الأحد , ديسمبر 22 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الاقتصاد / الخبير الطاقوي، مهماه بوزيان لـ"الجزائر"::
“على الجزائر تجاوز خمسة تحديات كبرى قبل إنتاج الهيدروجين الأخضر”

الخبير الطاقوي، مهماه بوزيان لـ"الجزائر"::
“على الجزائر تجاوز خمسة تحديات كبرى قبل إنتاج الهيدروجين الأخضر”

أكد الخبير الطاقوي، مهماه بوزيان أن هناك تحديات أمام الجزائر للتوجه نحو إنتاج الهيدروجين وتتعلق بالأساس بمشاريع الطاقات المتجددة –الطاقة الشمسية، وتوفير كميات كبيرة من الماء والتحكم في تكنولوجيات نقل الهيدروجين عبر أنابيب الغاز الطبيعي وتحديد التكلفة، وشدد على ضرورة توحيد وتثمين الجهود الوطنية التي بدأت في مجال البحث في الهيدروجين منذ 2005.
وأوضح الخبير الطاقوي مهماه أمس، في تصريح لـ”الجزائر”، أن القول بأنه في أفاق 2030 سوف يكون الهيدروجين بديلا عن الغاز الطبيعي قد تكون فيها مبالغة، وأكد أن الجزائر تواجه 5 تحديات كبيرة لإنتاج الهيدروجين الأخضر، وأول هذه التحديات تتعلق بضرورة الإسراع في انجاز المشاريع الخاصة بالطاقات المتجددة وعلى رأسها مشاريع الطاقة الشمسية، والتحدي الثاني يتعلق بتوفير كميات كبيرة من الماء ، ويجب أن يكون ماء مقطرا من الماء العذب المتأتي من تحلية مياه البحر، وهذا يطرح تحدي آخر دون الأربعة يتعلق بمشاريع تحلية مياه البحر، حيث أشار إلى أن استهلاك الماء العالمي لإنتاج الهيدروجين يبلغ 620 مليون متر معكب أي ما يمثل 1.3 بالمائة من استهلاك الماء في قطاع الماء العالمي وهو ضعفين استهلاك الماء لإنتاج الهيدروجين من تغويز الغاز الطبيعي ما يجعل التحدي الأكبر في إنتاج هذه المادة –الهيدروجين الأخضر- هو توفير كميات هائلة من الماء.
أما التحدي الثالث فيخص ضرورة التحكم في تقنيات وتكنولوجيا نقل الهيدروجين عبر أنابيب الغاز الطبيعي أي مختلط مع الغاز الطبيعي، والتحدي الرابع يتعلق بحديد التكلفة، إضافة إلى التحدي الخامس والمتعلق بتحيين ترسانة القوانين الخاصة بهذه الثروة، لأنه حاليا لا ينظر إليها كمادة طاقوية حسبه.
واعتبر الخبير الطاقوي أنه و قبل التوجه نحو إنتاج الهيدروجين الأخضر والذي ينتج عن تكسير الماء، لا بد أولا على الجزائر التوجه نحو إنتاج الهيدروجين الأزرق المتأتي من الغاز الطبيعي، كون الأول أكثر تكلفة، وقال إنه “لا يمكن التوجه للأخضر ونحن لم نحرز مكانتنا بالنسبة للهيدروجين الأزرق”، ويرى بوزيان أنه “على الجزائر الإسراع في حجز مكانة في السوق الدولية للهيدروجين الأزرق في أقرب الآجال”.
ويؤكد الخبير الطاقوي أنه ولتحقيق ذلك لا بد من تجميع كل هياكل المجموعة الوطنية لجعل الهيدروجين ثروة وطنية، وأضاف أن هذا يتم عن بتثمين البحوث التي سبق للباحثين والخبراء أن قدموها وباشروها منذ 2005 حول الهيدروجين وأن يتم التعاون بينهم وبين وزارة الانتقال الطاقوي والطاقات المتجددة والمؤسسات الاقتصادية للدولة وعلى رأسها “سوناطراك”.
وأشار بوزيان إلى أن الدراسات والبحوث العالمية تؤكد إلى أن أدنى كلفة خاصة بإنتاج الهيدروجين عالميا ستكون في شمال إفريقيا والضبط في الجزائر، وهو يعتبر عامل مساعد على المضي سريعا نحو إطلاق المشاريع والخطوات الأولى نحو إنتاج هذه المادة الطاقوية التي سوف تستغل في العديد من الصناعات لاحقا.
وأشار بوزيان إلى أهمية التوجه أولا نحو إنتاج الهيدروجين الأزرق من الغاز الطبيعي قبل الهيدروجين الأخضر، نظرا للكلفة الأقل ولكون إنتاج الهيدروجين الأزرق يشكل ما يقارب 75 بالمائة من الإنتاج العالمي للهيدروجين بكل أنواعه، في حين يشكل الهيدروجين الأخضر من مجموع الإنتاج العالمي للهيدروجين سوى 2 بالمائة فيما يشكل الهيدروجين الأسود المتأتي من الفحم ما يقارب 20 بالمائة من الإنتاج العالمي للهيدروجين .
وقال بوزيان إن “التوصيات التي أصدرتها وزارة الانتقال الطاقوي في اليومين الماضيين بخصوص خلق قطب للهيدروجين بالجزائر تم الإعلان عنها في 2005، كما أنه “تم خلال نفس السنة أي منذ 16 سنة إصدار “إعلان الجزائر حول إنتاج الهيدروجين من متصدر متجدد”، كما أطلقت مبادرة لإنشاء معهد دولي للهيدروجين بالجزائر، وتم آنذاك التباحث مع الشركاء من ألمانيا حول إنتاج الهيدروجين”، واعتبر أن الأمر “لا يزال يتطلب المزيد من الوقت ومن سنوات إضافية كثيرة لتحيق الهدف وتخطي التحديات الخمسة المذكورة سابقا التي تواجهها الجزائر للتوجه نحو إنتاج الهيدروجين الأخضر”.

