طالب المنسق الوطني لنقابة الكناس عبد الحفيظ ميلاط وزارة التعليم العالي بضرورة التوجه إلى تدريس العلوم التقنية والعلوم التجريبية باللغة الانجليزية لتحسين ترتيبها العالمي، سيما أنها اللغة الوحيدة المعتمدة في التصنيف العالمي للبحوث الجامعية.
وأبرز عبد الحفيظ ميلاط في حديث مع “الجزائر”عن الأسباب التي أدت إلى تذيل الجامعات الجزائرية قائمة التصنيف العالمي للجامعات الذي أفرج عنه مؤخرا موقع ” ويبمتريكس” ، و الذي تحصلت فيه على المرتبة 2341 عالميا و الـ42 عربيا، بأن السبب يكمن في استمرار الجامعات الجزائرية في نشر بحوثها و منتوجاتها العلمية باللغتين العربية و الفرنسية في الوقت الذي أضحى العالم باسره يعتمد على اللغة الانجليزية كونها الأولى عالميا، مشيرا إلى أن الوصاية بإمكانها العمل تدريجيا في تحسين ترتيبها وذلك بالبدء في ترجمة جميع البحوث إلى اللغة الانجليزية قبل نشرها من ثم التوجه إلى التدريس بالانجليزية والتخلي عن الاعتماد على الفرنسية مادام الفرنسيون أنفسهم شرعوا في التخلي عنها في تعليمهم العالي، بعد اقتناعهم بأن دخول أبحاثهم العلمية إلى العالمية مهما كانت قوتها لن يكون إلا بالتوجه إلى الانجليزية باعتبارها اللغة الأولى في العالم.
وأوضح ميلاط بأن التصنيف يعتمد على 100 نقطة مصنفة على 5 معايير كل معيار بـ20 نقط ، أولاها “جودة التعليم” والمتمثل في عدد الطلبة المتخرجين من الجامعات و المتحصلين على جوائز عالمية كنوبل وغيرها ، متأسفا على عدم حصول الطلبة الجزائريين على هذا النوع من الجوائز، ثانيها “جودة هيئة التدريس” و المتمثل في عدد الأساتذة الجامعيين المتحصلين على هذا النوع من الجوائز دائما، وهو الأمر الذي لم تشهده جامعاتنا، ثالثها “مخرجات البحث العلمي” والمتمثل في البحوث المنشورة في مجلات عالمية.
على الجامعات الشروع في نشر بحوثها باللغة الانجليزية
ودعا ميلاط من جهة أخرى إلى عدم منح الفرصة لهذه التصنيفات لإحباط عزيمة الطلبة، مقرا بوجود إنتاج جامعي جزائري معتبر بالرغم من انه يبقى ضعيفا إذا ما قورن بجامعات كبرى، رابطا السبب دائما في كون معظم الإنتاج العلمي والأكاديمي الخاص بالجامعة الجزائرية يتم بالأساس بلغتين إما بالعربية أو الفرنسية في الوقت الذي تعتمد فيه التصنيفات على اللغة الانجليزية وهو الأمر الذي يتسبب في عدم تمكن إنتاج الجامعات الجزائرية من منافسة أبحاث بلدان أخرى تعتمد على الانجليزية، على غرار الجامعات السعودية التي تمكنت من الحصول على مراتب أحسن من جامعات عريقة بفرنسا، و هذا لاعتمادها على الانجليزية، مفيدا بأنه الأمر الذي دفع الكثير من الجامعات إلى التوجه إلى نشر بحوثها بالانجليزية.
وتأسف ميلاط من ضرب العديد من الجامعات الجزائرية لتعليمة الوزارة الوصية القاضية بنشر نموذج عن منتوجاتها العلمية باللغة الانجليزية، معتبرا ان الالتزام بنشر البحوث بالانجليزية من خلال خلق هيئات على مستوى كل الجامعات لتقوم بترجمة كل البحوث إلى الانجليزية لنشرها، سيساهم بنسبة ما في تقدم مرتبة الجامعات الجزائرية على مستوى التصنيف العربي سيما و انه المعيار الذي بإمكاننا المنافسة من خلاله في ظل عدم توفر مؤسسات التعليم العالي بالجزائر على المعايير الأخرى المشار إليها.
لايمكن لأستاذ جامعي يتقاضى 47 دينار من تحضير بحوث علمية
وأشار ميلاط في سياق آخر إلى التصنيف العالمي الذي صدر خلال الأيام القليلة الماضية والذي حصل فيه الأستاذ الجزائري على آخر المراتب بالنسبة للأجور مقارنة مع دول العالم بما فيها الدول المصنفة كأفقر البلدان على غرار موريتانيا و غيرها، معتبرا ان عدم توفر الجامعات الجزائرية على أبحاث حقيقية ترقى للعالمية، يعود بالدرجة الأولى للواقع الذي يعيشه الأساتذة الجامعيين والذي يحُول دون تمكنه من القيام بتحضير بحوث عالمية، في ظل انخفاض الدخل الشهري لهم و كذا افتقارهم لأدنى شروط العيش الكريم من سكن، كاشفا عن وجود أساتذة مقيمين بالحرم الجامعي مع الطلبة لعدم تمكنهم من تأجير شقق خاصة ناهيك عن تنقلهم في حافلات نقل الطلبة.
وطرح ميلاط تساِؤلا عن إذا كان بإمكان الأستاذ الجامعي الذي يتقاضى 47 الف دينار جزائري شهريا من العمل والوصول إلى الإنتاج الفكري و الأكاديمي في ظل الأجر الذي يتقاضاه و الذي لا يُمكنه من تسديد أدنى احتياجاته اليومية.
وفاء مرشدي
الرئيسية / الوطني / بعد تذيلها بقائمة التصنيف العالمي للجامعات، الكناس::
“على الوزارة التوجه إلى تدريس العلوم التقنية والتجريبية بالإنجليزية”
“على الوزارة التوجه إلى تدريس العلوم التقنية والتجريبية بالإنجليزية”