يصوم الجزائريون هذه السنة في ظل تخفيف للإجراءات الإحترازية، وهو الأمر الذي فرضه الإستقرار الذي تعرفه الوضعية الوبائية، وذلك إلى جانب إلغاء التباعد الجسدي في صلاة التراويح وفتح بيوت الوضوء ومصليات النساء وهي إجراءات استحسنها الجزائريون لكون شهر رمضان هذه السنة سيكون مختلفا عن السنتين الفارطتين.
وفي هذا الصدد، شدد أخصائيون في الصحة على ضرورة الإستمرار في التقيد بالتدابير والإجراءات الوقائية الخاصة بمكافحة فيروس كورونا من ارتداء الكمامة واستعمال المطهر الكحولي لاسيما في شهر رمضان وهو الموسم الذي تكثر فيه التجمعات.
الطبيب، لخضر أمقران:
“يجب الإستمرار في التقيد بالتدابير والإجراءات الوقائية خلال شهر رمضان“
وفي هذا الخصوص أكد الطبيب، لخضر أمقران بأنه على الرغم من تخفيف الإجراءات الإحترازية التي فرضتها الوضعية الوبائية المستقرة المسجلة في الآونة الأخيرة ومعها إلغاء التباعد الجسدي في الصلوات بالمساجد خلال شهر رمضان غير أن هذا لا يعني نهاية الوباء بل وجب الإستمرار في التقيد بالتدابير والإجراءات الوقائية لكون جائحة كورونا لا تزال موجودة.
وقال لخضر أمقران في تصريح لـ”الجزائر” إن “الجميع كان يتمنى التخفيف من الإجراءات الإحترازية بالنظر لما خلّفه التشديد في المرحلة السابقة من تبعات على الجانب النفسي واليوم وصلنا لمرحلة التكيف مع الوباء لاسيما في ظل التبني التدريجي للتخفيف من الإجراءات الإحترازية وتم خلال شهر رمضان إلغاء التباعد الجسدي خلال صلاة التراويح وهو أمر الكل كان يريده ولكن ينبغي الحذر لأن الوباء لا يزال موجودا”.
وتابع في السياق ذاته “خلال شهر رمضان تكثر التجمعات في الأسواق في المساجد فلابد من الحذر وحتى وإن كان هناك تخفيف في الإجراءات الإحترازية والذي نعتبره أمرا إيجابيا يدخل ضمن التكيف والتعايش مع الجائحة غير أن ارتداء الكمامة و استعمال المطهر الكحولي يظل من الأمور الضرورية التي يجب الإستمرار في التقيد بها”.
وأشار المتحدث ذاته إلى أن التخفيف من الإجراءات الإحترازية ينبغي أن تقابلها ثقافة وقائية من طرف المواطنين في محاولة للقضاء على هذا الفيروس الذي وإن لا زلت الجزائر تسجل وضعية وبائية مستقرة غير أن الأمر ليس ذاته بالنسبة للعديد من البلدان التي تسجل اليوم أعدادا مرتفعة للإصابات بعدما لجأت إلى إجراءات التخفيف.
ودعا امقران لـ”استغلال الشهر الفضيل للرفع من وتيرة التلقيح والوصول للمناعة الجماعية بحيث أن الجزائر بعيدة كل البعد عنها في الوقت الحالي.
الباحث في علم الفيروسات والبيولوجي السابق، محمد ملهاق:
“الوباء لا يزال موجودا ولا ينبغي التراخي“
ومن جهته اعتبر الباحث في علم الفيروسات والبيولوجي السابق، محمد ملهاق أنه “وجب على المواطنين الإستمرار في التقيد بالإجراءات الوقائية الخاصة بفيروس كورونا خلال شهر رمضان والذي يأتي هذه السنة في ظل تخفيف الإجراءات الإحترازية”.
وذكر ملهاق في تصريح لـ”الجزائر ” أنه “مع تخفيف الإجراءات الإحترازية و كثرة التجمعات في شهر رمضان لابد من الحذر واليقظة ولا خطورة في الوقت الحالي غير أن الوباء لا يزال موجودا في الجزائر”.
وتابع المتحدث في السياق ذاته “صحيح أن الوضعية الوبائية مستقرة اليوم ولكن لا ينبغي التراخي فالعديد من الدول التي لجأت إلى إجراءات التخفيف تسجل اليوم حالات كبيرة من عدد الإصابات اليومية وهو ما لا نريده في الجزائر”.
وأردف ملهاق قائلا: “السلطات تبنت سياسة التخفيف والتشديد في تعاملها مع الوضعية الوبائية الأولى في حالة الإستقرار وثانية في حالة ارتفاع منحنى عدد الإصابات وهي سياسة منطقية ومعقولة غير أنه ينبغي أن تقابل بوعي من طرف المواطنين بأن الوباء لم ينته وأن التخفيف وإن كان إيجابيا غير أنه يجب أن ترافقه استمرارية في التقيد بالتدابير الوقائية ومعها التلقيح”.
الطبيب المختص في الصحة العمومية، محمد كواش:
“على المصلين مواصلة ارتداء الكمامة بالمساجد“
وفي السياق ذاته، دعا المختص في الصحة العمومية، محمد كواش إلى ضرورة الاستمرار في التقيد بالتدابير والإجراءات الوقائية خلال رمضان لاسيما وأنه الشهر الذي تكثر فيها التجمعات. وأشار إلى أن تخفيف الإجراءات الإحترازية الذي يعد أمرا منطقيا غير أنه وجب الحذر وعدم التراخي.
وذكر كواش في تصريح لـ”الجزائر” قائلا “تخفيف الإجراءات الاحترازية في السابق ومعه إلغاء التباعد الجسدي في صلاة التراويح هو أمر منطقي في ظل استقرار الوضع الوبائي في الجزائر وأعتقد أنه لا توجد خطورة و عدم وجود عدوى بشكل كبير جدا ولكن ينبغي الحذر واليقظة من خلال تهوية المساجد قبل و بعد أداء صلاة التراويح”.
وتابع الأخصائي ذاته “الحذر مطلوب وأنصح المصلين بالاستمرار بارتداء الكمامة لأن أغلبية المساجد مغلقة وإلغاء التباعد هو ظرفي في ظل الاستقرار الوبائي وتبقى اللجنة العلمية تتابع الوضع الوبائي العالمي وفي حالة ظهور متحور جديد وانتشار العدوى ستكون هناك إجراءات جديدة موافقة لتطور الوضع الوبائي”.
وأضاف امحمد كواش أن “الفترة المناخية التي نعيشها اليوم هي فترة خطيرة جدا في ظل انخفاض درجات الحرارة وعودة التقلبات الجوية التي تؤدي للإصابة بالزكام والتهاب الحلق لذلك يجب الحذر”.
زينب. ب