أطلق مجموعة من علماء الدين والمشايخ مبادرة للخروج من الأزمة التي تعيشها البلاد بعد أن رؤوا أن الوضع بلغ من الخطورة والتأزم ما يتطلب التدخل، حيث طالبوا بتفعيل المادتين 7و8 من الدستور والدخول في فترة انتقالية تقودها شخصية توافقية وحكومة كفاءات، ووجهوا نداء للشعب من أجل الحفاظ على وحدة الوطن والسلوكات السلمية خلال المظاهرات وحمايتها من المندسين الذين يحالون تحويل الحراك عن أهدافه.
وقدم 16 من أبرز علماء وشيوخ الجزائر من بينهم الشيخ محمد الطاهر آيت علجت، عبد الرزاق قسوم، رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، الشيخ بلحاج شريفي، عضو مجلس عمي السعيد الإباضي، وعضو حلقة العزابة بالقرارة، الشيخ محند أمقران آيت عيسى، من علماء زواوة، مبادرة لحل الأزمة السياسية التي تعيشها الجزائر، حيث أصدروا بيانا مشتركا أول أمس، اعتبروا فيه أنه من واجبهم في ظل التحولات التي تشهدها البلاد، احتضان وحماية تطلعات الشعب الذي خرج في مظاهرات سلمية منذ ما يزيد عن ثلاثة أشهر، حيث ناشد العلماء والمشايخ الشعب من أجل المحافظة على الوحدة الوطنية، والسلوكية السلمية، والثبات على الثوابت السيادية، كما دعوا الشباب إلى حماية الحراك من المندسّين، والمتسللين، والوصوليين، الذين يريدون تحويله عن أهدافه ومساره، وحيى العلماء والمشايخ المؤسسة العسكرية و”صمودها لحماية الوطن، ومرافقة الحراك الشعبي، والمحافظة على أمنه وسلامته، وتفهم مطالبه وتطلعاته”.
كما وجه أصحاب البيان خطابا للنخبة السياسيّة، ودعوها إلى التمسك بالروح الوطنية، وأكدوا أنه و”كي ترقى إلى مستوى مطالب الحراك، وجب القطيعة مع ممارسات الماضي، بكل مفاسدها ومفسديها، وتقديم التضحيات من أجل فتح صفحة جديدة نحو المستقبل الأفضل”.
و قال العلماء و الأئمة، أن المرحلة التي تعيشها البلاد حاليا قد بلغت من الخطورة والتأزم ما يتطلب التدخل العاجل والسلمي والتوافقي حيث أكدوا كحل للخروج من هذا الوضع، تفعيل المادتين 7 و8 من الدستور، اللتين تجعلان من الشعب مصدرا للسلطة، و اعتروا وأن الاستفتاء الذي قدمه الشعب في مختلف جمعات حراكه يغني عن أي استفتاء آخر.
ودعوا إلى مرحلة انتقالية تسند “لمن يحظى بموافقة أغلبية الشعب لتولي مسؤولية قيادة الوطن، نحو انتخابات حرة ونزيهة، وذات مصداقية”، و اقترحوا على من سيتولى هذه المسؤولية، أن يُقدم على اتخاذ الخطوات العاجلة التالية، أولا، تعيين حكومة من ذوي الكفاءات العليا، وممن لم تثبت إدانتهم في أية فترة من فترات تاريخنا الوطني، ثانيا، تعيين لجنة مستقلة للإشراف على الانتخابات المقبلة، وتنظيمها، ومراقبتها، من البداية إلى النهاية، ثالثا تنظيم ندوة حوار وطني شامل، لا تُقصي أحداً، تكون مهمتها وضع أسس معالم المستقبل، وفتح خارطة طريق لرسم سياسة جديدة تحصّن الوطن والمواطن، من الوقوع من جديد في التعفن السياسي، أو الاقتصادي، أو الثقافي، أو الاجتماعي، وإنقاذ الوطن من كل أنواع التبعيّة أو الولاء لغير الشعب، رابعا فتح المجال التنافسي أمام كل “الشرفاء، النزهاء، الذين يتوقون إلى قيادة الوطن، بعزة وإباء، نحو الغد الأفضل”، التزاما بالحفاظ على وحدة الوطن، وحماية مكاسبه”.
وأكد العلماء أنهم “إذ يُقدمون على هذه المبادرة، لا يحتكرون الصفة العلمية، بل إنهم يفتحونها أمام كل من يشاركهم القناعة، ويلتزم بالانخراط في المساهمة من ذوي الكفاءات العلمية”.
رزيقة.خ