أكد وزير الطاقة والمناجم، محمد عرقاب، أن الحكومة تولي أهمية كبرى لتطوير قطاع الهيدروجين، معتبرةً إياه ناقلًا استراتيجيًا سيسهم في تحقيق التزامات الجزائر المناخية، فضلًا عن تعزيز مكانتها كمركز رئيسي للطاقة في المنطقة، كما أكد من جانب آخر على أهمية التعاون الدولي لمواجهة التحديات التي تواجه قطاع الطاقة في العالم، داعياً جميع الفاعلين إلى تعزيز الجهود المشتركة لتطوير حلول عملية وفعالة تحقق الأهداف الطاقوية.
أشرف وزير الطاقة والمناجم، محمد عرقاب، أمس، بمركز المؤتمرات ” محمد بن أحمد” بوهران، على افتتاح فعاليات الطبعة الثانية عشر لمعرض ومؤتمر إفريقيا وحوض البحر الأبيض المتوسط للطاقة والهيدروجين. NAPEC 2024) )،تحت شعار “الموازنة بين المحروقات والطاقات النظيفة: تحقيق مزيج طاقوي فعال “.
وأكد عرقاب على أهمية هذه الفعالية في تقديم منصة لمناقشة قضايا الساعة المتعلقة بالطاقة التقليدية والطاقات النظيفة، بالإضافة إلى الابتكارات التقنية منخفضة الكربون التي ستسهم في تقليل البصمة الكربونية على المدى الطويل.
أوضح الوزير، أن هذا الحدث يُعد فرصة سانحة لتبادل الخبرات بين المشاركين، وتقديم أحدث التقنيات والحلول الطاقوية، خاصة في مجالات الهيدروجين والغاز الطبيعي. وتعتبر الجزائر، بفضل مواردها المتنوعة وإمكاناتها الهائلة في مجال الطاقة الشمسية، رائدة في التحول الطاقوي، خاصة في تطوير الهيدروجين الأخضر.
وفي هذا الإطار، أعلن الوزير عن تنظيم ندوة دولية حول الهيدروجين الأخضر في الجزائر في شهر أفريل 2025، والتي ستكون فرصة لعرض آخر التطورات التكنولوجية والاقتصادية في مجال الهيدروجين على المستوى الإقليمي والدولي.
وأضاف أن الجزائر تعمل على تحقيق انتقال طاقوي تدريجي ومسؤول يأخذ في الاعتبار مزيجًا طاقويًا أكثر تنوعًا يعتمد على الطاقات النظيفة والمتجددة، بما في ذلك الهيدروجين الأخضر.
كما أشار إلى أن الانتقال الطاقوي لا يعني التخلي عن المحروقات، بل يشدد على الدور الحيوي الذي يلعبه الغاز الطبيعي كوقود انتقالي يمكّن العالم من مواكبة التحولات في نظم الطاقة العالمية.
وتم التوقيع على عدة مذكرات تفاهم مهمة، من بينها مذكرة تتعلق بمشروع الممر الجنوبي للهيدروجين “SoutH2 Corridor”، الذي سيربط الجزائر بأوروبا عبر ألمانيا، إيطاليا، والنمسا.
وأوضح الوزير أن هذا المشروع سيسهم في تعزيز القدرات الإنتاجية للهيدروجين الأخضر، ونقل حوالي 4 ملايين طن من الهيدروجين سنوياً إلى أوروبا.
بالإضافة إلى ذلك، التوقيع على مذكرة تفاهم بين شركة سوناطراك وشركة سيبسا الإسبانية، لدراسة الجدوى الفنية والاقتصادية لمشروع إنتاج الهيدروجين بطاقة تتراوح بين 50 و200 ميغاوات، مع إمكانية تصديره إلى إسبانيا عبر المنشآت القائمة.
وأشار الوزير إلى أن الحكومة تُولي أهمية كبرى لتطوير قطاع الهيدروجين، معتبرةً إياه ناقلًا استراتيجيًا سيسهم في تحقيق التزامات الجزائر المناخية، فضلًا عن تعزيز مكانتها كمركز رئيسي للطاقة في المنطقة.
وأعلن الوزير أنه سوف تقوم الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات ( النفط) إعلان مناقصة أولى Algeria Bid Round 2024» ، في إطار القانون المحروقات الجديد والتي تمثل خطوة مهمة في جذب الاستثمارات والمتعاملين الأجانب في تطوير قطاع المحروقات.
كما أكد وزير الطاقة والمناجم أن الجزائر تعمل جاهدة على تحقيق التوازن بين استغلال مواردها الطبيعية والحفاظ على البيئة. وفي هذا السياق، تعمل الجزائر على تنفيذ البرنامج الوطني للطاقات المتجددة، الذي يهدف إلى إنتاج 15 ألف ميغاواط من الطاقة الكهروضوئية بحلول عام 2035، مع بدء تنفيذ المرحلة الأولى من هذا البرنامج بطاقة 3200 ميغاواط.
وفي إطار رؤية الجزائر للتحول إلى مركز إقليمي للطاقة، يتم العمل على مشروع ربط شبكة الكهرباء في الجنوب الكبير بالشبكة الوطنية، بتكلفة تفوق 3 مليارات دولار. سيسهم هذا المشروع في تعزيز إمدادات الكهرباء المحلية وفتح آفاق تصدير الطاقة إلى أوروبا والدول المجاورة، مما يعزز مكانة الجزائر في الأسواق الدولية للطاقة.
