الخميس , أبريل 25 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الاقتصاد / خبراء يؤكدون على أهمية تسهيل الاستثمارات ومرافقة الفلاحين:
عبر التعويل على الفلاحة.. سعي حثيث نحو تحقيق الإكتفاء الذاتي الغذائي في الجزائر

خبراء يؤكدون على أهمية تسهيل الاستثمارات ومرافقة الفلاحين:
عبر التعويل على الفلاحة.. سعي حثيث نحو تحقيق الإكتفاء الذاتي الغذائي في الجزائر

نصبت الجزائر هدف تحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي خطوة هامة في تحقيق الأمن الغذائي، وتسعى لتحقيق ذلك عبر اتخاذ العديد من الإجراءات ومنها توسيع المساحات الزراعية المستغلة والعمل على دعم الفلاحين مرافقتهم، ويؤكد خبراء أن الاكتفاء الذاتي، لا يمكن تحقيقه دفعة واحدة، إنما تدريجيا عبر رفع الإنتاج عبر مراحل، مع توفير سلسلة من العوامل المساعدة على ذلك، وأهمها تسهيل الاستثمارات ومرافقة وإرشاد الفلاحين وإدخال التكنولوجيات الحديثة في المجال الزراعي.
وفي هذا الصدد يقول رئيس الإتحاد الوطني للمهندسين الزراعيين، منيب أوبيري، إن هناك إرادة سياسية لتغيير هذا الواقع وتحسينه وتصحيح المسار التقني للوصول إلى أعلى مردود، من خلال توفير المياه وشق المسالك وإعطاء الكفاءات والمهندسين والتقنين مكانهم عن طريق إشراكهم في تطوير شعبة الحبوب.
وأضاف أوبيري في حديثه مع “الجزائر” أنه يبقى لتحقيق الاكتفاء الذاتي، تطوير الآليات المنتجة في المجال الفلاحي، وأشار إلى أن حاجيات الجزائر من الحبوب تفوق 7 ملايين طن، وقد تصل إلى 10 ملايين طن، في حين أن الإنتاج الوطني يساوي 4 ملايين طن.
ويرى المتحدث أنه للرفع من الإنتاج وتقليص هذا الفارق بين الإنتاج الوطني والحاجيات، لا بد من الرفع من رقعة الإستغلال للمساحات المخصصة لزراعة الحبوب، وذلك من خلال تسهيل الاستثمارات سواء للشركات الوطنية الكبرى القادرة على تحقيق طفرة نوعية في إنتاج الحبوب، وكذا تسهيل الاستثمار بالنسبة للمستثمرين الصغار بإعطائهم مساحات أوسع وضبط فلاحة تعاقدية، وإعطاء إمكانية للشباب والكفاءات للاستثمار في هذا المجال.
وقال أوبيري إنه لا بد من الرفع من رقعة مساحة الأراضي المستغلة من 2 مليون هكتار حاليا إلى أزيد من 5 مليون هكتار، وأكد أن هذا الأمر يكون عن طريق الآيات ومرافقة من قبل المعاهد المتخصصة ومكاتب الدراسات والخبراء والمهندسين، إضافة إلى إدماج الشباب المهندسين مع الفلاحين.
كما شدد لأجل بلوغ هدف “تحقيق الاكتفاء الذاتي” ضرورة تسهيل الحصول على قروض الإستثمار، كون الاستثمار في المجال الفلاحي يتطلب أموالا، إضافة إلى ضرورة تسهيل الحصول على العقار الفلاحي، وبالإضافة إلى ضرورة استغلال الطاقة الشمسية و توفير المياه والمسار التقني الصحيح، وتوفير آلات الحصاد الممتازة، وتوفير بنك بذور، وأشار كذلك إلى أهمية توسيع رقعة التخزين.
من جانب آخر، أكد أوبيري على أهمية تطوير وتحسين طرق إنتاج أعلاف الماشية، بمختلف أنواعها لضمان غذاء للماشية بعيدا عن تأثيرات السوق العالمية التي تشهد ارتفاعا كبيرا في أسعار هذه المواد، وهذا يساعد على تخفيف فاتورة الاستيراد، وضمان الغذاء محليا.
هذا وجدد رئيس الإتحاد الوطني للمهندسين الزراعيين التأكيد على ضرورة إعطاء الفرص أمام الكفاءات الشبانية والمهندسين والتقنيين الزراعيين للمساهمة في إنشاء هذه المنظومة وتحقيق الاكتفاء الذاتي، كما أشار إلى أهمية تأسيس مجلس أعلى للفلاحة والأمن الغذائي.
من جانبه قال الخبير الإقتصادي، والمهتم بالشأن الفلاحي، علي قابوسة، إن الجزائر تتوفر على مساحات فلاحية شاسعة بحجم قارة، وهي التي من خلالها يمكن بلوغ الهدف المرجو، من رفع الإنتاج وتحقيق الاكتفاء الذاتي في مختلف المنتجات الفلاحية الإستراتيجية وغير الإستراتيجية، وتقليص فاتورة الاستيراد، غير أن هذا بحسب قابوسة لا يتم دفعة واحد إنما عبر مراحل.
