أكد لويس بوليدون أحد الشهود على التجارب النووية (في إطار الخدمة العسكرية) في الجنوب الجزائري ان فرنسا مدينة للنساء والرجال المتضررين من التجارب النووية والذين لم تعرهم “أي اهتمام” حول مصير أبنائهم وأحفادهم.
ويذكر أنه في الفاتح من شهر مايو 1962 أجرت فرنسا ثاني تجربة نووية باطنية “بعين إكر” شمال تمنراست حملت رمز “بيريل” وهي الحادثة التي شهد عليها لويس بوليدون صاحب كتاب “المتضررين من أشعة بيريل: التجربة النووية الفرنسية غير المراقبة”.
وأكد ذات الكاتب أن “التجربة النووية +بيريل+ قد أضرت بالسكان الصحراويين عبر انتشار الغيوم الاشعاعية خاصة طوارق الهقار والسكان المحليين لواحات الجنوب الجزائري ومالي والنيجر حتى التشاد, مشيرا إلى أن أبناء وأحفاد هؤلاء السكان يحملون في جيناتهم آثار هذه العدوى الاشعاعية كما أوضحته الدراسات العلمية في فرنسا وانجلترا”. وحسب السيد بوليدون فإن فرنسا قد تخلت تماما عن ضحايا هذا البرنامج النووي بعد اتفاقيات ايفيان حول استقلال الجزائر حيث عاشوا طويلا على أراض إشعاعية كما أوضحته العينات النباتية التي أخذتها مع زملائي آنذاك بعد “بيريل”. وتابع ذات الكاتب على مدونته يقول “إن فرنسا تدين لهؤلاء الرجال والنساء وأطفالهم الذين لن نعرهم أي اهتمام كونهم أحفاد المتضررين من الاشعاعات النووية فكيف لنا ان ننسى أننا تجاهلنا في الماضي وضع أباءهم الصحي الذين تعرضوا مباشرة لآثار بيريل”, داعيا الرئيس إيمانويل ماكرون إلى تحمل مسؤولية “هذا الارث”. ويهدف كتاب بوليدون (83 سنة), مهندس كيمائي أرسل في ديسمبر 1961 إلى المصلحة التقنية للجيوش (السلاح الذري) في قاعدة عسكرية بالأهقار, إلى تسليط الضوء على حادث التجربة النووية “بيريل”.
ويذكر أن فرنسا أجرت عدة تجارب نووية في الجنوب الجزائري خاصة برقان وتمنراست. وفي 1999 عاين فريق من الوكالة الدولية للطاقة الذرية حقول الرمي حيث طلبت على اثر ذلك غلق أربع مناطق. ويوجد حاليا ملف نتائج التجارب النووية الفرنسية وكذا تعويض المتضررين على طاولة المفاوضات على مستوى لجنة جزائرية فرنسية مكلفة بتسوية المسائل المتعلقة بالذاكرة.