إلتزام الجزائر بالعمل المناخي والمساهمة في خفض البصمة الكربونية
وأشار الوزير في ختام كلمته، إلى أن الجزائر ملتزمة تمامًا بالتوجهات العالمية للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة، تماشيًا مع التزاماتها في إطار اتفاق باريس وأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030.
ومن بين الجهود المبذولة، تعمل شركة سوناطراك على خفض انبعاثات الغاز المحترق إلى أقل من 1% بحلول عام 2030، بالإضافة إلى الاستثمار في مشروع لإعادة تشجير 520 ألف هكتار من الأراضي خلال السنوات العشر القادمة، مما سيسهم في تخزين الكربون وتعزيز التنمية المستدامة.
وأضاف الوزير أن الجزائر منفتحة على إقامة شراكات جديدة لاستكشاف حلول تقنية تهدف إلى الحد من انبعاثات غاز الميثان، والاستفادة المثلى من الغازات المسترجعة. وفي هذا الإطار، سيتم توقيع مذكرة تفاهم مع الولايات المتحدة الأمريكية للتعاون في مجال الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة.
واختتم الوزير كلمته بالتأكيد على أهمية التعاون الدولي لمواجهة التحديات التي تواجه قطاع الطاقة في العالم، داعياً جميع الفاعلين إلى تعزيز الجهود المشتركة لتطوير حلول عملية وفعالة تحقق الأهداف الطاقوية، وتضمن بناء مستقبل أكثر استدامة وازدهارًا للجميع.
عرقاب يعقد لقاءات مع وفود عن شركات طاقوية عالمية
عقد وزير الطاقة والمناجم، محمد عرقاب، لقاءات مع وفود عن عدة شركات طاقوية عالمية، وذلك على هامش افتتاح الطبعة ال12 لمعرض ومؤتمر إفريقيا وحوض البحر الأبيض المتوسط للطاقة والهيدروجين “ناباك 2024”.
وفي هذا الإطار، تباحث عرقاب، بمركز المؤتمرات “محمد بن أحمد”، قبيل انطلاق مراسم الافتتاح، مع وفد من الشركة الأمريكية “إكسون موبيل”، يقوده نائب رئيس الشركة للبحث والاستكشاف، جون أرديل، حول فرص الشراكة والاستثمار والمشاورات الجارية مع سوناطراك، في مجال تطوير المحروقات، لاسيما في مجال المنبع البترولي والغازي.
وخلال هذا اللقاء الذي جرى بحضور رئيس الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات، والرؤساء المدراء العامون لسوناطراك وسونلغاز واطارات من القطاع، تم التطرق أيضا لعلاقات التعاون في مجال تبادل الخبرات والمعارف ونقل المعرفة.
من جهة أخرى، ناقش الوزير، مع وفد من الشركة البريطانية “هاربور إنرجي”، بقيادة نائب الرئيس لشمال أفريقيا والشرق الأوسط، سامح صبري، فرص التعاون والاستثمار في مجال الطاقة وآفاق تطويرها، حيث أعربت الشركة عن رغبتها في تعزيز تواجدها في الجزائر، بالأخص في مجال التنقيب عن المحروقات وكذا استغلال وتطوير حقول الغاز الطبيعي مع سوناطراك.
كما أشار الطرفان إلى إمكانيات التعاون وفرص الاستثمار الكبيرة في مجال الصناعات البترولية والغازية وكذا خفض الانبعاثات، والتقاط وتخزين الكربون وتقليل البصمة الكربونية، وفقا لبيان الوزارة.
هذا وعشية انطلاق “ناباك 2024″، تحادث عرقاب مع وفد من مجمع “إكوينور”، الذي كان مرفوقا بسفيرة النرويج لدى الجزائر، تيريز لوكن غزيل، حول سبل تعزيز علاقات التعاون والشراكة في مجال المحروقات وكذا الشراكة القائمة بين المجمع النرويجي وسوناطراك.
كما تباحث الوزير مع وفد عن الشركة الطاقوية الاسبانية “سيبسا”، يقوده رئيسها التنفيذي، مارتن فيتسلار، حول علاقات التعاون مع سوناطراك، مرحبين بمستوى وتميز هذه العلاقات لاسيما في مجال المحروقات، وتطوير الهيدروجين الأخضر.
وبحث الوزير خلال اللقاء الذي جمعه بوفد عن الشركة الطاقوية الأمريكية “شيفرون”، بقيادة نائب الرئيس المكلفة بالاستكشاف الدولي، ليز شوارتز، حالة علاقات التعاون مع سوناطراك، وخاصة بعد التوقيع على مذكرة تفاهم بين الشركتين، والتي شملت المبادئ الأساسية للعمل المستقبلي لتطوير موارد المحروقات في كل من حوضي أهنات وبركين.
كما ناقش الجانبان، أوجه أخرى للتعاون المتعلقة بنقل المعرفة والتكنولوجيات الحديثة وتبادل الخبرات، ولاسيما في مجال التنقيب عن المحروقات وتطوير الآبار، يضيف البيان.
ر. خ
الرئيسية / الاقتصاد / خلال إشرافه على معرض ومؤتمر إفريقيا وحوض البحر الأبيض المتوسط للطاقة والهيدروجين:
عرقاب يؤكد أن تطوير الهيدروجين هدف أولي للحكومة
عرقاب يؤكد أن تطوير الهيدروجين هدف أولي للحكومة
خلال إشرافه على معرض ومؤتمر إفريقيا وحوض البحر الأبيض المتوسط للطاقة والهيدروجين:
الوسومmain_post