وأضاف قابوسة في اتصال مع “الجزائر” أن تحقيق الاكتفاء الذاتي في المجال الفلاحي ومنه الغذائي بصفة عامة، يحتاج إلى آليات مرافقة، وأوضح هنا إلى أن توسيع الأراضي المخصصة لإنتاج الحبوب وكذا زراعة الأعلاف بالطبع سيجعل الجزائر مكتفية ذاتيا من هذه المواد الأساسية للغذاء البشري أو الحيواني، هذا الأخير الذي هو في النهاية يدخل أيضا ضمن السلسة الغذائية للإنسان، غير أنه يرى ضرورة مرافقة مستمرة من قبل السلطة الوصية للفلاحين.
واعتبر قابوسة أن المرافقة وإرشاد الفلاحين عبر تقنيين زراعيين مهم للغاية. وأكد الخبير ذاته إلى أنه “لا يمكن خلال سنة واحدة تحقيق قفزة نوعية والانتقال لمرحلة الإكتفاء الذاتي”، وتابع أن هذا الهدف يأتي عبر مراحل، إذ يمكن في السنة الأولى رفع الإنتاج إلى 50 بالمائة، والسنة الموالية إلى 70 بالمائة، وهكذا، دائما ما يكون ذلك عبر آليات ودراسة جدوى ومرافقة الفلاحين وتوفير كل العوامل المساعدة على تحقيق هذا الهدف”.
وشدد الخبير الاقتصادي على أهمية إدخال مختلف التقنيات الحديثة المستعملة في الميدان الفلاحي، والتي تعتمد عليها حاليا الدول المتطورة، و عتبر أنه من دون هذه التقنيات الحديثة ومن دون مرافقة ودعم من الدولة ومرافقة من المرشدين الفلاحين فإن توفير المزيد من الأراضي الفلاحية المخصصة لن يكون ذو فائدة كبيرة.
من جانبه، قال أستاذ الاقتصاد بجامعة عنابة، بوقلقول الهادي، إن تحقيق الاكتفاء الذاتي في الجزائر يتطلب إدخال التكنولوجيات الحديثة في المجال الزراعي، لأن جميع الدول تسعى إلى تحقيق أمنها الغذائي، خاصة في ظل التحولات التي يشهدها العالم حاليا خاصة بعد الحرب في أوكرانيا ما نتج عنها من أزمة غذاء عالمية.
وأضاف يوقلقول في حديثه مع “الجزائر” أن هذه الأوضاع جعلت كل دول العالم تفكر في تأمين غذائها، وتعمل من أجل ذلك على تحقيق أقصى عوائد من الإنتاج الفلاحي سواء ما تعلق بالحبوب أو الخضر، فواكه أو الإنتاج الحيواني وتربية الأسماك.
واعتبر المتحدث أنه بالنسبة للجزائر في السابق كان هناك غياب سياسة وطنية في هذا المجال، ولذا كان من الصعب تحقيق الاكتفاء الذاتي، واليوم أصبح من الضروري وضع إستراتيجية وطنية تدخل فيها عدة قطاعات، ضمن مخطط وطني يرمي بالدرجة الأولى إلى تشجيع شعب المحاصيل التي للجزائر ميزة تنافسية فيها على غرار الخضر والفواكه والحبوب.
وأشار المتحدث إلى أن العديد من المبادرات التي انطلقت في عدة ولايات خاصة الجنوبية، وقال إن هذه المبادرات دليل على أن الجزائر بإمكانها أن تحقق الاكتفاء الذاتي وتصبح من بين الدول المصدرة.
وأضاف إنه “لتحقيق الاكتفاء الذاتي لا بد من التوجه نحو الاستثمارات الكبرى، وما تقوم به الجزائر من استصلاح مساحات كبيرة سيساهم في توفير الغداء بدرجة كبيرة إضافة إلى تصدير الفائض إلى الخارج”.
وشدد على ضرورة إعادة النظر في المعاهد والمدارس العليا الفلاحية سابقا، وقال إنه لا يمكن تحقيق الاكتفاء الذاتي بالاعتماد على الطرق التقليدية في الزراعة، إذ لا بد من توظيف التكنولوجيا والطرق الحديثة في الزراعة والمهارات والمعارف، وهذا لا يمكن تحقيقه إلا من خلال رد الاعتبار لهذه المدارس وهذا لضمان إنتاج وفير وذو جودة، كما شدد على ضرورة وضع بنك وطني للبذور المحلية والمشتلات.
للتذكير، حث رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، أول أمس، خلال ترؤسه اجتماعا لمجلس الوزراء، الحكومة على تكثيف الجهود لضمان الأمن الغذائي، خاصة في مجال الحبوب، في ضوء التقلبات الدولية الحالية، وهو التحدي الذي يجب كسبه مهما كانت الصعوبات والعقبات، لأن إمكانيات الجزائر وقدراتها المادية والطبيعية تؤهلها لتحقيق هذا الهدف الاستراتيجي.
ووجه رئيس الجمهورية وزير الفلاحة لإعداد مخطط جديد لإعادة تنظيم القطاع بعيدا عن كل أشكال البيروقراطية ويراعي الفعالية في الميدان، كما أمر بتوسيع الأراضي الفلاحية لإنتاج الأعلاف، مع اعتماد استخدام الوسائل التقنية الحديثة والأسمدة لزيادة المساحات الزراعية والمردودية كتوجه جديد يساهم في تجسيد الأمن الغذائي.
رزيقة. خ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super