة لسوء التسيير المتغلغل والمتغول في عديد القطاعات إلى الاستمرار في غلق باب الحوار و سياسة صم الآذان أمام علامات الاستفهام التي تطرح عن عديد سياسات التناقض التي تنتهجها السلطة التنفيذية التي تنظر للجوء الأطباء المقيمين و قدماء الجيش و قبلهم الأساتذة لتبني لغة الشارع بالأمر غير المقبول وتدرج الأمر في خانة الفوضى و تدعوا للحوار و لكن بشعار ” الديكور و سياسة الأمر الواقع و قال :” غليان الجبهة الاجتماعية سوف لن يتوقف عند الأطباء و قدماء و معطوبي الجيش بل القائمة طويلة بالنظر للتعفن الذي يطبع عديد القطاعات المرجحة للانفجار في أي لحظة فالعبثية كثرت في الجزائر والشعب أصبح يحس بالاحتقان و ما له غير الشارع و إذا غابت لغة الحوار فباب العنف و الشارع هو الحل الوحيد ” وتابع :” فالمحاور الوحيد في الجزائر هي العصا و الشرطة فقدماء الجيش ضحوا بأنفسهم للحفاظ على أمن البلاد و يضربون اليوم بالعصي و يمنعون من أبسط الحقوق والأطباء كذلك في الوقت أن الحوار من أنجع السبل لتفادي الإنزلاقات “.
“الحرقة” صورة مشوهة لمن أساؤوا التسيير
وحضرت مسألة ” الحرقة ” التي تقاذفها الطاقم الحكومي بين الوزير الأول أحمد أويحي الذي وصفها بالظاهرة المشوهة لصورة الجزائر ووزير الشؤون الدينية محمد عيسى التي قال إنها حرام شرعا ليدرجها بلعيد عبد العزيز في خانة ردة الفعل الطبيعية من الشعب الناقم على وضعه و قال :” شباب و عائلات يموتون في البحر هذه ليس ظاهرة مشوهة لصورة الجزائر بل للمسؤوليين الجزائريين الذين لأساءوا التسيير و دفعوا بالشعب للإنتحار في عرض البحر”.
زينب بن عزوز