توقعات بتحقيق الجزائر مداخيل بـ32 مليار دولار من المحروقات في نهاية 2021
في موضوع آخر، وبخصوص مداخيل الجزائر المتوقعة من المحروقات لـ2021، سيما بعد تقرير منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” الذي أشار إلى ارتفاع سعر الخام الجزائري بـ3 دولار شهر مارس الماضي، إضافة إلى ارتفاع سعر النفط في السوق العالمية وكذا ارتفاع نسبة صادرات الجزائر من الغاز الطبيعي حسب ما أشار إليه مجمع سوناطراك في بيان له اليومين الماضيين، قال الخبير الطاقوي ذاته إنه بالنظر لتقرير “أوبك” ولبيان المجمع الذي أكد على رفع صادرات الجزائر من الغاز الطبيعي إلى ايطاليا وجزيرة بالبرتغال وإسبانيا إضافة إلى تصدير كميات معتبرة لتركيا رغم أنها بلد له اكتشافات كبيرة حديثة في البحر الأسود، لكن الجزائر رغم هذا تمكنت من فرض مكانتها في السوق التركية، و”هذا مؤشر جد ايجابي”، إضافة إلى عوامل أخرى تتعلق –يقول مهماه- بارتفاع سعر النفط في السوق العالمية إلى حدود 66 دولارا للبرميل، وعامل آخر يتعلق بارتفاع صادرات الجزائر ليس فقط من الغاز الطبيعي إنما أيضا من النفط والمكثفات والمواد المكررة، فهي –يضيف الخبير الطاقوي- كل مؤشرات تدل على ارتفاع مداخيل البلاد من الطاقة، وتوقع أن يصل المعدل السنوي لهذه المداخل 32 مليار دولار.
وتوقع مهماه استمرار ارتفاع صادرات البلاد من الغاز الطبيعي في السنة الجارية، وأسند ذلك إلى دخول تقنية “البوستينك” في حقل حاسي الرمل منذ بداية السنة الجارية ما يسمح باسترجاع ما لا يقل عن 400 مليار مرت مكعب من الغاز الطبيعي، إضافة إلى دخول العديد من حقوق الغاز حيز الخدمة، ما سيعزز هذه الصادرات الإستراتيجية التي وضعتها شركة سوناطراك، حيث اعتبرها “استراتجية وقراءة ذكية للأسواق” من حيث النجاح في التفاوض مع الشركاء الأجانب.
رزيقة. خ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super